مرسلة من noha

نتأمل قول الحق تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23]…..

ما أكثر الآيات التي تدعو الإنسان للتأمل والتفكر والتدبر، ومن الآيات الكثيرة التي تسترعي الانتباه والتي تلفت الانتباه أن الله تبارك وتعالى يقول: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ) [الأعراف: 179].
يقول تعالى: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يس: 65].
ويقول أيضاً: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النور: 24].

مما لفت انتباهي في هذه الآية العظيمة قوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا) هذه الآية تؤكد أن مركز الفقه أو العقل هو القلب، وليس الدماغ كما يقول أو يعتقد العلماء اليوم، ولو تأملنا آيات القرآن نلاحظ أن الله تبارك وتعالى دائماً يؤكد أنه هنالك صفات كثيرة للقلب، فمثلاً يقول تبارك وتعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28] إذاً هنالك خصائص للقلب ومنها الاطمئنان أو الاستقرار ويقول أيضاً: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22].

إذاً القلب يقسو والقلب يطمئن والقلب يخاف أيضاً ويخاف، يقول تبارك وتعالى: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2] هذه الآية تصف لنا صفات المؤمنين (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) أي خافت (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2].

يقول أيضاً: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أو آذان يَسْمَعونَ بها فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ). والخطاب هنا لأولئك المشككين بكلام الله تبارك وتعالى ورسالته، فهذه الآية تؤكد على نقطة مهمة جداً، أن القلب له عمل، وليس مجرد مضخة كما يعتقد كثير من الأطباء اليوم، فالقلب يمكن أن يعمى (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) والقلب أيضاً يمكن أن يفقه ويعقل (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا). والسؤال: كيف يمكن للقلب أن يعقل؟ وكيف يمكن له أن يتذكر؟ وكيف يمكن له أن يحب أو يكره؟

ذاكرة القلب

الذي لفت انتباه بعض أطباء الولايات المتحدة الأمريكية أن هنالك ظاهرة غريبة تتعلق بأولئك المرضى الذين تمّ لهم زراعة القلب، وزراعة القلب بدأت عام 1967 ثم تطورت هذه العملية حتى إننا نجد اليوم كل سنة هنالك أكثر من ألف عملية زراعة قلب تتم في الولايات المتحدة الأمريكية، والأطباء الذين راقبوا حالة هؤلاء المرضى وجدوا شيئاً غريباً أن هذا المريض بمجرد أن تمّ تغيير قلبه تتغير أمور عميقة في شخصيته، هنالك تغييرات جذرية تحدث في شخصية هذا المريض.

والسؤال ما هي عملية زراعة القلب؟ إنها بكل بساطة عبارة عن استبدال قلب بقلب إنسان آخر، وكما نعلم أن الإنسان الذي يموت بسبب حادث أو صدمة مفاجئة أو بحادث قتل مثلاً أو يموت منتحراً، لا يموت قلبه على الفور بل يبقى لفترة محددة فإذا ما أدرك الأطباء هذا القلب وانتزعوه ووضعوه في سائل خاص وأشرفوا عليه فإنه يبقى أيضاً لفترة أطول يمكنهم أن يستفيدوا منه في مريض آخر من أجل استبدال قلبه فقد يكون لدينا مريض مثلاً لديه شرايين القلب جميعها فيها انسداد كامل وقد أشرف على الموت أيضاً فيتم استبدال قلبه ويعيش بهذا القلب الجديد والذي لاحظه الأطباء أن هؤلاء المرضى الذين تم استبدال قلوبهم بقلوب أخرى أنه تحدث فيهم تغييرات عميقة في تصرفاتهم أو في شخصيتهم، فمثلاً هنالك طالبة في علم النفس لديها فشل في عمل القلب أو خلل منذ الولادة وعمرها ثمانية وعشرون عاماً عندما قاموا باستبدال قلبها بقلب شخص آخر مات حديثاً ماذا كانت النتيجة؟؟

عندما أفاقت بعد العملية وجد الأطباء أنه هنالك تغييرات في شخصية هذه المريضة فعلى سبيل المثال: كانت لا تحب الألعاب الرياضية أبداً، وفجأة بعد أن تم زراعة القلب لها أصبحت من المتابعين للعبة كرة القدم. هنالك أنواع من المأكولات لم تكن ترغب في تناولها قبل العملية، وبعد العملية أصبح لديها ميل شديد باتجاه هذه الأطعمة. وهنالك تغييرات كثيرة حدثت في هذه الفتاة.

وكمثال آخر هنالك طفل أيضاً قتل في حادث، طبعاً في حادثة قتل، هنالك شخص قتل هذا الطفل، فأخذوا قلبه ووضعوه لطفل آخر لديه فشل في عمل القلب وإذا بهذا الطفل بدأ يرى كوابيس وأحلام مزعجة، وبدأ يحس وكأن هنالك شخصاً يريد أن يقتله وهذه الحالة استدعت انتباه الأطباء فلما سألوه عن أوصاف هذا الشخص الذي يحاول قتله ووصف لهم بدقة ما يراه، وجدوا بأن هذا الشخص هو القاتل الذي قتل ذلك الطفل صاحب القلب الأصلي.

من هنا نستطيع أن نستنتج أن هنالك تغييرات مهمة جداً تحدث لهؤلاء الذين يزرعون القلب. ولكن.. ما هو التفسير العلمي لهذه الظاهرة؟ هذه الظاهرة المحيرة لم يجد لها العلماء إلا تفسيراً واحداً وهو: أن في القلب مراكز خاصة بالذاكرة تُشرف على عمل الدماغ، يعني في قلب الإنسان (القلب) ليس مجرد مضخة لضخ الدم إنما في خلايا هذا القلب هنالك برامج أودعها الله تبارك وتعالى تتحكم في عمل هذا القلب وتستقبل هذه البرامج تستقبل المعلومات وكل ما يسمعه ويراه الإنسان ويتم تخزينه في القلب ثمّ يصدر القلب أوامره إلى الدماغ ليقوم بأداء مهامه.

إذاً نستطيع أن نقول إن مركز العقل هو القلب وليس الدماغ ولذلك قال تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179] وقال في آية أخرى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) [الحج: 46] (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).

طبعاً هذه النتائج هي ملامح لظاهرة غريبة يراها الأطباء اليوم فهذا هو الدكتور (جاك كوبلاند) أشرف على أكثر من 700 حالة زراعة قلب فماذا وجد هذا الطبيب؟ الذي وجده أن هؤلاء المرضى يحدث دائماً مع كل تغيير للقلب تغييرات عميقة في شخصيتهم ولذلك قال أنا لا أستبعد أن يكون هنالك شيء ما في هذا القلب نجهله تماماً. وهنالك الكثير من الأطباء الذين يؤكدون هذه الحقيقة اليوم ولكن ليس لديهم دليل مادي ملموس على ذلك سوى الظواهر التي يشاهدونها أمامهم.

وهنا تتجلى أمامنا عظمة القرآن تتجلى أمامنا هذه الآيات العظيمة عندما قال رب العزة تبارك وتعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا)! إذاً هذا سبق قرآني في طب القلوب، هذا السبق أكّد لنا أن القلب فيه مراكز كثيرة ويقول كثير من علماء الغرب اليوم إن خلايا القلب تختزن الذاكرة وتختزن ما يسمعه الإنسان وما يراه.

ذاكرة خلايا القلب

ومن الأشياء العجيبة أن خلايا القلب والرئتين تصدر ترددات صوتية خاصة بها، فقد قام أحد العلماء الباحثين في جامعة كاليفورنيا منذ أشهر قليلة ببحث حيث أخذ بعض الخلايا من قلب إنسان وقام بدراستها دراسة معمقة فوجد أن هذه الخلايا تصدر ترددات صوتية خاصة بها، ولكن هذه الترددات غير مسموعة، يعني هي في المجال غير المسموع الذي لا يسمعه الإنسان بسبب ضعف هذه الترددات فاستخدم ما يسمى كمبيوتر ذري من أجل التقاط الإشارات الصادرة من هذه الخلايا ووجد بأنها ترددات صوتية تصدرها خلايا القلب، وهنا ربما نتذكر أن الله تبارك وتعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) [الإسراء: 44] وقال أيضاً: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].

لذلك دائماً أنصح كل إنسان أن يلجأ في علاج نفسه من أي خلل أو أي حالة نفسية أو أي مرض إلى القرآن الكريم لأن هذا القرآن أودع الله فيه تبارك وتعالى قوة شفائية، أودع في آياته لغة تفهمها خلايا القلب، لذلك قال تعالى (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

ذاكرة الرئتين!

ولكن هنالك شيء آخر يتعلق بمحتوى الصدر أو الرئتين فعندما قام العلماء باستبدال الرئتين أيضاً لأشخاص لديهم خلل كبير في عمل هاتين الرئتين استبدلوا هذه الرئة برئة شخص آخر أيضاً شخص مات حديثاً أخذوا رئتيه ووضعوها لمريض بحاجة لهاتين الرئتين فوجدوا أيضاً أن هنالك تغيرات عميقة تحدث لهذا المريض أيضاً في شخصيته وفي تصرفاته وفيما يحب ويكره.

حتى إن أحد المرضى الذين تم استبدال القلب والرئتين له أي محتوى الصدر كاملاً، بقلب ورئتين من شخص آخر بعدما نجحت العملية وقام هذا الشاب وذهب إلى أهل ذلك الطفل الذي ذلك الشاب الذي تبرع له بقلبه ورئتيه قبل أن يموت عندما ذهب إلى بيته وهو يحمل قلبه ورئتيه وجد أنه يعرف هذا البيت من قبل مع أنها كانت المرة الأولى التي يدخل فيها هذا البيت ووجد أيضاً أنه يعرف كثيراً عن حياة هذا الشاب وعندما جاءت والدة ذلك الطفل صاحب القلب والرئتين وأظهرت أمامه بعض أبيات الشعر التي كتبها قبل أن يموت ذلك الشاب استطاع أن يكمل كثير من العبارات والأبيات مع أنه لم يقرأها من قبل.

وهنا وصل بعض الباحثين إلى نتيجة ثانية توازي بأهميتها النتيجة الأولى وهي أن الرئتين أيضاً لديهما ذاكرة ولديهما نوع من تخزين الأحداث أو المعلومات وكأن في الصدر هنالك مستودع للمعلومات والبرامج. والعجيب أننا إذا تأملنا القرآن العظيم نلاحظ أن الله تبارك وتعالى قد أشار بوضوح كامل إلى هذه الحقيقة فكثير من الآيات تحدثنا عن علم الله تبارك وتعالى وأنه عليم بذات الصدور وقال أيضاً في آية أخرى يخاطب المؤمنين: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].

لذلك نجد أن في هذه الآية أيضاً سبقاً علمياً مع أن العلماء لم يتأكدوا بعد من صدق أبحاثهم مئة بالمائة إلا أن المشاهدات والأحداث التي تتم أمامهم جميعها تؤكد أن الصدر فيه مستودع للذكريات وفيه مستودع للبرامج التي أودعها الله تبارك وتعالى في هذا الصدر في القلب والرئتين وأن القلب يتحكم بعمل الدماغ وليس العكس. ومن هنا عندما نتأمل كثير من آيات القرآن نلاحظ أن الله تبارك وتعالى يقول: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19] لم يقل وما تخفي الرؤوس مثلاً، بل قال (وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ).

إحدى الفتيات عانت لفترة طويلة من التهاب الرئة المزمن وأكد الأطباء أنها ستموت قريباً، إلا إذا استبدلت رئتيها برئتين سليمتين، وصدف أن مات شاب بحادث دراجة نارية وأسرع الأطباء وانتزعوا قلبه ورئتيه بحالة سليمة وأجروا زراعة القلب والرئتين لهذه الفتاة.

بعد نجاح العملية التف الصحفيون حول هذه الفتاة وبدأوا بطرح الأسئلة: كيف تشعرين الآن، وتقول لهم إنني أحس أنني أحمل شخصية أخرى غير شخصيتي، إن سلوكي قد تغير بالكامل، أصبحت أفضل بعض المأكولات التي لم أكن أحبها من قبل! وبعد أن زارت هذه الفتاة أهل الشاب صاحب القلب الأصلي، وحدثتهم عن الأشياء التي أصبحت تحبها، قالوا لها بأن هذا ما كان يحبه ابننا، وأن الأشياء التي تغيرت فيها تشبه شخصية هذا الابن!

ويقول الدكتور John Schroeder من جامعة ستانفورد والمختص بدراسة الحالة النفسية للأشخاص الذين تمت لهم عمليات زرع القلب والرئتين، إنهم يصبحون أكثر حساسية ويسمعون بعض الأصوات غير الحقيقية!

هذا القلب أودعه الله في صدرك على الجهة اليسرى منه، فيعمل مع الرئتين ليزود الجسم بالدم النقي المليء بالأكسجين، ويحمل النفايات ويساهم في تصريفها. وهو يعمل ليل نهار بلا توقف. إذن القلب هو عضلة تنكمش فتضغط الدم الذي بداخلها ليندفع باتجاه الرئتين ليأخذ الأكسجين ويتخلص من غاز الكربون، ثم يتمدد القلب ويتوسع فيندفع الدم لداخله ثم ينقبض فيندفع الدم إلى الجسم، وأثناء ذلك تنغلق الصمامات وتفتح لتنظيم هذه العملية وهكذا في دورة بديعة تبارك صانعها!

ولكي نتخيل مدى التعقيد الذي يتمتع به القلب البشري، أن هذا القلب ينظم عملية ضخ الدم حسب الجهد المبذول، فالقلب يضخ 5 لتر من الدم في الدقيقة الواحدة، وفي حالة الأعمال المجهدة يضخ 20 لتر في الدقيقة، هذا أبسط عمل للقلب الطبيعي،

إذن القلب الطبيعي الذي منَّ الله به علينا وضع فيه ذاكرة وقدرة عقلية لإدارة وتنظيم ضخ الدم، وتحديد الكمية اللازمة بالضبط، فهل نشكر نعمة الله تعالى!

ذاكرة الخلايا

علماء من جامعة أريزونا بالإضافة إلى بعض الباحثين مثل الدكتورة ليندا راسك يعتقدون أن الذاكرة مخزنة في كل خلية من خلايا جسدنا، وهذه الطاقة تظهر تأثيراتها عندما يتم نقل عضو من شخص لآخر، طبعاً تظهر تأثيراتها على الشخص الذي استلم هذا العضو. لكل قلب بصمة خاصة، فلا يوجد قلبين متشابهين أبداً، فكل قلب من قلوب البشر له تركيب خاص ومميز عن غيره، وفي داخله معلومات تخص صاحب هذا القلب، وتتجلى هذه البصمة من خلال الذبذبات الكهرطيسية التي يبثها القلب فهي تختلف من شخص لآخر.

ذاكرة الدم!

للدم ذاكرة أيضاً، فقد لوحظ أن الأشخاص الذين تم تغيير دمهم قد تغيروا بنسبة كبيرة وأصبحوا محبين للأشياء التي كان يحبها من تبرع لهم بالدم. وهكذا يمكن القول إن القلب يعمل كمضخة ويشرف على ذاكرة الخلايا، فجميع الخلايا تختزن المعلومات ولدى انتقال الدم عبر الجسم فإنه يمر إلى القلب الذي يقوم بتزويد خلايا الدم بالمعلومات ويتم نقلها إلى الدماغ. أي أن القلب هو الذي يسيطر على الدماغ ويوجهه.

ذاكرة الصدر!

هناك حالات غريبة أيضاً، فبعد إجراء زراعة للرئة تبين أن هناك تغيرات عميقة في شخصية المريض تحدث عقب استبدال رئته. ومن الحالات أن شخصاً لم يكن يحب كرة القدم وبعد زرع رئة له أصبح مولعاً بمراقبة هذه اللعبة.

وصل البروفسور Gary Schwartz إلى نتيجة وهي أن للرئتين تأثيراً كبيراً وعميقاً على شخصية المريض، فقد كان لدى إحدى السيدات خوف كبير من المرتفعات يصل إلى الحالة المرضية، ولكنها بعد ذلك تعرضت لخلل في نظام عمل الرئتين، وبعد فترة أُجريت لها عملية زرع الرئة من شخص تُوفي بنتيجة حادث، وكانت المفاجأة أن أول شيء فعلته هذه المريضة بعد العملية أنها قامت بتسلق بعض الجبال!

وبعد التدقيق في سجلات صاحب الرئة الأصلي تبين بأن من هواياته تسلق الجبال!! وهنا نصل إلى نتيجة وهي أن للرئتين تأثيراً على الدماغ، فالمريضة تولدت لديها عقدة الخوف من المرتفعات، وبعد تغيير رئتيها زالت هذه العقدة فكيف حدث ذلك؟

التفسير المنطقي هو أن الدماغ يختزن المعلومات ولكن بإشراف الرئتين والقلب، أي أن في صدر الإنسان (في قلبه ورئتيه) مستودع من الخفايا والعقد نفسية والذكريات، هذا المستودع هو الذي يوجه الدماغ في عمله، أي أن الدماغ تابع لمحتوى الصدر، وبالتالي عندما يتغير محتوى الصدر بزرع القلب أو الرئتين، فإن الرئة الجديدة تبدأ بممارسة نشاطها وتأثيرها على الدماغ حتى تحدث فيه التغيير المناسب لها.

لوحظ أن التغيرات أكبر ما يمكن عندما يتم استبدال القلب أو الرئة، ونحن نعلم أن صدر الإنسان يحوي بشكل أساسي القلب والرئتين، وهنا يمكن أن نخلص إلى نتيجة وهي أن محتوى الصدر مسؤول عن الذاكرة لدى الإنسان. يقول تعالى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19].
ولذلك قال تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) [الحج: 46]. ويقول أيضاً: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 156]. ويقول: (إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [فاطر: 38].

ذاكرة الفؤاد

يؤكد العلماء أن القلب يبث المعلومات للدماغ والدماغ يعطي أوامره للسان والعين والأذن وغيرها من أعضاء الجسم، وهنا ربما نستطيع أن نفهم لماذا ربط الله تعالى على قلب أو موسى، يقول تعالى: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [القصص: 10]. فالفؤاد هو أعمق نقطة من القلب هذه المنطقة أصبحت فارغة تماماً لأن المعلومات التي تتدفق من القلب إلى الدماغ أصبحت أكثر من أن يتحملها الإنسان، ولكن الله تعالى ربط على هذا القلب برباط محكم فلم تُبدِ شيئاً وأخفت في قلبها أن موسى هو ابنها.

وطبعاً هذا التفسير هو محاولة لفهم حقيقة ما حدث لقلب أم موسى وهي نوع من أنواع تدبر القرآن، والله أعلم.

ذاكرة الجلد

يقول الله تبارك وتعالى متحدثاً عن موقف عظيم من مواقف يوم القيامة، يحدثنا فيه رب العزة جل جلاله عن أولئك البعيدين عن القرآن وعن كتاب الله، يقول تبارك وتعالى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 19-20]

إنها آيات عظيمة تصور لنا مشهداً سوف يتعرض له كل من في قلبه شك من هذا القرآن، ومن رسالة الإسلام، ومن هذا الدين الحنيف. هؤلاء سماهم القرآن (أعداء الله) فقال: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ). ولكن الذي يستدعي التوقف والوقوف طويلاً في هذا النص الكريم قول الله تبارك وتعالى: (قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) والسؤال كيف يمكن لهذا الجلد أن ينطلق؟ وكيف يمكن لكل شيء أن ينطق؟ ونحن نظن بأن الجلد المؤلف من خلايا لا يوجد له ذاكرة أو لسان أو شيء يمكن أن يتحدث به، ولكن الله تبارك وتعالى ومع أن هذه الآية تتحدث عن يوم القيامة إلا أن الله عز وجل أودع في هذه الدنيا حقائق وبراهين تثبت صدق كلامه، فهو القائل عن نفسه: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً) [النساء: 122].

فقد لاحظ العلماء في السنوات القليلة الماضية أن هنالك ذاكرة لخلايا الجلد، ولكن كيف بدأت قصة هذا الاكتشاف؟ هنالك عالم اسمه (الدكتور كلارك أوتلي) هذا العالم قام بمئات العمليات لزراعة الجلد، فكان يأخذ قطعة من جلد شخص ويزرعها لشخص آخر احترق جلده مثلاً، ولكن كانت النتيجة أن هذا المريض الجديد صاحب الجلد المحروق الذي تم استبدال جلده غالباً ما يصاب جلده بالسرطان، لا يتقبل هذا الجلد.

وبعد بحث طويل لعلاج هذه المشكلة تبين أن هنالك ذاكرة طويلة لهذا الجلد، ولذلك قال هذا العالم: ربما يكون أكثر أجزاء الجسم الذي تملك ذاكرة طويلة هو الجلد، فالأحداث التي تمرّ على الإنسان والأشياء التي يقوم بها الإنسان جميعها تختزن في سجلات خاصة داخل خلايا جلد الإنسان، لأن هذا الجهاز (جهاز الجلد) يغطي تقريباً كل مساحة جسم الإنسان، لذلك فهو مثل الرادار يستقبل هذه المعلومات (يستقبل البيانات) ويخزنها،

وعندما حلل العلماء هذا الجلد وجدوا أنه يتألف من طبقات، وأن من مهام طبقات الجلد وخلايا الجلد ليس مجرد الحفاظ على الجسد، أو التعرق أو حماية الجسم من المؤثرات الخارجية.. لا.. هنالك عمل آخر وهو أن هذا الجلد يقوم بتخزين هذه المعلومات وإبقاءها لفترات طويلة، ووجدوا أيضاً أن هذه الخلايا تتأثر بالترددات الصوتية، بل إن خلايا الجلد تصدر ترددات صوتية أيضاً، وهنا ربما ندرك كيف أن الله تبارك وتعالى جعل هذه الميزة في الجلود لتكون دليلاً لأولئك المشككين على صدق كلام الله تبارك وتعالى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 19-20]

نسأله تبارك وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يتقبل منا هذا العمل، وأن يجعل فيه الخير والفائدة والهداية لكل من يشكّ في هذا القرآن أو يشك في صدق رسالة الإسلام.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫77 تعليق

  1. ***(لبنى)***
    هذا صحيح اخت لبنى الجديد هو ان ما اكتشفه العلماء و كبار اطباء الغرب يعرفه من تعمق في فهم القرآن الكريم لحظة نزول الوحي و هذا ما اراد صاحب المقالة ايصاله الينا
    لذلك هذه المعلومات التي ادركها العالم اليوم تعد من الأعجاز العلمي في القرآن

  2. موضوع قيّم وغاية في الروعة، ألف شكر نهى على اختيارك
    ربما من اجل ما ذُكر في المقال يرى بعض فقهاء الدين عدم جواز التبرع بالاعضاء، والله اعلم

  3. سبحان الله على عظيم صنعه !
    معلومات حلوه أول مره اعرف إن لكل جزء فى الجسم ذاكره خاصه فيه ؟
    وإن العقل مجرد الدينامو لتلك الذاكرات !

  4. الغرض إنقاذ الحياة
    ربما كان حل تلك المعضلة يكمن فى تعريف الناس بالفوائد الكبيرة التى تنتج عن التبرع بالأعضاء، فكثيرون لا يعرفون أن الانسان عندما يتبرع بأعضاء جسمه يمكن أن ينقذ حياة عشرة أشخاص أو يظللهم بالصحة والعافية بقية حياتهم .

    فالقرنيتان فى العينين يمكن أن تعيد البصر لشخصين، والقلب ينقذ حياة إنسان، والرئتان تنقذان حياة شخصين والكليتان تبعدان شخصين عن المعاناه الدائمة من عملية غسيل الكلى والفشل الكلوى وخطر الموت، والكبد يمكن أن يقسم إلى قسمين ينقذان حياة شخصين، والبنكرياس يمكن من خلاله علاج مرض السكرى، والجلد يمكن أن يعالج به المصابون بتشوهات إثر التعرض لحريق.

    والسؤال الذى يمكن طرحه على كل إنسان هو: لو حدث، لا قدر الله وأحتجت لزرع عضو فى جسمك نتيجة المرض هل تكون ممتنا لشخص تبرع بأعضائه لإنقاذ حياة الأخرين، ومنهم أنت؟

  5. سلام
    صراحة نهى، بالنسبة لي لم يمر علي موضوع التبرع بالأعضاء ولم أقرأ عن حالات مخصوصة إلا بصفة عامة، وأول مرة أحس أنه موضوع يعنيني ويعني كل شخص
    فعلا ما ذكرته عن ذاكرة القلب والصدر تجعل الواحد يتخوف، ماذا لو كان الواهب غير مؤمن، ماذا لو كان به أي شذوذ؟ وماذا لا حصر لها
    فيصبح موت هذا الشخص أرحم مما هو عليه
    ربما الأيام القادمة ستحمل المزيد من الأبحاث
    وربنا لا تحوجنا إلى غيرك

  6. nor & salam
    هذه وجهة نظر لكنها سلاح ذو حدين
    مما يستدعي الأحتراس قبل الموافقة و ليس الغاء الأمرنهائياً

  7. على الرغم من مخاطر التبرع على المستفيد نفسه لكون العضو المتبرع به سيقوم بتغيير صفات وأشياء كثيرة في شخصيته وكذا صعوبة اتخاذ هذا القرار وتقبله نفسيا عند كثير من الناس الا انه يبقى عملا نبيلا في قمة الانسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
    تم أنقاذ حياتي مرتين (بفضل الله اولا) بفعل الخير بالتبرع بالدم وقد احتجت لكمية كبيرة منه ومازلت الى اليوم أرى أنه من المذهل أن أشخاصا غرباء لا يعرفونني قد لبوا نداء عاجلا فكيف لو تطلب الامر عضوا وكان الشخص ميتا الا يمكن ان يستغني عنه لشخص آخر؟ شخصيا لا أمانع بالتبرع بعضو من اعضائي في حال موتي لشخص يحتاجه ليعيش بصحة جيدة فعندما يرى الواحد منا الى الجهة المقابلة شخصا على المحك سيلفظ انفاسه وأنت في كل الاحوال ستكون ميتا وان له اهلا تتقطع انفاسهم معه ستدرك حتما ان حياة انسان اغلى من ان نستكثر عليه عضوا من أعضائنا لن نكون بحاجته لاحقا.

  8. السلام عليكما نور ونهى…جمعة مباركة عليكما وعلى أمة الاسلام بحول الله.

  9. و على الجميع السلام عسى ان يوجه الله عز و جل بصيرتنا الى صالح الأعمال

  10. ووفق احكام الشريعة الاسلامية ان وهب الاعضاء بعد الوفاة يجوز في حال كان المتوفى اوصى بذلك بموجب وصية خطية او شفهية تسمح باستئصال اعضائه عندما يثبت طبياً حصول الموت الدماغي؛
    وانطلاقاً من كون الشرع الدرزي جزءاً لا يتجزأ من الشرع الاسلامي، فان رأي طائفة الموحدين الدروز في وهب الاعضاء ليس مغايراً لرأي الدين الاسلامي. واستيضاحاً لهذا الموقف اكد الدكتور سامي مكارم، استاذ مادة الاسلاميات في الجامعة الاميركية، ان “العقيدة التوحيدية ليست في صدد التناقض مع العلم، بل على العكس هي ترحّب بكل انجاز طبي يساهم في تخفيف آلام الانسان وانقاذ حياته. وعليه، فهي لا تمانع في وهب الاعضاء البشرية، طالما ان عملية الوهب تتم بملء ارادة الواهب

  11. موضوع جميل, كنت كل مرة أقرأ ما استطعت,
    حاولي المرة القادمة تختصري شوي,
    بوركت نهى…

  12. وعليك السلام والرحمة والإكرام، لبنى، جمعة مباركة لك أيضا، أمنيتي أنك قد تعافيت

  13. DZ FAY
    حاولت ما استطعت الإيجاز لكن لشدة إعجابي بالمقالة اقتطفت جزء كبير منها
    شكراً لمرورك الكريم

  14. كيفك نهى
    يعجبني ذكائك واختيارك للمواضيع
    ما شاء الله عنك // الله يوفقك ويزيدك علم

  15. فى بلاد الوحدة الأوروبية يعتبر المتوفى متبرعا بأعضاء جسمه إذا لم يطلب من الأطباء صراحة عدم أخذ هذه الأعضاء، وذلك من خلال بطاقة خاصة يرفض بها الشخص التبرع بأعضائه بعد وفاته، او ان يطلب الأهل بعد الوفاه عدم نقل هذه الأعضاء إلى مرضى يحتاجونها

  16. مما يعني ان المواطن الموجود ضمن البلدان التابعة للأتحاد الأوروبي متبرع بالأعضاء بعد الموت هذه هي القاعدة التي تجري بشكل اكيد لأي متوفي
    لكن الإستثناء عدم التبرع
    ( هذه المعلومة عرفتها اثناء تحضيري لهذا الموضوع و يمكن للجميع التخيل كم الفائدة التي تعود على المرضى المنتظرين دورهم للحصول على متبرع و بذلك ايضاً نقطع الطريق على السوق السوداء للمتاجرين بالأعضاء )

  17. ذاكرة الدم!

    للدم ذاكرة أيضاً، فقد لوحظ أن الأشخاص الذين تم تغيير دمهم قد تغيروا بنسبة كبيرة وأصبحوا محبين للأشياء التي كان يحبها من تبرع لهم بالدم. وهكذا يمكن القول إن القلب يعمل كمضخة ويشرف على ذاكرة الخلايا، فجميع الخلايا تختزن المعلومات ولدى انتقال الدم عبر الجسم فإنه يمر إلى القلب الذي يقوم بتزويد خلايا الدم بالمعلومات ويتم نقلها إلى الدماغ. أي أن القلب هو الذي يسيطر على الدماغ ويوجهه.
    ———————————
    كم ترفض أعماقي تقبل هذا .

    1. السلام عليكم
      عزيزتي لبنى، فهمت قصدك
      لكن لا تنسي أنه تسري فينا روح قد تقهر كل التغيرات التي تطرأ على الجسد وتطوعها، والروح من أمر ربي

      1. وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.كيف حالك عزيزتي نور؟
        ونعم بالله.اتمنى ان تكون روحي اقوى وتحافظ لي على شخصيتي الحقيقية .

        1. بخير والحمد لله، أمنياتي لك بالشفاء العاجل..وهذا حال الإنسان، حياته كلها ابتلاء بالخير والشر، فطوبى لمن شكر وصبر
          يعني نجوتِ من مقالب التلاميذ والمحارق في المولد *_*

          1. الحمد لله على كل شيء .شكرا لك عزيزتي.
            أتصدقين رغم اننا نقضي الوقت كله نشتكي من فوضى التلاميذ ومن وضع التعليم وو…لكن غيابنا عنهم يترك لنا فراغا كبيرا في عماقنا حتى الفوضى ننشتاق لها .
            نور الى اي مدى تؤمنين بالحقائق الموجودة في الموضوع؟

          2. بصراحة، الشئ الوحيد الذي أومن به حتى قبل أن يؤكده العلم هو قوله تعالى:(فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
            يعني حتى حينما كانوا يقولون أن القلب مجرد مضخة ، كنت أرجع إلى هذه الآية الصريحة
            غير هذا ، لا يوجد نص قطعي يؤكد أقوال هؤلاء العلماء، وهذا الكلام نفسه قد يتغير بعد مدة
            وما دامت جلسة للصراحة، فإن مسألة الإعجاز العلمي في بعض الأحيان أرى فيها محاولة لتطويع النص وحمله على مفهوم معين،

  18. الحقيقة أني ارى ان في الامر جانبا كبيرا من الصحة واستند في هذا الى أن التكامل بين اعضاء الجسم الواحد تعطي فكرة واضحة عن اضطلاع كل عضو بوظيفته كما يتم تسييير اي خلية عمل بالاضافة لدليل آخر هو أن اعضاءنا كلها تتشابه عضويا فلماذا نختلف في التفكير والاحساس حتى لو كنا من نسل وبيئة واحدةو غيرها من مقتضيات يفترض ان تؤدي الى نتيجة واحدة. لكني خلال الاشهر الاخيرة تعرضت لانتقادات مفادها اني تغيرت تغيرا واضحا حتى اني البارحة سمعت عبارة سببت لي اكتئابا من قبيل (كما لو اني احدث شخصا آخر ولست انت) ومنذ ساعات وانا ابحث في النت عن تفاصيل حول هذا الموضوع.والحقيقة يا نور اشعر بانزعاج شديد.

    1. أختي لبنى
      طبعا لا أستطيع أن أأكد أو أنفي، لأني لست من ذوي الإختصاص، وحتى ذوو الإختصاص أنفسهم يبدو أنهم ما زالوا في طور الملاحظة لا غير ولم يتعدوها بعد إلى النظريات…
      لكن ما أعرففه أنه حتى بالنسبة للإنسان الذي لم يمر بتجربة نقل أعضاء، يتأثر ببعض الأحداث في حياته فتغير بعض قناعاته أو تصرفاته أو نظرته للأمور سلبا أو إيجابا، منها الصدمات العاطفية كخيانة صديق، أو فقدان منصب عمل أو مرض أو أو ….
      ونلاحظ حتى على أولادنا الصغار أنهم بعد المرض يصبحون أكثر نرفزة وعدوانية..
      وأعتقد أن تجربة الغيبوبة عندك كفيلة بتغيير بعض طباعك
      فلا تتحسسي من الأمر كثيرا، لأنه ليس في صالحك، ومسألة نقل الدم قد يكون تعرض لها نصف سكان الكرة الأرضية
      عودي إلى تلاميذك، وسيجعلونك تنسين اسمك..ههههههههه

  19. العلم إكتشف الكثير لكن بابه مفتوح دائماً و لا اعتقد ان هناك تعارض بين العلم و الدين بل على العكس الإكتشافات العلمية قد تشرح ما كان غامضاً لنا
    مثل قوله تعالى في سورة يس الآية ٨٠ { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فأذا انتم منه توقدون }
    هنا يجب ان ندقق النظر في الكلمتين الشجر الأخضر و أيضاً كلمة توقدون اي ان الأخضر اصبح وقوداً و طاقة
    سبحان الله أنها معجزة قرآنية جديدة و يطالبنا فيها الله ان نسبح باسمه و نمجده أنه يتحدث عن الوقود الذي هو عصب حياتنا اليوم و عن أصل تكوينه عبر السنين ٠٠٠

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *