مرسلة من صديقة نورت nor

اعتذار- 1-

السيدة خديجة بنت خويلد
ياأولى أمهات المؤمنين
وخير نسائها
والحضن الذي احتوى خير المرسلين من فزع تنزل الروح الأمين ,فنطقت بالبلسم الشافي:”كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق”
عذراً، فما كان ينبغي أن أبدأ بغيرك

-2- بعض من سيرة خديجة

كان محمد عليه الصلاة والسلام في الخامسة والعشرين عندما تزوج خديجة، وكانت هي قد ناهزت الأربعين. وظل هذا الزواج قائماً حتى ماتت خديجة عن خمسة وستين عاماً. كانت طوالها محل الكرامة والإعزاز، وقد أنجب رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أولاده جميعاً منها ما عدا إبراهيم.
ولدت له أولاً “القاسم” وبه كان يكنى بعد النبوة ثم “زينب” و”رقية” و”أم كلثوم” و”فاطمة” و”عبدالله”، وكان “عبدالله” يلقب بالطيب والطاهر. ومات “القاسم” بعد أن بلغ سناً تمكنه من ركوب الدابة والسير على النجيبة. ومات عبدالله وهو طفل. ومات سائر بناته في حياته. إلا فاطمة فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به.

كان قران محمد عليه الصلاة والسلام بخديجة خيراً له ولها. ولا شك أن هذا البيت الجديد قد اصطبغ بروح رب البيت، روح التطهر من أدران الجاهلية، والترفع عن تقديس الأوثان.

وقد استأنف محمد عليه الصلاة والسلام ما ألفه بعد زواجه من حياة التأمل والعزلة. وهجر ما كان عليه العرب في أحفالهم الصاخبة من إدمان ولغو وقمار ونفار، وإن لم يقطعه ذلك عن إدارة تجارته، وتدبير معايشه، والضرب في الأرض والمشي في الأسواق. إن حياة الرجل العاقل وسط جماعة طائشة تقتضي ضروباً من الحذر والروِيَّة، وخصوصاً إذا كان الرجل على خلق عظيم يتقاضاه لين الجانب وبسط الوجه.

ولم يكن ثمة ما يقلق في هذه الزيجة الموفقة إلا ألم خديجة لهلاك الذكور من بنيها؛ مع ما للذكران من منزلة خاصة في أمة كانت تئد البنات وتسودُّ وجوه آبائهن عندما يبشرون بهن!!

ومحمد (صلَّى الله عليه وسلم) ورسالته فوق هذه الأماني الصغيرة. إلا أن الأسى كان يغزو قلب الوالد الجليل وهو يودع أبناءه الثرى، فيجدد الثكل ما رسب في أعماقه من آلام اليتم. إن غصنه تشبث بالحياة فاستطاع البقاء والنماء برغم فقدانه أبويه. وها هو ذا يرى أغصانه المنبسقة عنه تذوي مع رغبته العميقة ورغبة شريكة حياته في أن يرياها مزهرة مثمرة، وكأن الله أراد أن يجعل الرقة الحزينة جزءاً من كيانه! فإن الرجال الذين يسوسون الشعوب لا يجنحون إلى الجبروت إلا إذا كانت نفوسهم قد طبعت على القسوة والأثرة وعاشت في أفراح لا يخامرها كدر، أما الرجل الذي خبر الآلام فهو أسرع الناس إلى مواساة المحزونين ومداواة المجروحين.

-3- وفاء

روت عائشة ـ كما في أسد الغابة لابن الأثير ـ: كان رسولُ الله لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزا فقد أبدلك الله خيرا منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: “لا والله، ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني النساء”.
عن عائشة قالت استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك فقال اللهم هالة بنت خويلد فغرت فقلت وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها
كان (ص) يصل صديقات خديجة ، ويهدي لهنّ اللّحم إذا ما ذبح شاة ، فتغار عائشة على حبِّه لخديجة وتتبرّم من ذلك حين تسـمعه (ص) يقول : ( أرسلوا بها إلى أصـدقاء خديجة) ، فتسأله في ذلك فيجيبـها : ( أحبّ حبيبها )
ولا نزيد فوق هذه الكلمة

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫15 تعليق

  1. شكراً nor على هذه السيرة العطرة عسى ان تكون موعظة لنا جميعاً في حفظ المعروف وحسن معاملة الرجال لنسائهم

  2. الحمدلله يا أخت نور أنك اكملتِ ما بدأت فيه لاني خشيت أن تكوني قد توقفتِ ..
    ولابد لكل من يريد أن يُظهر مكانة المرأة في الاسلام أن يتوقف عند السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها .. ومكانتها عند الله وعند رسوله ..
    السيدة خديجة كانت هي خط الدفاع الأول عن الاسلام .. وهي التي ثبّتت رسول الله في أول أمره .. وبذلت له المال والحماية وواسته عندما لم يكن أحد في الدنيا يفهم ثقل الأمانة والحمل الذي أُلقي عليه كانت هي رضي الله عنها معه وإلى جانبه ..
    لهذا كانت لها مكانة لم ينلها أحد غيرها .. فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليقول له : يا محمّد .. إن الله يُقرء خديجة السلام .. وبشّرها بقصر من قصب لا تعب فيه ولا نصب ..
    ولا أعلم أن أحداً غيرها قد كرّمه الله بأن أرسل جبريل ليسلّم عليها ويبشرها ..
    أما مكانتها عند رسول الله فكانت لا تخفى حتى بعد وفاتها بسنين عديدة ..
    حتى من كثر ذكره لها قالت له السيدة عائشة رضي الله عنها : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ؟
    فيقول رسول الله : نعم ،، إنها كانت وكانت .. وكان لي منها ولد .
    كانت وكانت .. فمهما قلنا لن نفيها حقها .. اذا كان رسول الله نفسه لم يستطع أن يحصر مناقبها وفضائلها فقال . . كانت وكانت .. وعددوا ما شئتم من الفضائل ..
    شكراً لكِ يا نور وجزاكِ خيراً .. وآسف على الإطالة .

  3. بابي انت وامي يا رسول الله
    والله ماقدرناك حق قدرك
    اللهم ارزقنا شربة ماء من كفي رسولك رسول العالمين
    وصلى الله على محمد وعلى اصحابه وسلم تسليما كثيرا
    سكرا يا نور وبارك الله فيك

  4. رضى اللَّه عن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، كانت أول من آمن بالله ورسوله، وأول من أسلم من النساء والرجال، كانت نعم العون لرسول الله عليه الصلاة و السلام وقفت بجانبه حتى اشتد ساعده، وازداد المسلمون، وانطلقت الدعوة إلى ما قدر اللَّه لها من نصر وظهور.. فلا عجب إذن إذا ما نزل جبريل على رسول اللَّه عليه الصلاة و السلام ( يقول: يا رسول اللَّه! هذه خديجة قد أتتك ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربِّها ومنى وبشرها ببيت في الجنة من قصب (من لؤلؤ مجوَّف) لا صَخَب فيه ولانَصَب [متفق عليه]. ولا عجب إذا ما تفانى رسول اللَّه عليه الصلاة و السلام ( في حبها، إلى درجة يقول معها: “إنى لأحب حبيبها” [الدولابي].
    لقد كانت مثاًلا للزوجة الصالحة، وللأم الحانية، وللمسلمة الصادقة، وصدق رسول الله ( إذ يقول: “كُمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد” [متفق عليه].
    وتُوفيت -رضى اللَّه عنها- في رمضان قبل الهجرة بأعوام ثلاثة، في نفس العام الذي تُوفِّى فيه أبو طالب: عام الحزن كما سماه رسول اللَّه (، حيث فقد فيه المعين والسند، إلا رب العالمين. ودفنت بالحجون، ونزل رسول اللَّه ( في حفرتها التي دفنت فيها، وكان موتها قبل أن تشرع صلاة الجنائز.

    شكرا نور على هذه السلسلة الرائعة جعلها الله في ميزان حسناتك.

  5. نتمنى من إدارة نورت إزالة الصور او على الأقل إعادتها الى الأسفل و اتمنى من جميع المتضررين الطلب الى الإدارة باسمهم الخاص

  6. وبارك الله فيك ام ريان
    والله القلوب في يد الرحمن يقلبها متى شاء
    وهذه النفحات التي تكتبونها تثبت قلوبنا
    اكثرو من هذه المواضيع

  7. أختي نُهى سأبعث الآن بموضوع جديد في السلسلة إن شاء الله ..!!

  8. البركة فيك عبد الوهاب الله يثبتنا جميعا , تعجبني هذه المواضيع التي تنقلنا إلى رياض الجنة .

  9. كتاب( نساء النبي) للكاتبة الراحلة الدكتورة عائشة عبد الرحمن يقدم لنا كل المعلومات عن نساء النبي عليه الصلاة والسلم ! فحاولوا قراءته .

  10. جزاك الله خيرا يا نور

    وزادك الله تعالى نورا على نور

    شكرا
    لأنك تفتحين أبواب البحث عن سر الهناء الأَسري اللذي هو غاية كل زوجة.
    نحاول قدر استطعتنا أن تكون سيدتنا خديجة رضوان الله عليها مثلنا الأعلى في منهج حياتنا الأُسَريّه.
    مشكوره أُختي أم ريان على الإضافه القيِّمه. جعلك الله من الوافدين من باب الريان
    شكرا أخي مأمون على تعقيبك اللطيف
    كم نحتاج أن نسمع عن إهتمام شبابنا بأهمية مكانة المرأه في الأُسره ا

  11. أضم صوتي لصوتك أختي نهى!
    لا يجوز أن نقرأ عن أطهر نساء الأرض وتطالعنا هذه الصور.
    ببساطه هذا غير لائق.

  12. سلام
    شكرا لكل من قرأ الموضوع، وخاصة من شجعني ولو بكلمة
    شكرا لمن أثرى الموضوع
    لا أعد بالإنتظام لأن العيال استنزفت وقتي وطاقتي، لكني أعد بالمواصلة إن شاء الله

  13. بارك الله لك ولأولادك فيما نقلتي عزيزتي نور…
    ففي بيت خديجـة كان يهبط جبرئيل ، ويأتي بالوحي والرسالة ، وخديجة تشهد مُلتقى عالم الغيب والشهادة ..رضي الله عنها وأرضاها …

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *