مرسلة من صديق نورت مأمون

لتعذرني الأخت nor في أن أشاركها سلسلتها التي تكتبها .. ولكن في مجال آخر من مجالات عظمة الاسلام .. وقد اخترت ان تكون عن ” الاسلام والحكم ” .. لان ذلك على علاقة مباشرة بما يحدث اليوم في بلداننا .. ولنعرف ماهو الحاكم في الاسلام ؟ وما هي صفاته ؟ وذلك من خلال العودة الى الرعيل الأول .. خير القرون .. صحابة رسول الله الذي تعلّموا في مدرسته وعملوا بهديه وسنّته …
وساتوقف في هذا الموضوع عند علاقة الحاكم المسلم بالقضاء والقانون .. وخير مثال يوصل ما أريد إيصاله هو قصة سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه واليهودي …
فقد سُرق درع سيدنا علي رضي الله عنه وقد كان اميراً للمؤمنين.. وكان سيدنا علي مُتيقناً ان من سرق الدرع هو اليهودي ..لكنه لم يُرسل شرطته ليأتوا باليهودي ويسجنوه حتى يُقر بفعلته .. بل اختار ان يذهب الى القضاء .. فأخذ اليهودي وذهبا الى القاضي شُريح … وجلس امير المؤمنين علي جنباً إلى جنب مع اليهودي امام القاضي ..فقال القاضي شُريح لأمير المؤمنين : ما قضيتك يا أبا الحسن ؟ فغضب سيدنا علي رضي الله عنه لان القاضي كنّاه ولم يكنّي اليهودي .. وطلب منه ان يُكنّي المتخاصمين معاً او لا يكنّي أحد منهما ..
قال علي رضي الله عنه للقاضي شُريح : الدرع درعي ..لم أبع ولم أهب ..
فقال القاضي لليهودي : ما تقول في ما قاله أمير المؤمنين
فقال اليهودي : الدرع درعي … وما أمير المؤمنين بكاذب
فقال القاضي لأمير المؤمنين : يا أمير المؤمنين .. هل لديك من بيّنة على ما تقول؟
فقال أمير المؤمنين : والله ما عندي بينة ..!!
عند ذلك حكم القاضي بالدرع لليهودي .. واخذ اليهودي الدرع وذهب .
لكن القصة لم تنته هنا .. فما بعدها نتائج وعبر ..
اما النتائج فإن اليهودي عندما ذهب فكّر في نفسه وقال : ما هذا العدل ؟ أذهب انا وامير المؤمنين وخليفة المسلمين إلى القاضي مثله مثل أي شخص آخر ويحكم القاضي لي على أمير المؤمنين ؟؟!! والله إن هذا دين حق ..
وذهب اليهودي إلى أمير المؤمنين وقال له ان هذا الدرع لك وانا اخذته من بعيرك الأورق وانا اسلمت لله رب العالمين فقال له علي :بما انك اسلمت فالدرع لك هديه…

أما العبر فما أجملها وما أروعها ..
هذا هو الحاكم في الاسلام .. يجلس امام القاضي مع خصمه غير المسلم أصلاً .. ويحكم القاضي لخصم أمير المؤمنين ولا يعترض ،، بل يقبل وهو يعلم أن الحق معه وأن الدرع له ..
هذه صفة الحاكم في ظل الاسلام .. وهذا هو الحاكم المسلم ..
فهل حكامنا اليوم يُطبقون ولو واحد بالألف من هدي الاسلام في الحكم ؟؟!!ِ

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫22 تعليق

  1. كم هو جميل موضوعك اخي مامون وانا سعيدة جدا بك اسال الله ان يقوي ايمانك ويثبتك على دين الحق وانا عرفت انك تعرف الكثير في امور الدين عندما دخلت مرة في موضوع كان فيه بعض المشاكل وقلت لي لاهو المكان ولا الوقت المناسب في دخول مثل هده المواضيع المهم اشكرك على موضوعك اخي وان شاء الله في ميزان حسناتك

  2. سلام
    ليس هناك ما يستدعي الإعتذار،أخي،فشعب الخير كثيرة،وهي ليست حكرا على أحد.بارك الله فيك.وسنكون من المتتبعين لجديدك

  3. موضوعك رائع يا مأمون الحمد لله على نعمة الاسلام ,,,
    اما حكام اليوم لا يعرفون الرحمة ولا يخافون الله لكن رحمة الله واسعة اخي مأمون قادرُ على ان يرحم الشعوب الضعيفة وينصرهم على جبروت الظالمين,,
    شكرا

  4. قرات القصه من قبل قصه رائعه وجميله .
    رضي الله عن سيدنا علي مااعدله .
    جزاك الله عنا خيرا مامون .

  5. سلام
    لقد ذكرتنا بذلك المجتمع الرباني، حيث الفهم والتطبيق عندهم لاينفصلان، فقد كان الرجل يتعلم الآية ويحفظها ولا يحفظ غيرها حتى يعمل بما حفظ.ثم أين نحن منهم،نظل نتشدق بالشعارات الرنانة وحقوق الإنسان والشعوب،حتى إذا وضعنا في أبسط اختبار نسينا كل ماقلناه وما دافعنا عنه..ويحدث هذا على كل المستويات، أفرادا وجماعات.فما أحوجنا إلى علاج أنفسنا من الإنفصام، وأن نقول سمعنا وأطعنا كما فهمها الأولون

  6. السلام والصلاة على امير المؤمنيين علي ابا الحسنين ………والشكر على الموضوع

  7. رضي الله عن الخلفاء الراشدين, ابو بكر وعمر وعثمان وعلي, اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم.

    بارك الله بك يا مأمون , وكثّر من امثالك , وأسأله جلّ وعلى ان يزيدك من العلم , وأن يعينك على نشره, وأن يجزيك عنا كل خير.

  8. رضي الله عن الخلفاء الراشدين وارضاهم
    قال احد الاخوة من الداخلين الى الاسلام حديثا الحمد لله اني عرفت الاسلام قبل ان اتعرف على المسلمين في عصرنا الحالي

  9. رضي الله عن الخلفاء الراشدين, ابو بكر وعمر وعثمان وعلي, اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم.

    بارك الله بك يا مأمون , وكثّر من امثالك , وأسأله جلّ وعلى ان يزيدك من العلم , وأن يعينك على نشره, وأن يجزيك عنا كل خير.
    copy
    هع

  10. الله يبارك في صاحب الموضوع ..
    رضي الله عن سيدنا ومولانا امير المؤمنين علي ..

  11. فايزة اللزيزة والعزيزة لووووووووووووول……..يا اهلين يا اهلين شفت تعليقك……..!؟
    اوكي بدي اياكي ثواني بس عالدردشة……!
    هع

  12. إن العدالة يجب أن تتحقق مهما تكن العلاقة بين المتنازعين، أو بين أحدهم ومَن يجلس مجلس القضاء والحكم في المنازعات. إن العدالة يجب أن تتحقق حتى ولو كان أحد الأطراف عدواً لنا، أو قريباً من أقربائنا. إن العدالة القرآنية لا تعرف المحاباة ولا المجاملة، وإنما تعرف شيئاً واحداً هو النزاهة في الحكم والإخلاص للحق. يقول الله تعالى من سورة النساء: ((يا أيها الذين آمنوا، كونوا قوامين بالقسط شهداء لله، ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين، إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا، وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً)) (النساء 135) ويقول من سورة المائدة: ((يا أيها الذين آمنوا، كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)) (المائدة 8)
    وهذا يشف عن البون الشاسع بين عدالة الأمس و ظلم اليوم في زمننا تفشت شهادة الزور واليمين الكاذب و شراء الذمم والرشوة والقتل والإجرام مع تقديم كبش فداء يعاقب بدل الجاني الحقيقي فأين هو الإمام العادل في زمننا الذي هو من السبعة التي يظلهم الله تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله؟؟!!
    جازاك الله خيرا أخي مأمون على هذا الموضوع القيم.

  13. جزاكم الله خيرأ على تشجيعكم ….
    وقريباً ان شاء الله سنكون مع قصة لحاكم مسلم من خير القرون وينابيع الاسلام الصافية …
    لكم مني كل الود والورد …

  14. السلام على الجميع قرأت مقالك اخ مأمون صباحاً وكدت ان اكون اول المعلِقات ولكن ولكن المهم مقاله جميله و اجمل ما فيها الأعتدال و البعد عن التشنج جزاك الله خيراً

  15. وعليكم السلام اختي نُهى ..
    أتمنى ان يكون الموضوع قد حقق لك بعض الفائدة وهذا هو المهم ..
    شكراً لكِ ..

  16. مساالخير
    إن كان لا بد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق، ومحامد الأفعال.
    قول من اقوال علي رضي الله عنه وأرضاه…مشكور مأمون..

  17. مأمون في مرة احببت ان ابدأ بأرسال سلسله من المعرفه او نبذه عن حياة نساء الرسول عليه الصلاة والسلام…والصراحه تراجعت!؟ مرة خوفا !؟ومرة اخرى اوقفت موضوع عن ماريا القبطيه بعد ان ارسلته لنورت وطلبت منها ايقافه لأسباب لا اعرف ان كنت تذكرها أيامها.!؟. بصراحه صرت اخاف عاقبة الأمور ….فرجاء وطلب…ان تكمل انت ما بدأت به انا…بالتأكيد ان امكنك ذلك !؟….مشكور.

  18. مساء الخيرات إلين ..
    إن شاء الله يا إلين سأفعل عندما أنتهي من هذه السلسلة …
    شكراً لوجودك ..

  19. العدل المساواة التواضع الخشية و قبول الحكم، صفات جميلة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    الحكام فى وقتنا الحالى بيعتبرون انفسهم الهة لا يجوز محاكمتهم ولا سؤالهم ولا محاسبتهم ولا حتى مساواتهم بالاخرين، هم على صواب والاخرين على خطأ.
    تناسوا الله فتكبرواْ وزاد بطشهم وطغيانهم.
    اين هم من صحابة رسول الله رصوان الله عليهم؟!!!

    شكراً مأمون، وجزاك الله كل خير.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *