مرسلة من صديقة نورت الين

مقاله طويلة ولكن هزليه جميله لو لم تعجبني ما نقلتها لكم …
قلت لنفسي: ليس لي إلاّه،.. فكُتب ماركس ولينين والتحليل الطبقي ليس فيها جواب على أسئلتي، لذا عدت إلى الجد أبي معشر الفلكي، وهكذا وجدتني أندفع وأنبش تلال الكتب غير آبه بالغبار الذي يتطاير في عيني وأنفي وفمي، فالغاية نبيلة والقصد وطني.
ارتفع صوت وجف قلبي منه، فلا أحد معي في المكتبة، ولا أحد على مقربة من الباب والنوافذ.
ـ لماذا توقظني من رقادي يا رشاد؟!
بصوت يتلجلج:
ـ مولانا.. وتتذكّر اسمي يا مولانا؟!
ـ يا بني لدي ذاكرة لا تخيب، فمنذ زرتني طالبا عوني في تحنين قلب تلك البنت عليك..لم تغب عن بالي.
ـ مولاي: تلك ولدنات مراهقة، أنا جئتك اليوم بأسئلة أملي أن تعينني في الإجابة عليها لأنها تهم العالمين العربي والإسلامي، وفي المقدمة منهما الشعب الفلسطيني المنكوب بأعداء غلاظ القلوب، وبقيادات لا ترعوي ولا تتوب.
بصوت خشن عريض:
ـ با بني أنا أبص في الأرقام، وأطالع حركة النجوم، فأحزر البخت، و..أتوقّع، مع انني رجل مؤمن، وأعي أن المنجمين كذبوا ولو صدقوا.
بشيء من التوسّل:
ـ أعنّي يا مولانا، فأنا فلسطيني، وأنت تقدّر ما نحن فيه من بلاء.. فنحن منقسمون، محاصرون، وقافلتنا تائهة لا رأس لها ولا حُداة، و..
ـ قطّعت قلبي.. هات أسئلتك واختصر!
ـ يا مولانا..لدي أسئلة كثيرة، أولها: ما رأيك في نتائج مؤتمر فتح
و..انتخابات اللجنة المركزيّة؟
هُيّئ لي أنني أسمع بكاءً فرفعت رأسي وأجلت نظري، وإذا بي أرى ويا للعجب رأسا معممة، ووجها يتوارى فكّه السفلي وخداه وأذناه، ولا يبين سوى جبينه، في لحية كثّة شائبة منسدلة على الصدر، والعينان تفيضان دموعا:
ـ أهذا سؤال يا رشاد؟! يا بني هذا يحتاج لجواب بحجم كتاب رأس المال.
ـ الله اكبر. .وتقرأ أمهات الكتب الماركسيّة؟
ـ ما دمت أقرا الغيب، فكيف لا أقرأ الكتب التي كنتم تقرأونها وتخليتم عنه؟ ثمّ كيف سأناقش نايف حواتمة لو باغتني يوما بتوجيه أسئلة عويصة في واحدة من مداخلاته التي تبدأ ولا تنتهي؟
ـ لم تجبني يا مولاي على سؤالي!
ـ باختصار: أنا لدي سؤال: أكانت النتائج ستكون هي نفسها لو عُقد المؤتمر في بلد عربي، وليس في كنف الاحتلال ورضاه وتسهيلات منه؟!
سمعني أتمتم، فارتفع صوته غاضبا:
ـ بماذا تُتمتم؟! تقول لنفسك جئت أسأله وها هو يسألني. أليس السؤال جوابا في كثير من الأحيان؟!
سألته: وكيف ترى تفنيش قريع؟
ضحك، وقال: كبّر عقلك يا رجل..هذا يُريح أبا مازن من منافس من البيت الأُوسلوي، ويطمئن أبا ماهر إلى أنه صار الرجل الثاني، ومسؤولاً للتنظيم والتعبئة…
ـ التعبئة بماذا؟ أنا سمعت عزّام يصرّح بعد أن فاز بما نسبته 25′ من أصوات المؤتمرين: الحركة ليست عقائديّة، ولا أيديولوجيّة، والإعلام لا يفهمنا…
ـ وماذا عن فوز الوجوه الجديدة؟!
ـ أمرك عجيب يا بني. وجوه جديدة!..وهل أنتم بصدد إنتاج أفلام سينمائيّة، ومسلسلات..وتبحثون عن وجوه شبّاك تذاكر بدلاً من نجوم أفلوا بعد أن عجّزوا، وتدلت كروشهم وانتفخت بطونهم، وما عادوا يصلحون في زمن انتهت فيه أدوار الآباء؟!
وإذ استثقل طول صمتي، سألني هو:
ـ مانديلا عمره فوق التسعين.. فهل مثلاً (…) بشاربه الذي يشبه شارب (بولتون) مندوب أمريكا بوش في مجلس الأمن، أكثر شبابا وحيويّةً وثقافةً وصلابةً وحضورا ووفاء لشعبه وقضيته من مانديلا؟! عجيب أمركم! من أين تأتون بهذه المصطلحات؟ حتى انني سمعت بعضكم يتحدث عن أخلاق بعض من فازوا بعضوية اللجنة المركزيّة. الأخلاق مهمة، وضروريّة.. ولكنها وحدها تنفع لترشيح عريس تزوجه ابنتك، أو أختك، أو..أمك إن كنت ابن شهيد على أن لا يكون من آكلي مال اليتيم ابن الشهيد، وأرملة الشهيد. الأخلاق ليست مزيّة وحيدة كافية ليتبوّأ بسببها شخص ما عضوية اللجنة المركزيّة لحركة تقود شعب فلسطين!
الشباب في المؤتمر الرابع لفتح برز من يمثله أحسن تمثيل. أنسيتم ماجد أبو شرار؟ ـ الذي اغتيل في روما يوم 9 تشرين الأوّل (اكتوبر) عام 81، ولم يتّم التحقيق في اغتياله حتى اليوم؟! ـ كان كاتبا، مثقفا، سياسيّا بارعا في حبك علاقات متينة مع قوى سياسيّة لبنانيّة وطنيّة، وعربيّة، وعالميّة.. يعني يتميّز بكفاءات كما تقولون فما هي كفاءات كثيرين ممن فوّزوا؟ اسأل الذين فوّزوا واحدا واحدا: كيف ترى مسيرة سلام أوسلو يا أخ ـ طبعا لم يتم تفويز أية أخت! ـ وهل ما زلت تؤمن بأن دولة فلسطينية ممكنة التحقق بعد أن نهب الاستيطان كل الأرض، وهل حقّا ستكون القدس العاصمة المأمولة بعد كل ما جرى ويجري لها؟
إن مرجعيتهم يا بني هو كتاب (الحياة مفاوضات)!
ـ يا مولانا: هناك ما حيّرني بعض الشيء..كيف تُفسّر لي فوز رجالات الأمن، وقادة الأجهزة بأصوات متقاربة، رغم خلافاتهم وصراعاتهم السابقة واللاحقة، وكأن المصوتين أوصوا بوضع أسمائهم معا، وكأنهم يمثلون تيارا سياسيّا فكريا، و..؟!
مسّد مولانا أبو معشر على لحيته، وخلل أصابعه فيها، ثمّ رفع رأسه وفي عينيه وميض غضب:
ـ أتمتحنني يا رشاد؟ أم انك تريدني أن أنطق أنا شخصيّا بالحكم على هذا الأمر العجيب وما هو بعجيب؟
ـ لا والله يا مولانا، بل مستعينا بحكمتك، وبلغة الأرقام، وحركة النجوم والأفلاك، لا تحركات الجنرال دايتون في الضفّة وترتيباته، لا سيّما لما هو آت، ويا ويلتاه مما هو آت…
لم أكن أعلم أن جدنا يملك ميلاً للفكاهة، إلاّ عندما سخر من كلامي:
ـ الثورة الكوبيّة استعان قائدها كاسترو بغيفارا الأرجنتيني..وأنتم تستعينون بالجنرال دايتون الأمريكي..وهكذا فأنتم انتقلتم من الاستعانة بالشيخ القسّام وبسعيد العاص العربيين السوريين، إلى الاستعانة بصديق أمريكي ينتمي لعقيدة جيش الديمقراطيّة الأمريكي الذي رأيتم أفضاله وصنائعه في العراق! ألا تستعينون بصديق في برامجكم التلفزية المسلية، والتي يربح بعضكم فيها بعض المال، ويربح أصحاب فضائيات التسلية وتزجية الوقت ثروات لا تحصى!
ـ أجبني يا مولانا.
ـ أما حلمتم بتحقيق الوحدة الوطنيّة؟ ها هي الوحدة الأمنية قد تحققت بتحالف رؤوس الأمن! وهي تنبئ بما يخبئه لكم المستقبل غير البعيد. لقد عذبتني يا بُني وأمللتني وتسببت بيأسي من حالكم…
ـ ألا فسحة من أمل يا مولانا؟!
ـ بل الأمل موجود يا بني، وأنت تعرف هذا، فلو كنت يائسا ما لجأت إليّ. إنك تبحث عن أجوبة لأسئلة يبدو أنها تؤرّق كثيرين. اذهب وقل لهم جميعا: الأجوبة واضحة، وهي ليست في كتاب الفلكي، ولا غيره، فما ينتظركم بيّن. فماذا تنتظرون؟ والآن: أعدني يا بني إلى العتمة والهدوء فقد أقلقت سكينتي. اذهب يا رعاك الله، وارفع صوتك محذرا ومنذرا…
رفعت أكداس الكتب، ودسست في قاعها كتاب جدنا الفلكي، وأنا أكلّم نفسي:
ـ وما الذي أفعله أنا وغيري منذ سنين؟ ألسنا نكتب، ونصرخ، محذرين منذرين؟!.. يا ناس. .اصحوا و..افعلوا، وإلاّ…
رشاد ابو شاور.
الين

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫71 تعليق

  1. الاستاذ كتب هههههههه !!!!! ليكون مريض
    بارك الله فيكى وباهلك ياوردة يا بنت الاصول
    وعليكم السلام يا حبيبتى لولو

  2. بنجور عليكم ورحمه الله وبركاته
    ازيكو عاملين ايه هوا حاصل ايه هنا يخواتي مالها الجريده انئلبت كده ليه
    ورحمه المعلم جمعه… حزنت اوي عليها ربونا عا المفتري
    ربونا ينتقم من الي كان السبب
    وبالمناسبه دي هقول شعر صوغير اوي
    ايه… قول تاني كده …مين …تقصدننا… وحب ايه الي جاي تئول عليه
    يا مهبب اتنيل كده…ومترمي الزباله يا معفن ..احسن في وجهك تعفن
    فوتوكم بعافيه بئا اما روح افتح القهوه
    ورمضان كريم علينا وعليكم …. ابئو تعالو مبتجوش ليه
    اه اومال

  3. ورده بعرف الموضوع والله وانا خالى استشهد وهو مسيحي سالتو بالجنة ولا بالنار ويارتنى ما سالته
    بس الصراحة تقال هو قال الحق راى العقيده الاسلامية بالدين المسيحى بس قال هـ الحكى في توقيت غلظ وصفحة غلظ وهو ولا مره شتم حدا هون وبعض الصبايا شتموه وشتموا أهله حرام والله الواحد يحكى باذب مع اخوه الانسان ولزام أسلوبـ النقاش يكون الراقي بس هـل الموضوع خلص وانتهى والله يسامح الجميع
    وصباح الخير للاحلى بنتوته مغربيه هنـو د وسلام مربع لست الكل جملات

  4. لكن هل الاسلام هكذا طبعا لا وعندما اعترض الاخوة كفرهم ايضا
    ……………الاسلام هكذا طبعا على حسب ادعائي فان كان عندك كلام عكس هذا -او عند غيرك – فتفضلوا بالرد ….وانا بالانتظار!!

  5. اسامح في كل شي الا التطاول على نبينا الكريم يا ملعون samلعنك الله تستغل فرصة خلافتنا لتندس كالشيطان اخرج من هنا يا حشرة

  6. يا مندر منك لربك هو الغفور الرحيم و ليس انت من تعطي للناس تقييمه عنده سبحانه لا اريد جدال حتى لا تندس الحشرات هنا مستغلة الوضع

  7. يا هند: استعمالي لكلمة الحشرات كانت ترديدا لكلام وردة التي وصفت sam ومن على شاكلنه بالحشرات…ووسام هذا يؤمن بكتاب يصف الله انه حشرة..واقرئي:
    تشبيه الرب بالجندب ( الجراد ) :
    ففى إشعياء (40/22) : (22الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ. الَّذِي يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ، وَيَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ.) .
    وهذا التشبيه لا يليق بالله تعالى أن يشبه بحشرة كالجندب .
    تشبيه الرب الرب بالعث ( نوع من الحشرات ) والسوس : ففى هوشع (5/12) : (12فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَالْعُثِّ، وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَالسُّوسِ.) .
    فاذا كانوا لا يستكثرون وصف الله تعالى الله علو كبيرا فهل كثير على وردة ان تصفهم بهذا!!

  8. شكرا أخ احمد على التوضيح أنا لا اقرا التعليقات المترجمة بالحروف
    اللا تينية اللله قادر ان ينتقم منه شر انتقام
    رمضان مبارك
    وفقك الله

  9. صباح الخير لكل من مرى من هنا ما عدى سام اللعين..
    يا جماعه بتعرفو شو الجميل بنورت ..انك تقرأ العناوين واسماء والأشخاص الموجودون او المعلققين بذاك الموضوع بكلمة on
    من لا يريد قراءة تعليقات شخص ما ليس بلضرورة ملاحقته …
    لن ازيد وليس خوفا من احد او مسايرة لأحد على حساب احد كما قالت وردة..بل لأنني لا استطيع منع احد من التعبير عن رأيه كما يشاء وما شاء وخاصة ان اصحاب العلاقه وأقصد نورت لا تمنع ولا تعارض وتترك التعليقات كما تشاء ..فمن انا كي اعارض او امنع..
    اقولها ثانيه كفاكم ملاحقه للبعض فمن لا يعجبه لا يقرأ.

  10. احمد عطيات ابو المنذر في تموز 29, 2010 |
    تقول يا اخي مامون”واقعنا العربي هذا لا يحتاج الى أبو معشر واحد وانما الى معاشر من أبو معشر !!
    اسمح لي ان اخالفك الراي:فاقول لسنا بحاجة لاي ابي معشر في عصر النت والقرية الكونية الصغيرة،فلم يعد اي امر من الامور السياسية او غيرها خاف حتى على الطفل الصغير الذي لو قصد ان يفهم لفهم…
    لكننا بحاجة الى رجال يحولون “الاكثر من 52الى واحد صحيح”…تحياتي لك!!
    …………………………………
    وهاهم هؤلاء الرجال قد بدؤوا في الظهور يا مامون بعد اقل من عام!!!!!!!
    …ونسال الله ان يوفقهم الى ما يحبه ويرضاه!!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *