مرسلة من صديقة نورت ام ريان

أراد رجل طاعن في السن وهو على فراش الموت أن يعلم ابنه الحكمة وكيف يصنع المعروف خالصاً لوجه الله تعالى ، فطلب من ابنه ألا يصنع معروفا مع أحد أبداً من الناس .

وبعد موت الرجل وبينما كان ابنه في رحلة صيد ممتطيا جواده وبجانبه سلاحه، رأى نسرا مجروحا لا يتمكن من الطيران ، أشفق الرجل على النسر فحمله من أجل مداواته في بيته ، وأصرّ على أن يطلقه بعد علاجه .

وفي اليوم الثاني وأثناء رحلة صيد له أيضاً داخل الغابة
رأى رجلا فاقدا للوعي مكبلا في جذع شجرة ؛ فأشفق عليه ومسح وجهه بالماء وفك قيده ، وبمجرد أن عاد إليه وعيه ، حمله الرجل معه إلى بيته ، وجهز له مكانا خاصا واهتم به اهتماما كبيراً ، وقدم له كل ما يحتاجه من دواء وكساء وطعام وشراب وراحة .

وفي اليوم الثالث خرج أيضا للصيد فرأى ثعبانا مريضا ، فأشفق عليه وحمله إلى بيته لعلاجه .

بعد أن تماثل النسر للشفاء رفض أن يبتعد عن البيت ، وفي يوم من الأيام دخل النسر وحط بجوار زوجة الرجل وفي منقاره عقدا جميلاً من اللؤلؤ والماس والياقوت .
فرحت المرأة بالعقد فرحا كبيرا ، وهي التي طالما عانت من مرارة الفقر وشظف العيش ، وكان الرجل المريض الذي كان في حالة إغماء في الغابة ينظر ويرقب ما حدث باهتمام كبير .

وبعد أن تماثل الرجل للشفاء غادر المكان بسلام وأمان . وفي الطريق سمع هذا الرجل مناديا يقول : إن زوجة الملك قد فقدت عقدا لها ، ومن يخبرنا عن مكانه فله مائة ليرة ذهبية ، سمع الرجل النداء وقال في نفسه : مائة ليرة من الذهب !! ، وأنا رجل فقير لا املك من حطام الدنيا شيئا !! ، وذهب إلى قصر الملك فأخبره بأن العقد الذي تبحث عنه زوجته موجود في بيت رجل صياد ،( وهو الصياد الذي اعتنى به وصنع معه معروفا وآواه وعالجه وأكرمه ).

ذهب رجال شرطة الملك إلى بيت ذلك الصياد الطيب واعتقلوه ، واتهموه بالسرقة وأعادوا العقد إلى زوجة الملك ، ثم حكموا عليه بقطع رأسه .
عرف الثعبان الذي عالجه الصياد الطيب في بيته بالقصة كاملة ، فأراد أن يقدم لصاحبه خدمة لا ينساها العمر كله مقابل ما خدمه وأحسن إليه عندما كان مريضا في الغابة .

ذهب الثعبان إلى قصر الملك ، ووصل حجرة بنت الملك والتف حولها ، وعندما رأت زوجة الملك هذا المشهد المرعب خافت على بنتها فأخذت تصرخ ، وأسرعت لتخبر الملك ورجال القصر، ولكن لم يتمكن احد من الاقتراب خشية على حياة بنت الملك .

احتار الجميع في الأمر ، وكان كل واحد منهم يفكر ويبحث عن مخرج لهذه المصيبة التي حلت بالمملكة .
قال الوزير للملك : أليس عندنا في السجن رجلا متهماً بالسرقة ومحكوماً عليه بقطع الرأس ؟ .
قال الملك : بلا .
قال الوزير نحضره إلى هنا فإما أن يموت من لدغ الثعبان وإما أن ينجي بنت الملك من الثعبان لأنه في كل الأحوال محكوم عليه بالإعدام .
أحضر الجنود الصياد ، ووقف بين يدي الملك ، فطلب منه الملك أن يدخل الغرفة لينجي بنته من الثعبان .

قال الصياد الطيب ، أرأيت يا ملك الزمان إن فعلت ذلك ، فبماذا تكافئني وماذا سيكون جزائي ؟ .

قال الملك : بالعفو وأمنحك العقد هدية لك .
دخل الرجل غرفة بنت الملك ، وعندما رآه الثعبان أقبل إليه بهدوء وتسلق إلى كتفيه ، فحمل الرجل الثعبان وسار به إلى بيته والعقد في جيبه آمنا مطمئنا وقال : لقد حفظ الثعبان المعروف ، وحفظ النسر المعروف ، أما الإنسان فلم يحفظ المعروف ، وهذا ما كان يقصده أبي عندما أوصاني وهو على فراش موته ، بألاّ أصنع المعروف مع إنسان ، بمعنى ليس المعروف من أجل الإنسان ، فإن الله الذي ينظر ويسمع ويعلم هو الذي خلق الإنسان ، وأن عمل المعروف مع الإنسان هو من أجل الله رب العالمين وليس من أجل مخلوق

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫32 تعليق

  1. عندك حق يا أم ريان في نشر هذه القصة
    فعلاً قليل جدا من الناس دلوقت بقوا مش ناكرين للمعروف
    ومش عارفة ايه السبب
    ماما وبابا بيحكولي عن الناس زمان كانوا أحسن كتير من دلوقت
    ربنا يستر
    شكراً لكِ

  2. قصة رائعة ام ريان
    كتير في ناس ما بتقدر معروف او جميل ..والعترة علي قلبه طيب !!
    تسلم ايدك ومشكورة عالنقل المفيد ..

  3. أما الإنسان فلم يحفظ المعروف ، وهذا ما كان يقصده أبي عندما أوصاني وهو على فراش موته ، بألاّ أصنع المعروف مع إنسان ، بمعنى ليس المعروف من أجل الإنسان ، فإن الله الذي ينظر ويسمع ويعلم هو الذي خلق الإنسان ، وأن عمل المعروف مع الإنسان هو من أجل الله رب العالمين وليس من أجل مخلوق
    شكرا **ام ريا ن **

  4. مرحبا الأخوه الأعزاء

    مشكورة الأخت أم ريان على نيتك الحسنه في قصتك ( وإن كانت وهميه ولم تحدث ) لإنه لايوجد ثعبان له عقل يسمع ويفهم ويخطط ونسر له قلب حنين ..
    .
    قرأت القصة …وفهمت منها إنها قصة تحض على عدم فعل الخير والمعروف لإنسان …بل اصنعه للحيوان ولا تصنعه لإنسان

    وهذا كلام غير مقبول بل إنه ضد تعاليم القرآن والأديان السماوية ووصايا الرسل والأنبياء

    ولهذا يا أخت أم ريان …هذه قصة هدامه …. تقتل الخير بداخلنا وأن نمتنع عن مساعدة أي أنسان محتاج ..لإنه قد يؤدي بنا الى السجن أو الأعدام

    فهل هذه موعظة حسنه ….. أم إنها نصيحة أبليس للإنسان أن لايساعد أخيه الأنسان

    وعندما تجد ثعبان …فأتركه ولا تؤذيه بل حاول أن تساعده

    ولهذا فعلينا أن نربي ثعابين في بيوتنا طبقا للقصه وحكمة الأب

  5. كارولينا في تشرين أول 19, 2011 | قصة رائعة ام ريان
    كتير في ناس ما بتقدر معروف او جميل ..والعترة علي قلبه طيب !!
    تسلم ايدك ومشكورة عالنقل المفيد ..
    copy

  6. السلام عليكم
    الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ” صنائع المعروف تَقي مصارع السوء ”
    فعندما نُقدم معروفاً لمن يحتاج فإننا ننفع أنفسنا اولاً .. ولا يهمنا وفى الناس أو غدروا ..!!
    جزاكِ الله خير أم ريّان ..

  7. ومن يجعل المعروف في غير أهله***** يكن حمده ذما عليه ويندم
    معلقة زهير بن أبي سلمى

  8. ازرع جميلاً ولو في غير موضعه *** فلا يضيع جميلٌ أينما زُرعا .
    يُنسب للإمام علي رضي الله عنه .

  9. كان فيما اُثر من أشعار العرب ، ونقل إلينا من تراثهم الأدبي الحافل بضع قصائد من مطوّلات الشعر العربي ، وكانت من أدقّه معنى ، وأبعده خيالاً ، وأبرعه وزناً ، وأصدقه تصويراً للحياة ، التي كان يعيشها العرب في عصرهم قبل الإسلام ، ولهذا كلّه ولغيره عدّها النقّاد والرواة قديماً قمّة الشعر العربي وقد سمّيت بالمطوّلات ، وأمّا تسميتها المشهورة فهي المعلّقات

  10. انا مش معك يا مأمون مع الأسف تجربتي في الحياة تطابق ما جاء به الشاعر زهير بن ابي سلمى

  11. مرحباً نُهى ..
    ذمَ الناس لك لمعروفك لا يعني أن معروفك ضاع سدىً .. ولو عدتِ الى حديث ” صنائع المعروف تقي مصارع السوء ” ستعرفين أن معروفك هو وقاية لكِ أنتِ .. ولا يهمك بعد ذلك إن حمدك الناس أو ذمّوكِ ..

  12. كان من الانسب ان تختم الحكاية بمصير الناكر للمعروف الذي اعدمه الملك جزاء خسته ونذالته ..ليكون درسا لكل من تحدثه نفسه بارتكاب الخسة والنذالة وعض يد المحسنين اليه كما يفعل بعض الناس الذين ينكرون نعم الله عليهم فيشركون في عبادة بالله انسان او حجرا او بقرة ..الخ!!!

  13. يااااه ام ريان …
    سلمت يدك …صح في ناس كتير مرقو بحياتي مع اني كنت وفيه ومحبه لهم ولكنهم خانوني بالاخر …
    شكرا شكرا …

  14. بس معك حق من ناحية تانية المعروف وقاية للإنسان وواجب على المسلم لكن من بعيد لبعيد خوفاً من العواقب

  15. أم ريان هذه قصة كانت أمي الله يرحمها بتحكيها لنا بالأمازيغية ..يعني قصة أمازيغية و إنتي ترجمتيها بالعربي… و الله فكرتيني في الذي مضى يا أم رياااان…شكرا لكي يا طيبة… تسلمي… شكرا بزاااااااااااااااااااااااااف ..

  16. با الجزائري
    ياك النسر ما يتربا — حتى الذيب ما يتعاشر
    العبد لمليح رجع يتخبا — و العبد القبيح رجع ضاهر
    بلاك تطيح في طريقو يا ستااار — تصيبو كل يوم يقابر ….

  17. وهب الحسيني في تشرين أول 19, 2011 |
    اصنع المعروف مع أهله ومع غير أهله..فإن لم تجد أهله فأنت أهله

    ***
    شكرا ام ريان

  18. سلام
    كلٌ ينفق مما عنده، فمن تربى على البذل فسيبذل لمستحقيه وغيرهم، ومن لا يعرف الشكر فهو يسيئ لنفسه قبل من أعانه
    حكمة اليوم:لا تنتظر الشكر من أحد
    جزاك الله خيرا أم ريان

  19. # نهىnoha في تشرين أول 19, 2011 |
    انا مش معك يا مأمون مع الأسف تجربتي في الحياة تطابق ما جاء به الشاعر زهير بن ابي سلمى
    # نهىnoha في تشرين أول 19, 2011 |
    مش قضية ذم عم يوصل الموضوع للأذى خيي مأمون
    >>>>>>>>>>>>>>>>>>>
    العبرة ليست بالنتائج على المدى القريب بل بالخواتيم ويما ان الله امر به فاننا نعمله ولو كانت نتائجه الظاهرية ليست في صالحنا فكم من الاشياء حسبناها شرا وكانت في النهاية خير والعكس صحيح.

  20. وقال أمير المؤمنين علي(عليه السلام) كذلك : لاَ يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لاَ يَشْكُرُهُ لَكَ، فَقَدْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَسْتَمْتِعُ بِشَيْء مِنْهُ، وَقَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ، (وَاللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ)

  21. في بلدي لنا مثل شعبي يقول: “دير الخير و انساه و دير الشر و تفكرو”
    لان المغزى من الاعمال الصالحة مرضاء الخالق لا المخلوق و انما المخلوق وسيلة للوصول لرضى الخالق

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *