يذهب خبراء ومراقبون، إلى اعتبار مدينة بوغزول الجزائرية (155 كلم جنوبي العاصمة) وهي منطقة استيراتجية تتقاطع كطريق رابط شمال البلاد وجنوبها، كما تعدّ منفذا إلى شرق الجزائر وغربها، فضلا عن كونها تزاوج في قال مستحدث بين المسالك العمرانية والزراعية والصناعية والطاقوية، ما يجعلها مرشحة للتحول إلى عاصمة اقتصادية بديلة للجزائر، إذا ما أحسنت السلطات هناك استغلال مقومات هذا القطب المتعدد الذي يستوعب الزراعة والصناعة الإستراتيجية والبيو تقنية والطاقات المتجددة، كما تتبدى كشريان لوجستي حيوي لنقل الناس والبضائع، ومشتلة خصبة للبحث العلمي وحقل التكنولوجيات والصناعات الغذائية، فضلا عن تموقعها كمركز أعمال وخدمات راقية، بما يرشح بوغزول لتتحول إلى بوتقة اقتصادية منتجة في قادم السنوات.

تمتاز بوغزول بموقعها الهائل على ضفاف ولاية المدية العاصمة التاريخية لـ”بايلك التيطري”، بمساحتها الشاسعة حيث تمتد على نحو 12 ألف هكتار، وإذا كان الرئيس الجزائري الراحل “الهواري بومدين” بادر في سبعينيات القرن الماضي بالإعراب عن رغبته في جعل بوغزول عاصمة للجزائر، فإنّ المشروع ظلّ مجمّدا لسنوات طويلة، حتى وإن حاول مجمّع الخليفة المصفى بعث الفكرة في خريف العام 2002 من خلال استنساخ نموذج مدينة “برازيليا”، إلاّ أنّ إعلان المجمع المذكور إفلاسه في ربيع سنة 2003، أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، إلى غاية قيام الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة بإعادة بعث المشروع الذي قدّرت قيمة إنجازه بحدود 650 مليون دولار.

وعقب فوزه بصفقة الإنجاز، يشتغل الكونسورتيوم الكوري الجنوبي “دايو انرجي اندكونستريكشن” الرائد في إنشاء المدن الحديثة بمعية عدد من المجمعات الصناعية الكورية والصينية المختصة في عدة مجالات، على بناء مجمعات سكنية تتسع لما يربو عن النصف مليون شخص، ناهيك عن مرافق تشمل مختلف مناحي الحياة من مصانع وفنادق ومشافي وغيرها باعتماد مقاييس عصرية دقيقة.

وانطلاقا من المخطط النموذجي للمدينة، فقد تم التكفل بدراسات وانجاز نشاطات المنفعة العامة للمرحلة الأولى منذ سبتمبر/أيلول 2008، حيث تمّت برمجة مركز أعمال ضخم يشمل مقرات بنوك وشركات تأمين ومؤسسات اقتصادية، ناهيك عن فنادق من الطراز الرفيع وقاعة مؤتمرات، ومراكز تكوين وأبحاث وتطوير، وسيجري ربط المدينة من شمالها إلى جنوبها عن طريق خط ترامواي على شكل حلقة، فيما ستتم تصفية مياه الأمطار ومياه الصرف لضمان التنوع البيولوجي ووجود المياه، بينما ستمتد شبكات الاتصال على 225 كلم، أما الكهرباء خمسمائة كلم وتمتد على طول 31 كلم تحت الأنفاق، في تجربة أولى فريدة من نوعها في الجزائر

ويشير المخطط الرئيسي لمدينة بوغزول، إلى اعتماد آخر التقنيات التكنولوجيا في تشكيل مدينة من آخر طراز، على حد تعبير “لي شون جي” المتحدث باسم الكونسورتيوم الكوري، ويقول جي إنّ بوغزول ستكتسي طابعا معماريا متفرّدا يعكس هويتها وحداثتها، في حين سيوفر المشروع ككل 189 ألف منصب عمل، مقدّرا أنّه من أجل ضمان نوعية الحياة الضرورية، ينبغي أن تكون المدينة الجديدة نموذجا جزائريا جديدا للعمران والتمدن.

من جهته، يشير المهندس “زكي شتوح” أنّ بوغزول ستغدو مدينة حديثة ذات جذور متأصلة، ومدينة تفتح مصراعيها للمستقبل، مدينة ذات طابع معماري بحت من أجل تحقيق التوازن بين الأصالة و المعاصرة، كما يضيف شتوح:”بوغزول مدينة بخط أفق منسجم مع التهيئة الإقليمية”.ويتضمن التصميم الأصلي إنّ صبغة الاخضرار والماء لمدينة بوغزول تتجسد في كل التهيئات، بما فيها الأحياء السكنية التي ستتخللها صبغة خضراء، كما أنّ قنوات صرف المياه تجوب المدينة وتصب في البحيرة من أجل الرسكلة وهذا يزيد من تألقها كحزمة رئيسية خضراء ومجمّع مائي يتم تفريغ مياهه نحو جزيرة التل في الشمال وجزيرة الصحراء جنوبا، فضلا عن جزيرة الهضاب.

ويشير “مصطفى دالع” إلى امتلاك بوغزول مواصفات المدينة المتفرّدة، ويذهب إلى غاية اعتبارها “مركزا ماليا عالميا” في آفاق السنوات المقبلة، حيث يمكن لهذه المدينة استقطاب كبريات المؤسسات المالية العالمية من بنوك وشركات تأمين، وما يترتب عن ذلك من خدمات مالية راقية قد ترفع مكانة بوغزول إلى مستوى يضاهي المراكز المالية الكبرى دوليا. كما يرى مسعود طايبي ابن منطقة بوغزول، إنّ الأخيرة في تفاعل دائم مع المناطق الأخرى للوطن، ويشيد بامتلاكها لمزارع تجريبية ذات ريادة ومذبح جهوي كبير فضلا عن وجود عشرة آلاف هكتار من المساحة الزراعية المسقية، وما يترتب عن هذه الإمكانات من أفق مشرق.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫18 تعليق

  1. ماشاء الله.ياريت يكون المسروع في طريق التطبيق وليس فقط كلام على ورق

  2. مع ان الحزاير فيها من الخير الكتير مما يجعل شعبها يكتفي الا ان الشعب الجزائري يعاني من الفقر والجهل والرشوه في المصالح الحكوميه ومما يجعلها من اكبر الدول العربيه هجره بل يحاول شبابهن المستحيل للذهاب الي فرنسا بسبب بو تفليخه وبعضهم يموت بالبحر لأجل الذهاب حالهم كحال الدول العربيه الخير كتير والفقر والمشاكل اكتر والحكام هم الاغني من كلهن ربي يغني شعوبنا ويوفقهن للطريق الصح ….. نورت ارجو نشر رأيي لانه مهم والشعوب نائمه وبتمدح بلدها ع الفاضي ارجو قبول رأيي ولا يطول التدقيق او الإهمال واشكركن . 

  3. au moin les algeriens mange bien dors bien c,est pas comme et aiment leurs prisident ABEL ASIS BOUTAFLIKA allah yahmih w ybakek fih il travaill pour le bled il n,est pas comme le roi tampis pour le peuple mais non on estplus superieur sur vous( itijah mo3akiss ) maskin

  4. الله يكون فى عون الرءيس عبد العزيز بو تفليقة لزدهار البلد

  5. يا خويا الفايدة لينا هدي بلادنا وانشاء الله اليوم بوغزول والغدوى بلاد غيرها وامبعد لي غيرها وراها ماشية

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *