بقلم الدكتور / سحر زغلول
الخبيرة في مجال التطوير والتدريب ؛ مدرب التنمية البشرية في المجتمع المدني بمصر
التطابق بين الزوجين وعدم اختلافهما شىء مستحيل فالخلاف بين الأزواج ظاهرة صحية ولكن اذا استمرت الخلافات هربت السعادة و اصبحت الحياة مستحيلة وترتب عليها الملل و الفتور و عدم الرضا ، وعدم الاهتمام بالطرف الآخر وتجاهل مشاعره ووجود البديل العاطفى. وما يترتب على ذلك من مشاكل بين الأزواج و زيادة الفجوة بينهم وهروب الرجل من المنزل او الطلاق وما لها من آثار سلبية على الأبناء .و فى الآونة الأخيرة ظهرت بيوت عامرة يسكنها الصمت رغم استقرارها الظاهرى وهى ظاهرة يطلق عليها الطلاق العاطفى او النفسى ( الخرس الزوجى ، الصمت الزوجى ، الصمت الاختيارى ، الخرس الاختيارى ، الجفاف العاطفى ) واياً كان المسمى واياً كانت الاسباب فظاهرة ( غيبوبة المشاعر ) موجودة وتعد مرض من امراض العصر انتشر فى معظم البيوت وتزايدت فى الآونة الاخيرة واصبح الأزواج يعيشون معا كالغرباء نتيجة لضعف الاتصال والتواصل بين الزوجين وعدم وجود حوار يربط بينهما وعدم التعبير عن العواطف، والاحتياج العاطفي وعدم التوافق بين الزوجين سواء كان التوافق الفكري اوتوافق الشخصية والطباع اوالانسجام العاطفي والاجتماعي والتعليمي
و الإشباع العاطفي بين الزوجين هو ارتواء قلبيهما بالحب والحنان والمودة والرحمة بحيث لا يكون عندهما نقص في المجال العاطفي فيبحثان عنه خارج حدود الإطار الزوجي.
وللإشباع العاطفي أهمية نفسية وجسدية. فالبيت الذي لا يؤسس على الحب من أول يوم سينهار رويداً رويداً وسيجد كلّ من الزوجين نفسه محبط عاطفياً وجسدياً.فتنبع أهمية الإشباع العاطفي من حاجة الرجل والمرأة الى سكن ومودة يجب على كل طرف أن يوفّرها للآخر حتى لا نبحث عن البديل العاطفى بحثاً عن الحب والحنان.
هل المشكلة فى اهمال الزوج ام اهمال الزوجة ام كلاهما؟
القضية مشتركة بين الاثنين أن الطلاق العاطفى يعد ظاهرة في بعض المنازل، سواء من الزوج أو الزوجة، وهذا مؤشر على اضطراب العلاقة فمعظم الأزواج يعانوا من هذه الظاهرة ولكن الاختلاف فى درجة المعاناة ؛ فالطلاق العاطفى ينتج من عدم ادراك الزوجين للدور الذي يلعبه الإشباع العاطفي في استقرار العائلة وسعادتهما وانعكاس فقدان هذا الإشباع سلباً على الأسرة .كيف نتغلب على الطلاق العاطفى او النفسى
لابد من الإشباع العاطفي بين الزوجين فقد ثبت أنّ الزواج وسكن المشاعر يقي الرجال والنساء متاعب الصداع العارض والمزمن، حيث يساعد الشعور النفسي بالعلاقة المستديمة المستقرة على تخفيف حدّة توتر الجسم، ويفرز هرمونات السعادة بكمّ أكبر من هرمونات القلق والخوف والحزن.
ولذا
عزيزتى الزوجة قد يكون السبب هو الفشل في الوصول إلى قلب زوجك لذا اهتمى بنفسك مظهرك اسلوب حوارك اكسرى حاجز الصمت والمبادرة العاطفية دائما وقدمى ما بوسعك من مشاعر وبذر بذور الحب للقضاء على التصحر العاطفى واحذرى معاملة زوجك بالمثل فى حالة توقفه العاطفى
عزيزى الزوج المرأة بطبعها عاطفية وتحب سماع الكلام الجميل والتعبير عن مشاعرها وتسعد أن هناك من يسمع لها ويقدّر كلامها ويتعامل معها بروح وعاطفة أكثر؛ وهي عطاء بلا حدود إن عرف الشريك كيف يفهمها ويهتم بها بطريقة صحيحة ؛ فاهتم بزوجتك اجعلها تشعر بأهميتها وقيمتها لديك عبر لها عن حبك لها
عزيزى الرجل ، عزيزتى المرأة الحب هو الضمان الوحيد لنجاح العلاقة الزوجية ويتوقف استمرار العلاقة ودرجتها على قدرة الزوجين على الذوَبان كل في الآخر ولنتذكر قول الله تعالى ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” احذروا الخرس الزوجى وبادروا بالقضاء عليه قبل ان يصبح عادة
د/ سحر زغلول

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *