كتب – محمد عبد السيد
اصبحت جمعية الرضا عن الذات البريطانية ذات شهرة كبيرة وباتت مؤسستها تبحث عن دور عالمي لتلك الجمعية وانشاء فروع لها في اركان المعمورة ؛ وقد تنجح في أن تقوم الامم المتحدة بأنشائ مؤسسة دوليه تعني بقضايا البدينات في شتي انحاء العالم .
فاطمة باركراعلامية وشخصية عامة, أسست الفرع العربي و البريطاني لجمعية الرضا عن الذات العالمية و فكرة تنوع معنى الجمال, و شاركت في العديد من لجان التحكيم لمسابقات ملكة جمال الممتلئات عالميا.
تتحدث السيدة فاطمة باستمرار في وسائل ألاعلام العالمية والعربية باستفاضة عن الظلم والتمييز الواقع على البدناء نتيجة سيادة مفاهيم وقيم عصرية واستهلاكية واحدة ومتماثلة تحط من شأن الانسان السمين وتهمشه وتقصيه ، لا لكونه سمينا فحسب ولكن فقط لانه مختلف وغير منسجم مع ما يدعى بقوانين الصحة والموضة وشروط الوظيفة وغيرها.
فاطمة لا تدافع عن السمنة الضارة غير الصحية ،بل هي تنصح بشدة و تصر على الحفاظ على الصحة واتباع نظام حياتي صحي في كل الاعمار و الاحجام
لكنها ترفض وسائل التعذيب بالتجويع و الرياضة القاسية وعمليات بترالمعدة والتجميل التي اصبحت هوس يصيب شرائح كبيرة من المجتمع من البدناء و غيرهم من اجل التماثل مع شروط النحاف والانسجام مع ما يطرحه عالم الموضة والجمال وصناعة الحمية كرموز سطحية و مزيفة لمعني الجمال،
وهي ترى ان هذا العالم قد خلق فئات مريضة ومتجاوزة لحدود طاقتها وقدراتها وتلهث ليل نهار للسير مع القطيع النحيف ، وحسب فاطمة فإن عمليات التجميل من اجل النحافة والتشبه بالفنانين والمشاهير تخفي شخصيات مريضة نفسيا ومسلوبة الارادة ،
تسعى فاطمة الى اعادة اكتساب الثقة بالنفس وخصوصا لدى البدناء المقصيين عن الصورة الاعلامية والاعلانية لصالح النحفاء ،
وتهاجم وسائل الحمية وادوية التخسيس وعمليات التجميل وتقول انها نجحت قليلا واخفقت كثيرا وتسببت في عذاب وموت الكثيرين ، فلا هي اراحتهم ولا هي اوصلتهم الى درجة مقبولة من الثقة بالنفس والرضا بما منحهم الله من اشكال لا قدرة لهم على تغييرها
فاطمة تطالب بان يتصالح الناس مع اجسادهم ويتوقفوا عن معاداتها وتعذيبها لارضاء نمط الاستهلاك والاستعباد والاستلاب والموضة وتنصح النساء خصوصا باعادة النظر الى انفسهن وتقديرها وتعزيز سعادتها وامنها بعيدا عن وسائل الدعاية والصورة النمطية الواحدة.
تعمل السيدة فاطمة على تعزيز الذات عند المرأة من خلال ما تسمية بالعلاج بالصورة حيث تدعم الجمال عند المرأة و تطالب بتوسيع مفهوم الجمال و الجاذبية و ليس جعله حكرا على حجم واحد و هو النحالة المفرطة التي يروج لها عالميا, كرمز لقمة الجمال, الجاذبية, السعادة و الحب.
نجحت السيدة فاطمة في رفع معنويات و تغييرحياة الاف النساء الى الافضل من المتابعات لصفحاتها على الانترنات من مختلف أنحاء العالم ,و هذا من خلال المقالات و اللقائات الاذاعية والتلفزيونية التي تشارك بها
والعلاج بالصورة أي تنشرالسيدة فاطمة يوميا على صفحاتها العديد من الصور لعارضات ازياء عالميات و عربيات تملئهن البشاشة والتفائل, كلهن جميلات جذبات وانيقات, من مختلف الاحجام و الاعمار و الالوان و القدرات البدنية
ترتدين أزياء تقليدية وعصرية من اخر صيحات الموضة في العديد من الاحجام, مما يبرهن بأن للجمال معان كثيرة و يجعل المرأة التي ترى عارضت أزياء من سنها او حجمها في قمة الجمال, تشعر هي بالاعتزاز بالذات وتتحمس للاعتناء بصحتها ومضهرها الخارجي و الشعور بأنوثتها و بأنها هي أيضا يمكن أن تكون جميلة.
في مقابلةٍ مع مُؤسسة الفرع العربي لجمعية “الرضا عن الذات” العالمية فاطمة باركر، أطلعت هذه الأخيرة موقع الـ LBCI أنّ اختيارها للملكة سيعتمد على معايير عدّة منها أن تكون السيدة طموحة ومؤمنة بهذه القضيّة وأن تعمل على نشر تقبّل المرأة السمينة في مجتمعها.
وقد استضافت قناة الجزيرة بالدوحة السيدة فاطمة باركر من الجزائر (رئيسة فرع الدول العربية لجمعية الرضى عن الذات العالمية، والمستشار الأول للجمعية في ولاية تكساس الأميركي
وقد كان الحديث عن موضوع المرأة والرضى عن الذات يستلزم مباشرة الحديث عن علاقة المرأة بجسدها في الإطار الذي أصبحت فيه مسألة إعادة تأهيل الجسد وفقاً لمواصفات عالمية محددة تمثل الهاجس الذي يؤرق أذهان الكثيرات من النساء، وتحدد طبيعة علاقتهن بذواتهن وبالآخرين إلى حدٍ يصل أحياناً إلى نبذ الجسد، وسيطرة مشاعر الانتقاص من الذات كتعبير عن عدم الرضى عنها، وذلك بتأثير كبير من شركات صناعة الجمال وفقاً لمواصفات نمطية عالمية من خلال استراتيجيات اقتصادية وآليات تجارية تقف وراءها ترسانة إعلامية ترويجية تنتهي إلى واقع للجمال، تكون فيه كل الأنوف متشابهة، وكل الصدور متقاربة، وكل الأحجام متماثلة تعكس قدّاً رشيقاً لممثلة، و شكلاً مغرياً لمغنية، وتناسقاً متناغماً لعارضة، الأمر الذي يولد لدى المرأة البعيدة عن هذه النماذج شعوراً بالاختلاف والتهميش والإقصاء.. والإقصاء على صعود شتى، وبما ينتهي إلى أزمة ثقة مع الذات لدى كثيرات تقودهن أو تقودهن تلك الحالة إلى حالة من الكآبة والانعزال وعدم الشعور بالأمان، بل إن بعضهن قد يصاب بأمراض مثل (البوليميا)، و(الأنوركسيا) بعد محاولات متكررة ومضنية من اتباع برامج الحمية وتناول أدوية تخفيف الوزن، وإجراء عمليات تجميل، فما هي العوامل الكامنة وراء هذا الضعف الثقة بالذات عند المرأة مهما كان شكلها ومظهرها؟ ومن الذي يقف وراء تلك الرسائل السلبية المختزنة في ذهن المرأة عن ذاتها وعن شكلها؟ وكيف يمكن للمرأة الاكتفاء في بناء شخصيتها وتحقيق ذاتها على ما تملك من صفات ومزايا ذاتية؟
كما استقبلت الجزيرة في مداخلة لبنان عبر الأقمار الاصطناعية الدكتورة ماري تيريز خير بدوي (أستاذة علم النفس في جامعة القديس يوسف، أخصائية في علم النفس العيادي، وهي محللة نفسية ومؤلفة لعدة كتب عن المرأة وعلاقتها بالجسد وبالرجل والحياة) وستنضم إلينا في وقت لاحق من هذه الحلقة عبر الأقمار الاصطناعية أيضاً، لكن من لندن، السيدة ندى صالح (المختصة بعلم التغذية ومؤلفة كتابي “عبير الأرض” و “إغراقات المشرق” واللذين لهما صدىً واسع في المجتمعات الغربية).
قالت الدكتورة ماري، إلا أني سأبدأ بتعريف أولاً معنى الرضى عن الذات في علم النفس، من قراءات كثيرة قيل أن الرضى عن الذات مرتبط بعنصرين أساسيين، أولاً: الشعور بالأمان، والشعور بتحقيق الذات، الشعور بالأمان يعني عند الكثيرين يقولون إنه يأتي من إحساسك بأنك مقبول لدى الآخرين بصفاتك الجسدية والمعنوية، أما الشعور بتحقيق الذات، فيأتي طبعاً بالعمل والإنجاز وما قدمته في الحياة، يعني إذا سلمنا بهذا التعريف لعلماء النفس عن الرضى عن الذات، متى يمكن اعتبار المرأة غير راضية عن ذاتها؟
د. ماري تيريز خير بدوي: بأفتكر إنه كثير مهم نفكر بالمرأة، ونفكر بالمرأة كإنسان، يعني فيه طرق كإنسان يعني كان رجل أو كان مرأة بتعاطيه مع الحياة، فينا نعطي أمثلة مثلاً عندنا رغبة مهنية، أو رغبة عاطفية، أو رغبة بحيللا مجال من الحياة بنحققها كنا رجل أو كامرأة، هلا الشغلة اللي إحنا بنحققها عندها جزء يا اللي هو التصور اللي عندنا إياه بالتصور بطريقتنا، اللي نحنا حابين نحققه، وعنده جزء اللي هو حاجة، يعني (Le besion)، وقت اللي نحنا بنحقق شو ما حققنا، بنحقق جزء من الرغبة يا اللي هو الحاجة بيبقى كل تصورنا اللي هو ما ممكن نقدر نحققه، وقد أيش فيه مسافة بين الرغبة وبين شو حققنا بالحاجة يا اللي نحنا لبيناها، هون الرضى بيكون موجود أو لأ، يعني إذا أنا حققت عندي رغبة إني أصير طبيبة، وصرت طبيبة بأكون حققت شغلة من رغبتي، وبأكون راضية عن نفسي، بس أنا إذا كنت حابة أكون طبيبة وما قدرت، لأنه عندي موانع هلا بنشوف شو هي عند المرأة، بيصير عندي نوع من عدم رضا عن النفس، لأني ما حابة حققت رغبة عندي إياها، وبأكون حققت غيرشي يمكن أنا بيكون ملبي لي رغبة من رغباتي، بس ما ممكن يقدر يعبي لي كل الرغبات اللي عندي، هلا يمكن هندخل لتفاصيله بالبرنامج، ونجرب نفهم شو الرغبة وشو الحاجة.
*: طبعاً.. طبعاً، لكن.. لكن أول شيء دكتورة.. دكتورة ماري تيريز، أول شيء: هل هناك أعراض سيكولوجية للتعبير عن عدم الرضى عن الذات؟ يعني ممكن أن.. أن نعرف من خلالها أن.. أن الشخص اللي أمامي غير راضي عن ذاته؟
د. ماري تيريز خير بدوي: هلا بالنسبة للمرأة بنشوف إجمالاً إنه جزء من رغباتها يا اللي هي مختصة بالعام ما فيه اهتمام إنها تتلبى وإنه تصير مثلاً، نعرف إن المرأة إجمالاً مخصصة بالأدوار الخاصة، يعني بالأمومة يا اللي هي أمومة أكيد مقدسة وكتير مهمة، بس إجمالاً بنسمع أوقات زملاءنا بالجامعة، ونحن بنشوف، بتشوفي أوقات بيقولوا لك إنه أحسن تلاميذهم بنات، وبيطلعوا أول، وعندهم كثير طاقات مهمة، بتطلَّعي بتشوفي بالحياة الاجتماعية وبالعامة بتشوفي إنه المرأة.. قليل من النساء يا اللي بيتوصلوا لوظائف عامة مهمة، هون فيه جزء من طاقات المرأة يا اللي هي مهنية أو بالحياة العامة ما عم تقدر تعبر عنها، وما عم تقدر تعيشها ومخصصة بالحياة الخاصة يا اللي هي دورها بالأسرة وكأم، وأنا قلت هايدا أكيد شيء كتير مهم، بس ها الشيء ما عم بيكون عم بيلبي لها كل حاجاتها وكل رغباتها..
*: طيب يعني كيف يمكن أن ينعكس هذا على الصعيد الشخصي بشكل أعراض؟ يعني هل يمكن أن تصبح لديها شعور بالكآبة، أو أن يصبح لديها شعور بالعدائية، أو أن يصبح لديها.. يعني أي نوع من الشعور ممكن أن تحس من خلاله كمتعامل معها، وإذا كنت أقرب يعني، إذا كنت فرد من الأسرة بأن عندها إحساس بنقص ما؟
د. ماري تيريز خير بدوي: هلا هون.. هون بنحس إنه المرأة عم تنكب على الأمومة بطريقة إنها بتتعلق بأمومتها، وما بتعود تخلي ولادها عندهم نوع من استقلالية أو نوع.. لأنه ما عندها غير دور، الدور الوحيد اللي عم بيأمنوا لها إياه، اللي عم بيسمحو لها كمجتمع إنها تعيشه بالمجتمعات التقليدية إنها تلبي دور معين، وتوقف هايدوك الأدوار، وعندها نوع من تعلق بأمومتها، وبتعلق بولادها، ما بتعود تخلي عندهم نوع من الاستقلالية العاطفية والاجتماعية.
دكتورة ماري، سأعود.. طبعاً سأعود لمناقشة نقاط مهمة ذكرتيها في.. بشكل مفصل أكثر، لكن أنتقل لضيفتي بالأستوديو السيدة فاطمة. سيدة فاطمة، أنتم أو أنت عندكم مسؤولة عن جمعية الرضى عن الذات العالمية بفرع المناطق العربية وأيضاً بولاية تكساس كما عرفنا في المقدمة.
فاطمة باركر: نعم.. نعم.
الجمعية.. في هذه الحلقة، يعني سنحاول أن نخصص الجزء الأكبر من هذه الحلقة للحديث عن الرضى عن الذات الشكلي.
فاطمة باركر: الشكلي.
فاطمة باركر: الجسدي، نعم.. نعم.
*يعني أن.. أن تكون راضي عن نفسك كما أنت بمواصفاتك الجسدية، جمعيتكم بتقوم بالعمل على تقبل الذات والاختلاف عند الآخر، وتقوم بمحاربة التمييز على اللي كان أساسه الشكل يعني..
فاطمة باركر: أكيد.. أكيد.
*: فيعني هل هناك سياسة واضحة للجمعية، وإلى.. يعني إلى أين وصلتم في جهودكم؟
فاطمة باركر: والله تقدمنا كثيراً، تقدمنا كثيراً كثيراً، إحنا نعتبر إحنا جمعية ضمن حركة، ضمن حركة، أنت سؤالك الأول كان إ نه بالنسبة للرضا عن الذات لازم الإنسان يحس أولاً: يشعر بالأمان. وثانياً: الشطر الثاني كان إنه أيضاً..
أهمية الأمان لتحقيق ذات المرأة
فاطمة باركر: بتحقيق الذات، نتكلم عن هذا أيضاً، لأنه هذا يعني أنواع ومحاور إحنا نعمل فيها، لأنه الإحساس بالأمان مش.. ما.. ما يأتي مني أنا فقط، أنا أشعر بالأمان عندما أشعر بقبول ممن حولي، بالنسبة للمرأة الأمان مهم جداً جداً جداً، يعني المرأة معروف عنها أنها بالإنجليزي يقولوا: she is very insecure يعني غير راضية أو غير.. غير..
فاطمة باركر: غير آمنة، فتحتاج إلى الأمان، تحتاج الأمان من أهلها، تحتاج الأمان من المجتمع، تحتاج الأمان من زوجها، ok، فإحنا لما نيجي نحكي عن الرضى عن الذات، ولما نتكلم عن المرأة لو وصلنا مثلاً إلى.. إلى سن الزواج قبل ما نرجع إلى الطفولة، نقول الأمان الذي تشعر به المرأة لكي تشعر بأنه هي عندها قدرة، وإنه هي عايشة، يعني ممكن تكون.. تكون عندها ثقة في ذاتها، إنه الزوج اللي هيختارها يختارها مش على شكلها فقط، ولكن يحبها لنفسها، فهمتني؟ يحب المرأة هذه لأشياء أخرى، لأنه إحنا مهما كان بشر والله خلقنا، فإحنا نتغير كما تتغير المرأة في الكبر أو بعد الولادة فيتغير الرجل، الإحساس بالأمان هو إنه لما أنا أبدأ بزواجي، وإن شاء الله يتوفق الجميع في أنه يختيروا أو يختاروا يعني بمن برتبطون على أسس صلبة توفر الأمان، والأمان هذا مهم جداً للمرأة، فبتلاقي المرأة تشتكي من بطنها أو تشتكي من كيلو أو كيلوين، هذه كلها أسباب ليس.. لا..لا داعي لها، البطن ما عنده أي دخل بالزواج؟ الزواج مبني على أسس أخرى والأمان هو شيء ضروري.. ضروري للمرأة لكي تشعر بالأمان.
ثم يعني بالعشرة بالتعايش فيما بينهم تصبح الأشياء أكثر تعميماً.
فاطمة باركر: روتينية طبعاً هو..
وتصبح أكثر تعميماً يحب روحها، يحب تعاملها، يحب بيته.. يعني يحب أشياء كتير.
فاطمة باركر: أكيد.. أكيد يعني هم الناس يقول لك: أنا أختار العروسة أو أختار زوجتي على أساس.. على أساس شكل، طيب يا سيدي إحنا نأخذ.. نقول إنه اخترنا على أساس الشكل، فيه المقولة الشعبية تقول إنه الزواج مثل البطيخة أو مثل القرعة، ما تعرفي..
اللي حمرا..
فاطمة باركر: اللي حمرا..، طيب بالله عليك أنا لما بدي أختار أولاً أختار بطيختي، أنا أشوف البطيخة قدامي، بدي بطيخة نحيفة، بدي بطيخة سمينة، بدي بطيخة متوسطة، وبالتالي البطيخة لما آخذها لبيتي أنا عارف شكلها الخارجي، أما المضمون الداخلي أنا ما أعرفه.
: أيوه بأكتشفه لاحقاً.
فاطمة باركر: بأكتشفه بعدين، فبالتالي لما يجي في الأخير يقول: والله أنا أتزوجتك وبعدين متنتي أو تزوجتك ونحفتي، فهذا شيء كلام فارغ.
*: طيب يعني ليش بكثير من.. في.. في المجتمعات العربية يذهب يعني حتى جيل الشباب والجيل السابق ربما في فترة قريبة في الثلاثين سنة الماضية أنه يذهب الشاب لاختيار فتاة رشيقة نحيفة بحيث إنه المواصفات اختلفت يعني في.. في الماضي أيام آبائنا..
فاطمة باركر: والله نعم، كانوا يبحث عن..
كان يبحث عن الامرأة الممتلئة.
فاطمة باركر: طبعاً، لأنه يعني المرأة الممتلئة زمان وحتى الآن، يعني إحنا لا مش.. مش نقول سمينة جداً لو أنا كنت أكدح يومياً وتعبانة وما عنديش الغذاء الكافي، تعبانة يعني فيه بعض الشعوب هون بتلاقيها كلها نحيفة، لأنه شعوب ما عندها كفاية تاكل، ok، قلت هذا الكلام وبعدين أرجع أقول إنه في بعض.. بمعظم الأوقات لا يرتبط الأكل أو بأتابع الأكل.
: طبعاً فيه ناس عندها كتير تأكل وتعمل رجيم.
فاطمة باركر: طبعاً أكيد، فهنرجع لهذا، ولكن إنه المجتمع والاختيارات الشاب والفتاة، يختاروا هم مبرمجين نحن نظن إنه إحنا أحرار، متى نستطيع إنه نعمل اللي بدنا إياه، ولكن إحنا.. نحنا مبرمجين، يعني نشوف في التليفزيون هذه المترنحات، الفيديو كليب، إلى آخره، فيه ناس تعمل بجد وبكد ويعني.. إحنا بالنسبة لها عبارة عن أوز تبيض ألماظ، فلما عندك وز يبيض ألماظ هتخنقيها وتقطعي له رقبته! ما بيصير، فبالتالي الناس هذه بيحملوا مئات البليارات مئات البليارات من إحساسنا إحنا بعدم الرضى، ليس فقط..
: أظن الشكل الحجم.. الحجم يعني هل؟
فاطمة باركر: ليس فقط الحجم في..
*: هل تقولين بأنه نقل.. نقل إلينا من..
فاطمة باركر: من الغرب.. من الغرب، تعرفي..
*: من الغرب حتى قبل الحديث عن مفهوم العولمة.
فاطمة باركر: نعم، تعرفي إنه تحكي الحديث طويل، وأنا ما بدي آخذ وقتكم، يعني تيجي تروحي مثلاً عند الدكتور، يقول لك والله أنت مفروض متر و60 لازم تكوني50 أو 40 كيلو، المقياس هذا.
*: المقياس العالمى.
فاطمة باركر: مش مقياس.. هو مقياس اخترعته أو.. أو طلعته شركة (مترو بولتن) مشهورة أميركية، هي تُعني بـ..، هي شركة تأمين، وشركة التأمين، تهمها مصلحتها، وعملت الدراسة هذه واخترعت هذا المقياس.
*: تاخد 5 كيلو من..
فاطمة باركر: طبعاً عاملة.. عاملة هذا المقياس لمصلحتها هي الخاصة، وبانية هذا المقياس على الرجل الأميركي الأبيض، فبالتالي أي إنسان أسمر أو إنسان جزائري عم.. إحنا جزائرين.
أكيد طبعاً.
فاطمة باركر: أو إنسان يعني عربي أو إنسان.
: أوروبي حتى.
فاطمة باركر: أوروبي أو إنسان إفريقي أو صيني أو ياباني، فلا تنطبق عليه تماماً، وشوفي وحاولوا إنه يصلحوها مرة ثانية في السبعينات، وأخيراً الآن من 3،4 سنين طلعوا بـ بويا.. بودي.. (بودي ماس إندكس) (body mass index)، وهو أيضاً إحنا في جمعيتنا ضده، لأنه، لأن نحن لا نؤمن بالتقيد.
: يعني تحركوا بالمقياس شوي؟ غيروا فيه؟
فاطمة باركر: والله عملوا هذا المقياس ومثل ابن عمه لا يصلح.. لا يصلح، فزي ما قلت لك إنه فيها مصالح، ولو دخلنا وشوفنا هنجد أسرار كبيرة، وإحنا بالنسبة لهم زي ما قلت إنه أوزه يبيض الألماظ، فبالتالي بيحافظوا علينا، ويأخذوا شرائح منا مثل مجموعتنا إحنا الممتلئين، ويعاملونا على أساس إنه إحنا يعني بعبع، ها!! لو.. لما هتسمني راحت حياتك، لا هتتزوجي ولا هيحبك حد.
: هذا الغرب.
فاطمة باركر: طبعاً.
: طب الغرب عندهم الولايات المتحدة الأميركية.
فاطمة باركر: الغرب هم اللي مسيطرين، نعم.
: مهولة أرقام الناس اللي عندهم سمنة وبدانة.
فاطمة باركر: طبعاً خليني أنا أشرح لك.
: وعايشين على الأكل السريع والمثلجات.
فاطمة باركر: أكيد.. مش ما هو موجود الأكل السريع في عالمنا العربي؟
: أيه تصدر لنا يعني.
فاطمة باركر: ما هو مش موجود حول العالم؟ موجود في كل مكان، فبالتالي إحنا خلينا نشوف مثلاً أنا بأتكلم عن البدانة، ok بقى فيه.. فيه من 50 سنة لما بدأ.. بدأت الحركة هذه كان معدل البدانة في أميركا، أحكي لك على أميركا لأنه جمعيتنا في أميركا وإحصائياتنا في أميركا، كان عبارة عن 20% فقط من اللي أوزانهم زايدة على (المتروبولتن)، على مقياس (المتروبولتن) ok واللي هو أصلاً لا يصلح، ومرتفع يعني والوزن الزائد، يعني 20% من سكان أميركا كان ممتليء يعني يزيد على مقياس (المتروبولتن) بـ 20% فقط، هذا من 50 سنة، الآن فيه 120 مليون أميركي متين، طيب كيف؟ مادام وجدوا، طلعوا لنا الشيء هذا الحمية اللي اللي ممكن.. تفضلي.
منتهى الرمحي: طبعاً.. طبعاً راح نعود، راح نعود لهذا الموضوع بتفصيل أكثر، وأعود للدكتورة ماري تيريز، أرجو أن تكوني استمعتي إلينا إلى بهاي النقاط بالتحديد، لأني أريد تعليقاً منك عليها.
*: قبل أن أقدم الفيلم التسجيلي الذي أعددناه أود أنتقل إلى ضيفتي في بيروت الدكتورة ماري تيريز، وتعليقك على ما ورد، خاصة وأننا نريد أن نتحدث في هذا الجزء من البرنامج، على الأقل في الجزء الأول عن رضا المرأة عن ذاتها، عن جسدها، ولنكن نكون أكثر دقة عن الحجم، يعني البدانة من.. والنحافة.
الجسد ورضى المرأة عن نفسها
د. ماري تيريز خير بدوي: حابة أعلق على اللي انقال بالنسبة للنماذج النحافة والجمال اللي جاي من الغرب، أنا بأفتكر كتير مهم نفكر إنه كل المجتمعات من كل العصور كانت تفرض نماذج معينة واللي هي بتتغير من بلد لآخر ومن عصر لآخر، بدنا نشوف شو الغاية منها، كانت جايه من الغرب أو كانت جاية من الشرق، يعني كل مجتمع لقى طريقة إنه يقيد الجسد وخصوصاً جسد المرأة بنماذج معينة، وهي القصد منها القيود.. القيود المجتمعية اللي هي بتتغير بكل العصور، هلا ما بدنا ننسى إنه المرأة بجسدها هي بتحمل ولد، ومن كل.. من أول ما يعني بنعرف لعلماء الاجتماع بيقولوا لنا قد أيش كل المجتمعات كانوا يلاقوا طريقة إنهم يواجهوا إنه الرجل خاصةً يواجه ها الحقيقة يا اللي هي بجسد المرأة والرجل ما عنده إياها، هايدي كونت عند الرجل نوع من قلق، القلق بوجه.. ليواجه جسد المرأة، وعمل لجسد المرأة قيود معينة عبر العصور يا اللي هي تغيرت من عصر لآخر مثل ما قلت من شوي، لا يقدر يواجه ها القلق يا اللي عنده إياه هو كرجل، ليواجه جسد المرأة، كثير مهم نقول إنه هلا.. ها النماذج الاجتماعية اللي نحنا عم بنقول إنه آتية من الغرب ما إنها آتية من الغرب بس، والمجتمعات الشرقية ومجتمعات عبر العصور دايماً كانت تلاقي نماذج من شان لتقيد.. لتعطي قيود لجسد المرأة من شان الرجل يقدر يكون عنده نوع من السيطرة على جسدها، لأنه جسدها بتولد عند الرجل نوع من القلق، لأنه عندما تحمل ولد.
*القدرة على الحمل والإنجاب.
د. ماري تيريز خير بدوي: عندها القدرة على.. على الإنجاب هو ما عنده إياها.
*: طيب يعني كمحللة نفسية وأخصائية في علم النفس العيادي، إلى أي مدى ممكن أن يكون شكل.. شكل الجسد أقصد النحافة والبدانة أن يسبب مشكلة ويسبب عقدة تؤدي بالنهاية إلى عدم الرضى عن الذات عند النساء تحديداً، لأنه النساء هن المانيكانات والنماذج، والتي تبحث دائماً عن.. عن الكمال في شكلها؟
د. ماري تيريز خير بدوي: هلا ما بدنا نفهم كمان كيف المرأة أو كيف الإنسان، لأن فيه أشياء مثل ما قلنا فيه أشياء كل إنسان بيتعايش مع جسده فيها، كيف طريقتنا النفسية لنعيش الجسد، كلنا.. كان مرأة أو كان رجل ولنشوف ليس عندنا ها القيود عند.. عند المرأة، طريقتنا النفسية لنعيش الجسد، متكونة من.. من جزءين، عندنا الجسد اللي.. اللي كل الناس بتشوفه، يا اللي هو الجسد الواقع، يا اللي هو بدني، يا اللي هو ملموس، وعندنا فينا نقول التصور الذهني للجسد، يعني بالفرنسي بنقول: (…..) يعني عندنا جزءين يا اللي هو الجسد الواقعي والجسد تصورنا الذهني للجسد، هلا كل ما يكون فيه تواصل بين ها الاثنين بالنسبة شو المجتمع طالب، يا اللي هو ها الأشياء من مجتمع لآخر إنها بتتغير، كل ما يكون فيه تواصل بين ها الاثنين كل ما يكون فيه رضا عن النفس عند الرجل وعند المرأة، كل ما يكون فيه انفصال بين الاثنين، يعني إذا المجتمع طالب إنه نكون نحنا نحيفين، وأنا عندي 10 كيلو زيادة، فيه عندي نوع هون من.. من عدم اتصال بين تصوري لجسدي وبين جسدي الواقعي هون.. بعدم رضا.
*: طيب إذاً.. إذاً دكتورة.. دكتورة ماري.. دكتورة ماري تيريز، إذاً قضية علاقة الإنسان بجسده وبشكله لا يحدده رضاه عن ذاته أو.. أورغبته في أن يكون هكذا، إنما يتحدد برؤية الآخرين له أو رؤية المجتمع له؟
د. ماري تيريز خير بدوي: يعني بيعود للطريقة يا اللي انحكى عن جسده من هو وصغير، يعني فيه أشياء استبطنها من هو وصغير بالنسبة للجسد، بالنسبة لشو انقال له عن جسده، شو أمه حكته عن جسده، شو البيت، شو بالتربية، شو المجتمع، يعني كل تكوين ها الصورة الباطنية اللي عندنا إياها عن جسدنا، كل هايدي تكونت بعلاقتنا بطفولتنا مع أهلنا، مع المجتمع ومع كل شيء.. تلقينا من.. من.. من نظرة الآخر علينا وتكون صورة باطنية، فينا نقول باللاوعي تبعنا، هي اللي عم بتخلينا نكون راضيين أو مش راضيين عن جسدنا، هلا بأعطي مثل عندك أوقات بتشوفي أشخاص كثير أو.. أو نساء أجسادها كثير حلوة، تقول لك: أنا بدي عاملة رجيم بدي أضعف 4 كيلو أو 5 كيلو، بتطلعي فيها بتشوفي إنه هي كتير نحيفة، وهي ما إنها عايزة إنها تكون عاملة رجيم وتنحف.
فاطمة باركر: تنحف أكثر، صح.
د. ماري تيريز خير بدوي: 5 كيلو، بس معناته إنه ها الجسد اللي أنا عم بأشوفه يا اللي هو ها الجسد الواقعي ما إنه مناسب مع هي تصورها الذهني عن جسدها، هي شايفة إنه لازم تضعف 5 كيلو، وهون يمكن قلت بدنا نحكي عن الأنوركسيا والبولينيا بعدين.
*: والبولينيا نعم.
د. ماري تيريز خير بدوي: نرجع..

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *