انتشرت في الآونه الأخيرة ظاهرة بكاء الفنانين في المناسبات العامة، اجتماعية كانت أو سياسية أو فنية، وبرزت هذه الظاهرة أيضًا في برامج الـ«توك شو»، ولعل آخر من بكى منذ أيام كانا الفنانان نور الشريف ومحمد منير أثناء تكريمهما في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط.
وكان لبكاء نور الشريف أثناء تكريمه بالغ الأثر في نفوس كل من سوسن بدر، حسن الرداد, إياد نصار, نشوى مصطفى, مجدي كامل, ومها أحمد, الذين انهمروا في البكاء تأثرًا ببكاء «الشريف».
لم يكن هذا الموقف الأوحد، بل سبقه عدة مواقف منها بكاء محمد فؤاد عند لقائه بالفريق السيسي .أنذاك. في مسرح جامعة المستقبل, وبكاء ممدوح عبدالعليم مع لقائه مع عمرو الليثي في برنامج «بوضوح», ودموع الفنان محمد صبحي في برنامج «مفاتيح» على قناة «دريم» خلال لقائه مع الإعلامي مفيد فوزي, وبكاء حمدي أحمد في برنامج «صح النوم» مع الإعلامي محمد الغيطي, ودموع الفنان أحمد ماهر في معظم لقاءته الإعلامية، وبكاء الفنان أحمد بدير، وغيرهم من الفنانين الذين أصبحت الدموع لا تفارق عيونهم في معظم برامجهم.
ويرى البعض بكاء ودموع الفنانين على أنها مشاعر حقيقية، بينما اعتبرها البعض الآخر ادعاءات «لزوم الشو الإعلامي».
وعن انتشار هذه الظاهرة قال الناقد الفني طارق الشناوي: «من خبرتي مع الفنانين أعتقد أنهم يستطيعون استدعاء الدموع, ولكن هناك استدعاء له ثمن غالي مثل دموع الفنان محمد منير أثناء تكريمه, ودموع نورالشريف التي جعلت كل المتواجدين ينهارون لانهم شعروا بصدق دموعه الحقيقية».
وأضاف «الشناوي»: «بعض الدموع شو إعلامي مثل دموع محمد فؤاد عند لقائه بالفريق السيسي ومن قبلها دموعه وتهديده بالانتحار لو تنحى حسني مبارك, وبالطبع كلنا رأينا أن مبارك تنحي ولم يحدث شيء, لذلك فهذه الدموع ليس إلا (شو) المقصود به إثاره الجمهور, لكني أعتقد أن الجمور يستطيع التفريق جيدًا بين الدموع الحقيقية والمزيفة، وإلا ستكون هناك عدوى انتشار البكاء إذا صدقوا الدموع غير الحقيقية».
من جانبها قالت الناقدة ماجدة موريس: «دائما في كل شئ جزء حقيقي وجزء مزيف, لذلك فإن البكاء الذي يأتي خارج مشاهده الطبيعية للفنان يأتي حسب التاريخ الفني وعلاقته بالإعلام ومصداقيته الجماهيرية, مثلا لا أعتقد أن مافعله محمد منير في مهرجان الإسكندرية السينمائي دموع غير حقيقية، لأن (منير) قليل الظهور والكلام إعلاميًا لذلك فهو صادق تمامًا, وأيضا لوشاهدنا حلقة الكاتب مدحت العدل مع الفنان نور الشريف وكيف تمالك دموعه في مواقف صعبة من الحوار نعرف أن دموع نور في مهرجان الإسكندرية حقيقية».
وتابعت: «الدموع تكمن في إطار الشخصية الفنية ومجمل علاقتها بالجماهير, فهناك أناس أكثر مصداقية وأناس أكثر احترافية في استدعاء الدموع، وقد تكون الدموعه سلاح أو دليل على الضعف».
وفي السياق نفسه يقول الناقد عصام زكريا: «الحالة العامة هي من أوجدت هذه الظاهرة, فأصبح الخطاب الإعلامي جاد بشكل مبالغ فيه, نتيجة الأحداث التي نمر بها ويمر بها أيضا الفنان وتؤثر فيه, فأصبح المزاج العام به نوع من الشجن».
وأضاف: «دموع الفنان تتكون نتيجه من شخصيته وأسلوبة, مثلا بكاء الفنان أحمد بدير يدل علي الإدعاء، لأنه بكى عندما جاء الحديث عن مساعدات العرب لمصر».
واختتم «زكريا»: «إذا كانت دموع وبكاء الفنان أصبحت ظاهرة فإنها نتيجة للمناخ العام الذي نمر به من ثورات».
وتقول الناقدة ماجدة خيرالله: «دموع الفنان مسألة إنسانية بحتة وتظهر الجانب الإنساني به, فمثلا دموع نور الشريف عند تكريمة أعتقد أنها أعادت له سنين عمره الذي أفناها في الفن وذكرته بمواقف لانعلمها, إنما هو الوحيد الذي تذكرها فلذلك بكى وأبكى جميع الحاضرين».
واستكملت: «المواقف هي التي تدعو إلى الاحتكام حول ما كانت هذه الدموع حقيقية أم شو أعلامي, فغالبًا مايحدث في برامج التوك شو لا يكون فيها تمهيدًا وإنما تكون أسئله مفاجأة فتنهمر الدموع على أساسها, والجمهور هو الذي يحكم هل هي دموع حقيقة أم شو إعلامي».
واختتمت «خيرالله»: «عندما شاهدنا بعض المداخلات الهاتفية لبعض الإعلاميين أو الفنانين قبل انهيار نظام مبارك كانت دموعهم وبكائهم رسم لسيناريو زائف وشو إعلامي لإرضاء مبارك ونظامه».: «شو إعلامي» المقصود به إثارة الجمهور

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *