نعرف جميعاً أن المصريين القدماء دفنوا موتاهم في الأهرام، لكن تلك لم تكن أغرب طريقة ولا الوحيدة التي استخدمها الناس في الثقافات والحضارات المختلفة لوداع موتاهم.
فمن أهرام الجيزة، إلى سراديب الموتى في باريس، ومقابر “الانكا” (إمبراطورية الهنود الحمر بأميركا الجنوبية)، وجيش الطين الموجود في ضريح الإمبراطور الصيني الأول “كين”، نتعرف كيف دفنت الشعوب موتاها بطرق عديدة.

هذا التقرير، يقدّم إليك أغرب 9 مقابر في العالم لتتعرف كيف تنظر الثقافات والحضارات المختلفة إلى الموت وتكريم المتوفى:

– أشجار الأطفال:

تُعد Baby Trees من أكثر المقابر حزناً، إذ خُصصت المقابر الواقعة في قرية “تانا توراجا” الإندونيسية لدفن الأطفال، وقد استخدم القرويون الأشجار لدفن الصغار، حتى تمتص الطبيعة أجسامهم مع مرور السنوات.
فعند وفاة الطفل قبل أن تبدأ أسنانه بالظهور، تقوم الأم بلفّه في قطعة قماش، ووضعه داخل ثقب تصنعه في الشجرة، ثم تغلقه بألياف النخيل. وبتحلل الجثامين، يعتقد القرويون أن جسم الرضيع المتوفى قد امتُصّ من قِبل الطبيعة.

– التوابيت المعلقة:

مورس هذا الطقس في العديد من مقاطعات الصين، وإندونيسيا، والفلبين قبل آلاف السنين، إذ تعلَّق التوابيت على المنحدرات، أو بالكهوف الجبلية، ويكون ذلك بربطها على ارتفاع 6 أقدام أعلى الجرف، بدلاً من دفن النعوش في الأرض.
وكان هذا الطقس يُمارس في الأصل للحفاظ على الجثث من الحيوانات، والأعداء، فيما اعتقد بعض المؤرخين أن سبب تعليقها هو جعلهم قريبين إلى الله، ولكن مع مرور الوقت أصبح تقليداً. لكن الآن، لم يعد يُمارس إلا في مناطق قليلة من العالم.

– قبر على هيئة سيارة مرسيدس:

يحكي هذا النصب الواقع في ولاية نيوجيرسي الأميركية، قصة الفتى الأميركي “راي”، والذي كان حلمه في الحياة امتلاك سيارة Mercedes Benz، لكنه توفي عام 1981، عن عمر 15 عاماً، قبل أن يتمكن من شراء تلك السيارة.
ولكن أخاه الأكبر الثري قرر تحقيق حلمه بعد وفاته فاشترى 26 طناً من الغرانيت؛ من أجل نحت سيارة “مرسيدس بنز”، كاملة الحجم لتكون نصباً تذكارياً لأخيه، وقد كلفه ذلك نحو 250 ألف دولار.

– القبر المتدرج:

توفيت الطفلة الأميركية فلورنسا إيرين فورد، في العاشرة من عمرها عام 1871، وحزنت والدتها عليها كثيراً، وبدا هذا واضحاً في الطريقة التي بنت بها قبر ابنتها الكائن في ولاية واشنطن.
فقد بَنَت القبر بسلالم عدة توصل إلى غرفة زجاجية أسفل الأرض لتتمكن من زيارتها، كما شيّدت والدتها نافذة زجاجية عند الرأس، وبجانب موقع الدفن بنت سلماً أسمنتياً يؤدى إلى النافذة، كان يُغلق بباب معدني.
بهذه الطريقة، كانت الأم تتمكن من زيارة طفلتها كلما أرادت، ويقال إنها كانت تذهب إلى هناك مع كل عاصفة تهبّ، لأن ابنتها كانت دائماً تخاف من الرعد، ولم ترد تركها وحدها هناك خائفة من العاصفة.

– كنيسة الموتى:

هذه المقبرة موجودة في إحدى كنائس إيطاليا، وتحتوي على مجموعة من المومياوات، وتشتهر بمجموعة مكونة من 18 مومياء يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، وعصر النهضة.
الأمر الغريب في هذه الجثث، أنها جميعاً محنطة طبيعياً، إذ ظلت في حالة جيدة حتى الآن، ويعتقد بعض المتخصصين أن هناك عنصراً ما في جدار المقبرة، يجعلها تمتص وتستوعب كل الرطوبة المنبعثة من الجثث، ما سمح للجثث بأن تجف بشكل طبيعي.

– كنيسة العظام:

كنيسة “سيدليك”، هي من أغرب الكنائس وأكثرها رعباً في العالم وتقع في مقاطعة “بارغوي”، التابعة لمدينة “سيدليك” بجمهورية التشيك، وهي مُكونة بالكامل من العظام، والجماجم البشرية الخاصة بضحايا الحرب، والطاعون الأسود الذي انتشر في أوروبا منتصف القرن الرابع عشر، ومطلع القرن الخامس عشر.
تحتوي الكنيسة على عظام بشرية بين 40 إلى 70 ألف شخص، في بهو الكنيسة، وعند المذبح، وأخرى أُخفيت في سرداب سري أسفل الكنيسة، كما صُنعت الثريا الخاصة بالكنيسة والكؤوس والأسلحة التي تزينها من كل أنواع العظام البشرية.

وترجع فكرة إنشائها إلى القسيس فاكلاف توماسيك، الذي رأى في وجود العظام البشرية عظة، وتذكيراً لزوار الكنيسة بالموت؛ إذ قام أسقف الكنيسة بتنصيب جماجم الشخصيات المهمة، ومن بينهم عمدة البلدة أمام المذبح، وكانت عظام القسيس “توماسيك” نفسه آخر بقايا بشرية أُدخلت للكنيسة بعد وفاته عام 1804.

على الجانب الآخر، هناك العديد من القبور زاد غرابتها طابعها الرومانسي، منها:

– مقبرة المتصافحين:

تقع هذه المقبرة في ألمانيا، وهي عبارة عن شاهدَي قبر يمتد منهما يدان تتصافحان، وهذه المقبرة القديمة لرجل “بروتستانتي”، دُفن بعد وفاته في الجزء المخصص له بمقبرة عائلته، إلا أن زوجته الكاثوليكية أوصت بأن تدفن في الجزء الكاثوليكي مع عائلتها وأصرت في الوقت نفسه على أن يظلا معاً.
فقد نصّ القانون الديني أواخر القرن التاسع عشر على أن “البروتستانت”، و”الكاثوليك”، لا يمكن أن يُدفنوا معاً في المقبرة نفسها، وكان الحل في أن تُمدّ يدان من شاهدَي القبرين فوق السور الذي يفصل بينهما.

– نُصب “جون” و”سارة ديفيس” التذكاري:

بُني في الثلاثينات، ويقع على قمة جبل في مدينة “هياواثا” بولاية “كانساس” الأميركية؛ تعود قصته إلى عام 1879 عندما ذهب “جون ديفيس” إلى مدينة “هياواثا” للعمل، وهناك قابل “سارة هارت” ابنة رئيسه بالعمل، ووقع في حبها.

بعد أن تمكن من إنشاء مزرعته الخاصة تزوجها، وبعد 50 عاماً من الزواج توفيت سارة، فقرر “ديفيس” بناء نُصب مميز من باب إظهار محبته لزوجته العزيزة التي عاش معها 50 عاماً.
يحتوي النُصب على 11 تمثالاً بالحجم الطبيعي للزوجين، ومظلة حجرية ضخمة يُقال إنها تزن أكثر من 50 طناً، واستمر العمل في بنائه 7 سنوات، وأنفق الزوج مدخرات حياته كلها عليه، كما أنه باع مزرعته الخاصة، إذ تجاوزت تكلفة بنائها الـ100 ألف دولار.

– قبر “فرناند أربيلوت”:

تقع هذه المقبرة في مدافن “بير لاشيه” في العاصمة الفرنسية باريس، وخُصصت للموسيقار والممثل الفرنسي فيرناند اربيلوت، الذي كانت الأمنية الأخيرة له قبل وفاته عام 1942، في أثناء الاحتلال النازي لفرنسا، أن يظل ينظر إلى وجه زوجته إلى الأبد.
لذلك، أوصى بأن يرتفع على قبره تمثال له وهو مستلقٍ يحمل رأسها بيديه، ليُكمل قصة عشقه لها بعد الموت، ويظل يحدق في عينيها إلى الأبد.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. لماذا أراكِ على كل شيءٍ
    كأنكِ في الأرضِ كلُ البشر
    كأنكِ دربٌ بغير انتهاءٍ
    وأني خلقتُ لهذا السفر..
    إذا كُنتُ أهربُ منكِ .. إليكِ
    فقولي بربكِ.. أين المفر؟!”
    !!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *