يشكل الإقبال على تعلم الطبخ المغربي قاسماً مشتركاً لبعض المهاجرات الإفريقيات من أجل إيجاد فرص جيدة بسوق العمل، بينما اختارت فئات أخرى التخصص في مهن الخياطة والحلاقة والسيراميك وغيرها من المجالات التي تشرف عليها جمعية “في رحاب التنمية” بالدار البيضاء.
وتقول السيدة حبيبة، المشرفة بالجمعية ذاتها على ورشات الطبخ، إن هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها على الصعيد الوطني والهادفة إلى توفير فرص تدريب للمهاجرات الإفريقيات من أجل تسهيل ولوجهن إلى سوق العمل، لقيت استجابة من لدن المستفيدات، موضحة أن الإقبال على تعلم الطبخ يأتي في المرتبة الأولى مقارنة بباقي التخصصات.
وأشارت إلى أن سر اهتمام الإفريقيات بالطبخ المغربي يعود إلى قناعتهن بأنه يشكل لهن فرصا أكثر حظاً في سوق العمل، خاصة في العاصمة الاقتصادية التي يكثر فيها الطلب على عاملات البيوت، إضافة إلى تواجد كم هائل من المطاعم والفنادق والمقاهي قادرة على توفير فرص عمل.
وأكدت حبيبة على أن الجمعية لن ينتهي دورها في مجال التدريب، بل ستعمل على مصاحبة المستفيدات من مختلف التخصصات قصد إدماجهن بشكل مباشر، أو تنظيمهن في إطار تعاونيات لـتأسيس مقاولات خاصة بهن، عن طريق البحث لهن عن مصادر تمويل اعتماداً على شراكات مع الدولة أو منظمات وطنية وأجنبية.
“العربية.نت” تابعت ورشة تدريبية حول إعداد وجبة “الكسكس” بمقر الجمعية، ولاحظت انخراط المستفيدات بحماس وحسن إنصات لمراحل عملية الدرس، والأجمل في ذلك هو حضور مجموعة من الرجال الأفارقة في هذه الورشة ليس بغاية التعلم، بل لتدوين كافة المعطيات المتعلقة بتهيئة الطعام، في إطار مساعدة زوجاتهم اللواتي قد يجدن صعوبة على مستوى التواصل اللغوي.
رينا ماري، مهاجرة إفريقية ممن اختاروا تعلم فن الطبخ، تقول في تصريح لـ”العربية.نت” إن “الكسكس” المغربي وجبة لا تؤكل إلا في حضور أغلب أفراد العائلة، حتى وإن لم تكن هذه الأخيرة تعيش تحت سقف واحد، وبأن هذا ما تعلمته من هذا الدرس الذي أفادها في التعرف على جوانب من قيم المجتمع المغربي القائمة على متانة أواصر القرابة، وكذا ثقافته العريقة في الطبخ الغني بأذواقه ونكهاته.
وتضيف ماري أنه ربما يسهل عليها هذا التدريب الحصول على عمل في أحد المطاعم المغربية أو المخابز، التي قد توفر لها دخلاً جيداً يمكنها من إعالة أسرتها الصغيرة.
من جانبها ترى كاديو كريستينا أن المغرب لم يعد بالنسبة للعديد من المهاجرين الأفارقة بلد عبور وإنما بلد إقامة، وهو ما يفرض البحث عن سبل تساعدهم على الاندماج الاجتماعي والاقتصادي، ومن ضمن ذلك تعلم اللغة العربية واللهجة الدارجة، خاصة وأن أطفالهم المولودون بالمغرب يتقنونها مقارنة مع الآباء الذين لا يحسنون التواصل بها.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية “في رحاب التنمية” تقوم، إلى جانب برنامج التدريب المهني، بتقديم دروس في الثقافة المغربية، إلى جانب الدعم المدرسي للأطفال من أصول إفريقية، فضلاً عن التربية غير النظامية لمن فاتهم سن التعليم، وتعلم اللغات للآباء.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. الله يفتح عليكم أبواب الرزق و يسهل عليكم و يفتحها على بلدي و يكثر خيراتها حتى يجد الكل فرص عمل شريف و مرحبا بكم في بلدكم الثاني بين اهاليكم فنحن شعب محب مسالم .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *