استفزتها أسعار السجاد المستورد الباهظة، فقررت منافسته بإدخال السجاد اليدوي للصناعة المحلية، لتصبح أول إماراتية تحترف صناعة السجاد بيديها.

ويعد عمل سهيلة الخزعلي في مجال “نسج السجاد” تتويجا لمجموعة مواهب وفنون يدوية تمتعت بها؛ من بينها: الحياكة والتطريز وخياطة سلال الحلويات والورود، لكنها تألقت في مجال صناعة السجاد، وعملت على تطويره بكل ما تملك من أدوات ووسائل إلى جانب موهبتها.

وعن مشوارها في هذه المهنة، تقول: “بدأت مشواري العملي من خلال صناعة أزهار من السيراميك والنحاس، وتعلمت كذلك أصول الحياكة والتطريز لأحترفهما فيما بعد، إذ أصبحت أحيك الملابس من جلاليب وجاكيتات وغيرها من الملابس النسائية والرجالية وحتى تلك الخاصة بالأطفال، إضافة إلى خياطة وعمل سلال الحلويات والورود التي كنت أوزعها على مختلف المحمصات المنتشرة في إمارة عجمان، وبعد نجاحي وانتشار أعمالي في الأسواق انتقل نشاطي إلى باقي إمارات الدولة، وفي مقدمتها أبو ظبي ودبي والشارقة”.

وحول أولى مشاركاتها في المعارض الرسمية ومن بينها معارض كانت ولازالت تقيمها المدارس، تقول سهيلة: “كانت بداية تواصلي مع الناس وعرض منتجاتي عليهم من خلال مشاركتي في معرض أقامته مدرسة أبو ذر الغفاري بإمارة عجمان، وكان أبنائي يدرسون بها، فأطلعت المعلمات والمديرة على مشغولاتي اليدوية فأعجبتهن وشجعنني على المشاركة في المعرض، ولاقت إعجاب أولياء أمور الطلبة، ومن يومها أحسست أن لدي رسالة لا بد أن أوصلها لأبناء وبنات بلدي الحبيب”.

صناعة السجاد

بعد الشهرة التي اكتسبتها مصنوعات سهيلة الخزعلي اليدوية، رأت أنه لا بد أن تبتكر فكرة أخرى أكثر تطورا، فوجدت أن السجاد يستورد من الخارج ويباع بأثمان باهظة، لذلك قررت إدخال هذه الصناعة في المجال المحلي.

وعن هذا تقول: “تدربت على صناعة السجاد وتعلمت نسجه جيدا، ثم انطلقت برحلاتي وأسفاري إلى الهند وإيران؛ كي أقتني خيوط الصوف والحرير، وأختار ألوانها بنفسي، وخصصت مساحة في مجلس بيتي لتحويلها إلى ورشة عمل، واستقطبت عدة عاملات، حتى إنني أشركت أفراد أسرتي من النسوة اللواتي لا يمارسن أي مهنة أو وظيفة وعلمتهن طريقة حياكة ونسج السجاد، فكونت فريق عمل لا بأس به، وبدأنا ننجز قطع سجاد جميلة”.

وتضيف “اليوم تتدفق علي الطلبات من مختلف الجهات والعائلات بقصد حياكة سجاد يرضي أذواقهم التي تختلف بين شخص وآخر، كل بحسب مفروشات منزله وألوانها التي يفترض أن يناسبها السجاد المطلوب.. ولو كانت لدي الإمكانيات المادية التي توفر لي مصنعا متخصصًا بآلاته وعاملاته لنافست كبار تجار السجاد، وأبرزت لهم صناعتنا المحلية ومستواها الرفيع”.

أفكار ذاتية

وحول نقوش وتصاميم السجاد الذي تنجزه سهيلة، تقول: “أستلهم أفكار النقوش من ذائقتي الذاتية، ومن الطبيعة والكتب التاريخية ومجلات الأطفال التي تحوي كثيرا من الرسوم اللطيفة، حيث أجد أن تلك الصور والمناظر مليئة بالألوان الزاهية التي تبعث على الأمل والحياة وكذا الراحة النفسية”.

وبعد سنوات على نجاح مشروعها وازدهار عملها، عادت سهيلة مجددا لتشارك سنويا بقوة في مختلف معارض السجاد التي تقام في إمارات: أبو ظبي وعجمان والشارقة، وأصبح لها زبائن كثر.

وتقول: “يعتبر معرض أصفهان (إيران) من أكثر المعارض التي تحرص على اقتناء قطع السجاد التي أصنعها في البيت، وهناك تجار كبار في عالم منسوجات السجاد شجعوني عند بداياتي الأولى ويشجعونني دائما، من خلال اقتناء منتجاتي، كوني أول إماراتية تصنع السجاد بيديها، ولربما هناك مواطنات غيري ينسجن السجاد؛ لكنني لا أعلم بشأن وجودهن”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫12 تعليق

  1. الله يعطيك الصحة والعافية حتى تستطيعين ان تواصلي مشوارك العملي
    لك مني كل الاحترام والتقدير على مجهودك

  2. جميل جدا، واتمنى ان تنتهج الدول العربية كلها نهج هذه السيدة حتى نكون دول منتجة، بدلاً من كوننا دول مستهلكة.

  3. حرفة نسج السجاد البدوية تمارسها أغلب نساء البدو ويصنعنها من وبر الجمال أو الخراف أو الماعز للاستهلاك المحلي ، خصوصا في الايام الغابرة حيث كان يعيش البدو حياة البداوة البسيطة ،،، وهذه السيدة استفادت من تلك الصناعة ( صناعة السدو ) وأضافت عليها كيفية صنع السجاد في الفارسي والبارعين فيها عالميا ،،، أعتقد ان ما تصنعه له نكهه خاصة بها لانه تزاوج بين صناعة السجاد البدوي وصناعة السجاد الفارسي المعروف ،،،، سيدة أعمال ممتازة ، وفقها الله …

  4. يسلمو بنات العرب الشرفاء المكافحيين يارب يوفق كل بنت عربية فى اثبات ذاتها ومعونة زوجها وبيتها ويصلح لها حالها وذريتها
    مصرية وافتخر

  5. نحن الجمعيه التعاونيه لمنتجى السجاد بالمحله الكبرى مصر
    الى كل من يحلم بعمل مشروع السجاد اليدوى
    نحن على اتم استعداد لتوريد كافة معدات السجاد اليدوى ( السدو) من أنوال وخامات وتصميمات وكذلك المدربين المهره بأقل اسعار ممكنه الى جميع دول الوطن العربى وكذلك نساهم فى تسويق الانتاج بالكامل بأعلا الاسعار
    مع خالص تحياتى
    م/ سامح الشهاوى
    00201223630249
    00201003681998
    [email protected]

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *