يختلف اللبنانيون حول كل شيء: حول السياسة والرياضة والتاريخ والجغرافيا والوطن ولكنهم متحدون اليوم حول مصيبة واحدة؛ النفايات.

فالقمامة لمن لا يعلم تملأ ربوع لبنان منذ أسبوع تقريبا، بسبب توقف الجهة المعنية بجمعها وطمرها عن عملها نتيجة اسباب لم استطع فهمها كمواطن صالح يقرأ الصحف المحلية يوميا ويدفع ما يترتب عليه من ضرائب بشكل دوري لقاء خدمات من المفترض ان احصل عليها.

ولأننا متقدمون على جميع شعوب “الربيع العربي” لناحية الثورات، حيث انه في لبنان هناك ما يقارب 18 ثورة يوميا (بعدد الطوائف) منذ عهد الامبراطور الفينيقي نفتالين الرابع عشر، فقد تسابقنا الى اطلاق الشتائم عبر شبكات التواصل الاجتماعي بحق زعمائنا وهددناهم بالويل والثبور، ونحن نفكر حاليا جديا بالاقتراع لزعماء اخرين – أكثر مهارة في خداعنا – في الانتخابات المقبلة..إن جرت.

وفي سياق موجة التفاؤل بواقع البلد ومستقبله، تحضرني التحليلات السياسية التي كانت حتى الأمس القريب تعتبر ان ما يجري في لبنان من شأنه التأثير على الدول المحيطة وعلى العالم العربي بأسره، وتحديدا لناحية الفتنة المذهبية والطائفية. وفي هذا الإطار، يناقش البعض في أن احداث لبنان منذ العام 2005 (اي منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري) وما تلاها هي مقدمة لما نشهده اليوم في العالم العربي. وبغض النظر عن صحة هذا الرأي، فإن تطبيق واقع النفايات الحالي في البلد على توقعاتنا بخصوص المنطقة يثير القلق، ويدفع أي مواطن في بلاد الشام  للتفكير جديا بإعلان جدول زمني للانسحاب من الشرق الأوسط.

على كل حال، اللبنانيون ( والاخوة العرب ان شاؤوا) مدعوون لمشاركتنا في حملة  أطلقها لبنانيون، مستخدمين وسم “#سيلفي_بالكمامة_والقمامة_خلفي”،  بالتقاط صور سيلفي وخلفهم مكب نفايات مع تحديد اسم المنطقة وارسالها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لعلنا نمسّ قليلا من حياء متبقٍ لدى المعنيين في هذا البلد الأمين.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *