ا يزال غرق السفينة “تيتانيك” أحد الحوادث التاريخية المليئة بالأسرار والألغاز، التي لم يتمكن أحد من فك طلاسمها، وذلك رغم مرور أكثر من مائة عام على الحادث.

كان على متن السفينة عشرات العرب والآسيويين، ومن بينهم لبنانيون ومصريون، ومنهم مصري نجا من الحادث، وعاد لبلاده سالمًا وهو حمد حسب بريك، واختفى منذ ذلك التاريخ.

ففي منطقة العمرانية جنوب القاهرة، يُقيم محمد عمار حفيد حمد حسب بريك، والذي روى لـ”العربية. نت”، جانبًا من سيرة جده وحكايته مع غرق تيتانيك.

قال محمد عمار الرجل الثمانيني، إن جده اسمه بالكامل حمد حسب بريك من أبناء منطقة كفر الجبل بالهرم، من مواليد العام 1864، وكان يمتلك 15 فدانًا من أجود الأراضي الزراعية بالمنطقة، مضيفًا أن جده كان يهوى السفر في شبابه لكافة دول العالم، وطاف عدة بلدان أوروبية، وعمل مترجمًا في شركة توماس كوك بمصر.

وأضاف عمار أن “توماس كوك” كانت تستعين بجدِّه للقيام بأعمال الترجمة للسائحين الأجانب الوافدين لمصر، فقد كان يجيد 3 لغات هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وخلال عمله تعرف على صديقه الأمريكي هنري هاربر الذي دعاه للسفر معه على متن السفينة “تيتانك”.

وعن معلوماته عن رحلة “تيتانيك”، ذكر عمار: “عاصرت جدي لسنوات، وكنت أجلس مع جدتي ووالدتي وسمعت منهما كثيرًا عما فعله جدي في تلك الرحلة”، مضيفًا: “كان الجد يهوى الجلوس في كابينة القيادة بجوار القبطان دائمًا في أي رحلة له، وفي يوم الحادث سمع الجد رسالة لاسلكية، وصلت للقبطان من قبطان سفينة أخرى قادمة في الاتجاه العكسي، تحذره من جبل جليدي، في المحيط على بُعد كيلومترات منه، وخلال ساعة اصطدمت السفينة بالفعل بالجبل الجليدي، ولكن القبطان اعتقد أن الاصطدام لم يؤثّر على جسم السفينة، فواصل رحلته”.

وأشار، إلى أنه بعد مرور فترة من الوقت اكتشف القبطان ميلًا في السفينة، وبالبحث تبين أنها تعرضت لثقب بسبب شدة الاصطدام، وبدأت تميل بسبب دخول المياه لجسدها، بل بدأت تتعرض للغرق.

وسرد عمار كيف أنقذ جده صديقه الأمريكي هاربر وزوجته، قائلًا: “حملهما على كتفيه، واستلّ قاربًا من قوارب النجاة، وهبط بهما في المحيط، بعد أن قام بقطع حبال القارب من السفينة”، مُشيرًا إلى أن جده ظل وصديقه وزوجة صديقه في القارب والمياه لمدة 3 أيام، حتى وصلت سفينة إنقاد، وانتشلتهم.

وأضاف، أن جده اختفى بعد إنقاذه 3 سنوات، ولم يعلم أحد حتى هذه للحظة أين كان يقيم في تلك الفترة، لافتًا إلى أنه في عام 1915، فوجئت الزوجة فاطمة الخربوطلي بزوجها حمد يطرق الباب ليعود إليهم بعد غياب 3 سنوات، وبعد أن علموا أن سفينته تعرضت للغرق وأنه ربما كان في عداد المفقودين.

ويكمل الحفيد أن جده ظل لبضعة شهور بعد عودته يعاني من حالة اكتئاب وانعزل عن الجميع، حزنًا على الضحايا الذين توفوا غرقًا، مضيفًا أن الجد وعقب استعادته لتوازنه النفسي أسس شركة سياحية، وحقق منها أرباحًا كبيرة.

كان حمد بريك وقت الحادث في الأربعينيات من عمره، وظل يروي لزوجته التي تنتمي لإحدى العائلات التركية كل تفاصيل رحلة تيتانيك، كما كان يروي لأبنائه وهم ولدان حسن، وعز الدين و4 بنات هن عطيات، وإحسان، وعايدة، ودلال، وروى الأبناء لأحفادهم ما فعله جدهم، وظلت تلك الروايات في ذاكرتهم حتى اليوم.

اشترى الجد ثلاثة منازل بمنطقة شبرا شمال القاهرة، ومصر الجديدة، والهرم، وكان لديه من المال ما يكفي لحياة جيدة لأبنائه وكان يقول لهم إنه يريد إسعادهم وأن يطوف بهم العالم كله.

توفي حمد بريك دون مرض على سريره في العام 1964 بعد أن تجاوز عمره الـ 100 عام، وظلت حكايته ورواياته عن رحلة تيتانيك تراثًا له، يتوارثه أحفاده جيلًا بعد جيل.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. لازالت احداث السفينة الحقيقيه غير معروفه لكن قلة ادب البشر مع الله جل جلاله مهلكه فمثلا كان يقال انها السفينة التي لاتغرق وقيل ان احد الملاحين قال هل يقدر الله أن يغرق هذه السفينة؟
    تعالى الله عما يقول علوا كبيرا .

    لفت نظري ان الرجل كان متزوج من تركيه . هذا كان يعني ان المجتمع المصري كان مندمج مع المجتمعات الاخرى من اتراك وشركس وشعوب اخرى في عهد الملكية اكثر منه الان .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *