تجددت الاشتباكات بين سكان حيين ينتميان إلى مذهبين إسلاميين مختلفين في مدينة غرداية “650 كلم جنوبي الجزائر” على خلفية نزاع قديم على مساحة أرض تضم مقبرة، كانت السلطات تعتزم إقامة ثانوية تعليمية عليها.

وبحسب شهود عيان فإن أكثر من 37 شخصا، بينهم 16 عنصرا من الشرطة، أصيبوا بجروح خلال المواجهات التي اندلعت قبل يومين بين سكان حيين متجاورين، هما حي ثنية المخزن، وهم عرب ينتمون الى المذهب المالكي، وسكان قصر مليكة وهم أمازيغ ينتمون إلى المذهب الأباضي.algeria

وبدأت الاشتباكات عندما حاول سكان الحي المالكي هدم حائط بهدف الاستيلاء على قطعة أرض بزعم أنها إرث لهم، تقع داخل مقبرة تضم موتى لهم، وتدخل ضمن أوقاف الحي الأباضي.

وتدخلت قوات الأمن الجزائرية بشكل سريع واستعملت القنابل المسيلة للدموع للفصل بين الطرفين المتنازعين، ووقف المواجهات التي أدت الى تفجير سياسة بعد إشعال النار بها وتحطيم سيارات أخرى، وتخريب محلات تجارية وممتلكات خاصة.

وأمر والي ولاية غرداية بعقد اجتماع طارئ مع عقلاء المدينة، وعلماء المذهبين المالكي والاباضي ، لبحث الفتنة الجديدة واحتوائها، وطالب عدد عقلاء مدينة غرداية وعقلاء السلطات بالتدخل العاجل لإيجاد حل عاجل ونهائي لقضية “المقبرة” التي تشعل فتيل الفتنة بين الأباضيين والمالكيين بين الفترة والأخرى.

ويسود المذهب الأباضي الذي أسسه عبد الله ابن أباض في مدن ولاية غرداية ومنطقة بني ميزاب، ويتكلم الأمازيغ لهجة محلية تسمى “الميزابية”.
فتنة قديمة متجددة

وتعرف منطقة غرداية منذ سنوات مواجهات متجددة ذات بعد عرقي وديني، بين أتباع المذهبين الاباضي من الأمازيغ والمالكي من العرب بسبب نزاعات على الأراضي والعقارات وخلافات الاجتماعية ولغوية وثقافية.

وكانت أعنف هذه المواجهات تلك التي اندلعت في 29 ديسمبر 2008، في مدينة برّيان بولاية غرداية التي يقطنها 45 ألف نسمة، وخلفت مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أربعة أشخاص وتوقيف 120 شخصا من قبل قوات الشرطة.

وتجددت المواجهات بين أتباع المذهبين في أبريل 2009، ما أدى الى مقتل شخصين وجرح أكثر من 25 شخصا وتخريب عدد من المحلات التجارية.

واعتبرت هذه الأحداث الأخيرة الأعنف والأخطر التي تشهدها الجزائر، كونها أول مواجهات ذات طابع عرقي ومذهبي تشهدها الجزائر منذ الاستقلال.

وكان اتفاق وقع بوساطة وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية يفي 29 يونيو 2010 قد أنهي جزئيا خلافات مذهبية مستمرة منذ عقود بين المجموعتين ، و يهدف الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين ممثلي ثماني عشائر من المذهب الاباضي و ثماني عشائر من المذهب المالكي الى تسوية نهائية للخلافات والصراعات الدامية المستمرة بين السكان العرب أتباع المذهب المالكي والسكان الأمازيغ أتباع المذهب الاباضي.

ويتكون الاتفاق من عشر نقاط تلزم الأطراف المعنية بالمصالحة النهائية والتعايش الدائم في اطار الأخوة والمواطنة ونبذ الفتنة، وحل المشاكل والخلافات بالحوار بين أعيان الطائفتان المسلمتان، وتجنب كل مظاهر العنف ومكافحة الآفات الاجتماعية والعمل على التهدئة في المنطقة وغرس ثقافة الوئام بين المواطنين.

ودعت السلطات الجزائرية أعيان المجموعتين الى العمل على اطفاء الفتنة والصراعات الطائفية وارساء المصالحة وترسيخ ثقافة التعايش السلمي، وحذرت من مخاطر هذه الصراعات على وحدة المجتمع ، وكذا من الاستغلال الخارجي لمثل هذه الأحداث والخلافات المذهبية للإساءة الى الجزائر.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ياربي تلطف بعبادك …

  2. finkom a siadi
    ha hantouma iwa 7ollo had l7erira lli 3andkom o dozo 3and jjiran
    machi khellah f stal wa ja itol

  3. هذه المنطقة تشهد مثل هذه المناوشات بين فترة والأخرى لكن لم تكن بهذه الحدة من قبل ………………..الجزائر

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *