رمم المسلمون التتار بعض بيوتهم وحولوها إلى مساجد في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا وإقليم الدونباس شرقها.

وقد بدأت ظاهرة التحويل هذه بالانتشار قبل عدة سنوات، مع تزايد أعداد التتار القرميين العائدين من بلاد المهجر إلى وطنهم بعد الاستقلال ومع محاولات استعادة الهوية الإسلامية بالنسبة لتتار كازان في الدونباس التي غيبتها الحقبة السوفياتية السابق.

وكان النظام السوفياتي قد هجر مئات الآلاف من تتار القرم في العام 1944 قسرا إلى دول شرق آسيا وشمال روسيا، وصادر ودمر معظم بيوتهم وأراضيهم ومساجدهم ومؤسساتهم التعليمية والدينية.

كما اتبع سياسة حل تتار كازان في المجتمع، من خلال منعهم من ممارسة تعاليم الدين، ونشرهم في أماكن عمل متفرقة في دوله، وتشجيعهم على الزواج من غيرهم.

ملاذ حصانة

ويجد التتار في تحويل البيوت إلى مساجد ملاذا أسرع وأرخص لتوفير محاضن للعبادة وممارسة تعاليم الدين، إذا ما قورن مع كلفة شراء الأراضي والبناء عليها من الصفر، والزمن اللازم لذلك.

كما يجدون فيها ملاذا يربطهم ويربط أبناءهم بدينهم وهويتهم، حيث إن المساجد غالبا تحتوي على صفوف لتعليم اللغة العربية والتترية والتربية الإسلامية.

وقال إمام أحد مساجد القرم الذي كان بيتا محمد ماموتوف إنه يتم اختيار بيت مناسب في القرى التي يكثر فيها التتار من حيث الحجم والمكان، مهجور أو معروض للبيع، ثم يتم شراؤه وإعادة بنائه أو ترميمه بحيث يصبح مؤهلا ليكون مسجدا مزودا بالمرافق اللازمة، وتضاف إليه مئذنة، وبعض مسحات الفن المعماري الإسلامي.

وقال ماموتوف إن التتار يسعدون بوجود المساجد في قراهم كسعادتهم بوجود المدارس، فهي رمز وحصانة لدينهم وهويتهم، تصبح أشبه بكتـّاب لتعليم اللغة والقرآن والدين.

مشروع ناجح

ويعتبر التتار أن مشروع “تحويل بيت إلى مسجد” من أنجح مشاريع الإغاثة الإنسانية التي تستهدف إنقاذ هويتهم من الذوبان السلبي في المجتمع، وتعزيز ارتباطهم بدينهم كأقليات إسلامية.

وقال رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية “الرائد” إسماعيل القاضي -وهو أكبر مؤسسة تعنى بالأقليات المسلمة في أوكرانيا، ومطلق المشروع قبل نحو عشر سنوات- إن فكرة المشروع أخذت من السيرة النبوية، عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع مع أصحابه الكرام في دار الأرقم قبل الهجرة، وفي فترة الضغط والشدة على المسلمين آنذاك.

وأضاف القاضي أن المشروع قوبل بترحيب واهتمام تتري واسع، لأنه كان حلا يوفر لهم المساجد من جديد، بدل تلك التي دمرها النظام السوفياتي، وهي سرعان ما تنشط بعد الافتتاح بالبرامج والدروس.

ويبلغ عدد المساجد في إقليم شبه جزيرة القرم حاليا قرابة 280 مسجدا، 80 منها هي بيوت حولت إلى مساجد، وعدد المساجد في إقليم الدونباس 16 مسجدا، 11 منها بيوت حولت إلى مساجد أيضا.

وكان إقليم القرم ولاية تتبع لدولة الخلافة العثمانية في أجزائها الشمالية مدة تقرب 200 عام، وكان يبلغ عدد المساجد فيه 4000 مسجد، وفق بعض المؤرخين.
المصدر: الجزيرة

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫12 تعليق

  1. شو ما اتعمل هيدا دين الله ومافي قوة بتقدر عليه لانه الله سبحانه وتعالى ، يعني الشيوعيين حاولوا وهلق غيرهم بيحاول وخلونا نشوف لمين النصر ن لدين الله او للشيطان !

  2. شو ما اتعمل هيدا دين الله ومافي قوة بتقدر عليه لانه الله سبحانه وتعالى ، يعني الشيوعيين حاولوا وهلق غيرهم بيحاول وخلونا نشوف لمين النصر ن لدين الله او للشيطان !
    copy

  3. subhan Allah
    mahma aemlu almuslim yezal muslim
    long time ago i read about an Algerian Muslim girl
    who had to uncover her head because the university in faransa wouldn’t accept her as a student unless she wouldn’t wear hijab
    she continued her study until the the graduation day
    she came to the university and was muhajabah
    that made all teachers and students got stun

  4. هكذا هم المسلمين يحافظون على دينهم و لا يغيرونه حتى و لو كانت حياتهم هي الثمن و لنا في المورسكيون الذين حافظوا على دينهم لقرون أمام محاكم التفتيش أكبر دليل.

  5. حسبي الله ونعم الوكيل بجرزان لينين ومزبلة الاتحاد السوفيتي الذي لم يخلف ورائه سوى التخلف والجهل في امور الحياه فقد عود هذا النظام المادي الكئيب مواطنيه على حياة روتنيه لا شكل لها ولا لون حيث كان يوزع المشروبات الكحوليه على الشعب لكي يبقى في كوكب اخر لا يفقه شئ بما يدور حوله هذا النظام الشيوعي المتخلف قد خلق اكثر من عيد واكثر من مناسبه في السنه لكي يتفرغ لها الناس ولا يتطرقون لامور اخرى كالسياسه والدين ولاقتصاد……الخ
    منع كل اشكال العباده وممارسة الطقوس الدينيه وهجر وقتل كل من له دين وخاصه مسلمو الاتحاد السوفييتي.لا اقول في هذا الحديث سوا
    ان الله متمم نوره ولو كره الكافرون والحمد لله على نعمة الاسلام والله اكبر, وتحيه لاخوانا المسلمين في شتى بقاع الارض.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *