تداول ناشطون إيرانيون، مقالا للمخرج الإيراني، حسین دهباشي، الذي يعمل حاليا كباحث في مرکز الأبحاث الاستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية الإيرانية، حيث نشر في صفحته على موقع “فيسبوك” موضوعا عن تزوير التلفزيون الإيراني لفيلم “الرسالة” الشهير للمخرج العربي الراحل مصطفى العقاد.

وحسب مقال دهباشي، فإن هناك تزويرا لأسماء الشخصيات والأبطال في الفيلم، واستبدالها بشخصيات أخرى، وأيضا حذف لبعض الجمل والعبارات، وإضافة جمل وعبارات وروايات أخرى بدلها، في عدة مقاطع ومشاهد من الفيلم بنسخته المترجمة والمدبلجة للغة الفارسية.

وحاول المدبلجون من خلال هذا التزوير إضافة أقوال وأحداث تتفق مع روايات المصادر الشيعية وإقحامها في النص من خلال تبديل الشخوص والأبطال، من أجل إضفاء الرؤية الشيعية لأحداث التاريخ الإسلامي لدى المتلقي الإيراني.
حذف اسم أبي بكر

وأول مقطع مزور يأتي عندما يسأل أبو طالب زيداً عن الأشخاص الذين علموا بهبوط الوحي على الرسول في قمة الجبل، فإن زيدا يجيب حسب ما جاء في الفيلم المدبلج بأن “زوجته خديجة وابنك علي”، بينما في النص الأصلي لفيلم الرسالة يجيب زيد: “خديجة وعلي وصديقه أبو بكر”، غير أن الإيرانيين قاموا بحذف اسم أبي بكر في الدبلجة.

وفي المقطع الثاني تمت إضافة عبارات في مدح علي بن أبي طالب في مشهد الليلة التي نام فيها في فراش الرسول، حيث لم تكن تلك العبارات موجودة في النسختين العربية والإنجليزية لفيلم الرسالة.
حذف اسم عمر بن الخطاب

أما المقطع الثالث فهو حول بدء الأذان عند انتهاء البناء من مسجد النبي في المدينة، حيث يقول حمزة بن عبد المطلب إن “المسجد ينقصه شيء حتى يجتمع الناس حوله”، وجاء في المقطع الإيراني المدبلج بأن عمار بن ياسر قال له إن “صوت مؤمن يؤذن لله.. كما أذن علي بن أبي طالب أول مرة في الكعبة”، غير أنه في النص الأصلي للفيلم يقول عمار إن “صوت مؤمن يؤذن للصلاة، كما يشير عمر بن الخطاب وطائفة من المسلمين”، والملاحظ أنه تم حذف اسم عمر بن الخطاب واستبدل باسم علي بن أبي طالب.
حذف اسم أبي بكر مرة أخرى

وفي المشهد الرابع، يتم حذف اسم أبي بكر مرة أخرى عندما يبلّغ عبدالله بن أبي سرور المهاجرين، حول ما فعلته قريش بأملاكهم في مكة، فيقول عبدالله في الفيلم المدبلج: “لقد باعوا متجر أصحاب النبي وبيته. كل ما كنتم تملكونه صودر وبيع”، بينما النص الأصلي هو “متجر أبي بكر تم بيعه.. حتى منزل النبي لم يسلم”، والملاحظ أنه تم استبدال اسم أبي بكر بكلمة “أصحاب النبي”.
تصرف غير مهني وغير أخلاقي

وعلق ناشطون إيرانيون على هذا التزوير بأنه يدل على هيمنة العقلية الطائفية المتزمتة لدى القائمين على التلفزيون الإيراني إلى حد يجعلهم أن يزوروا الوقائع التاريخية حتى في الأفلام السينمائية.

وانتقد آخرون هذا التصرف الذي وصفوه بغير المهني وغير الأخلاقي، وطالبوا التلفزيون الإيراني بأن ينتج فيلما عن الرسول بنفسه وفق الروايات الشيعية، إن لم يقبل النصوص التي تم إنتاج فيلم الرسالة على أساسها، بدل أن يقوم بالتلاعب والتزوير بالفيلم نفسه.

ويقول متابعون إن هيئة الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام الرسمية في إيران كلها تخضع تحت هيمنة المرشد والقوى اليمنية المتشددة المقربة منه، وبالتالي فإنها تعمل وفق نهجهم كسائر الدول الديكتاتورية، حيث تروّج وسائل الإعلام لرؤية وسياسات النظام الحاكم، وتسوغها من أجل التأثير في الجماهير بما يتوافق مع سياستها، ويدعم مواقفها دائماً، ومطاردة كل من يقف في وجهها أو يحاول انتقادها.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. أولا: إيران طول عمرها تعيش على تزييف الحقائق لأن مذهبها متناقض ومذهبها مزيف فلا تعرف أن تعيش إيران إلا على الخداع والتزييف لكي تخدع أتباعها .
    ثانيا: إيران تشر عن الكذب يعني الإيرانيون الذين هم على غير مذهب أهل السنة والجماعة يجعلون الكذب حلال ومسموح في شريعتهم إن كان يصب في مصلحتهم ومصلحة مذهبهم المتناقض.
    ثالثا: هل تذكرون حين زار الرئيس المعزول محمد مرسي إيران وتكلم باللغة العربية وأخذ المترجم الإيراني يترجم كلام محمد مرسي بما تشتهي الرئاسة الإيرانية وغيروا في كلام مرسي المترجم إلي الإيرانية وزيفوا كلام مرسي لكي يأتي على مزاجهم وبعد أن اكتشفنا الأمر زعمت إيران بأنه خطأ غير مقصود ؟
    رابعا: حتى عندما تقوم إيران بعمل مسلسلات عن الأنبياء والرسل وطبعا هم يظهرون الأنبياء والرسل وهذا حرام فتجد إيران تغير بحقائق إسلامية لتصب في مصلحة مذهبهم المتناقض المزيف فلقد قرأت بأنهم عملوا مسلسلا عن أحد الأنبياء فعندما واجه النبي مشكلة جعلوه يدعو الله تعالى بسيدنا محمد وبآل البيت لكي يدعمون فكرتهم بالاستعانة بغير الله تعالى !!! ما هذا الكذب والتزييف . وعلى فكرة فإن الرسل والأنبياء بريئون من مذهب إيران وبريئون من كذب إيران وزيفها وخداعها .
    إيران ومذهبها المزيف هم أسياد الكذب والتزييف واللف والدوران .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *