يتجدّد النقاش في الشارع الجزائري بخصوص ما تقدمه القنوات التلفزيونية الحكومية والخاصة في شهر رمضان، ويكثر الجدل حول ما يُعرض من مضامين برامج شاشات التلفزيون في الشق الدرامي على قلته والكوميدي على وفرته في وقت تعاني فيه القنوات وضعاً مالياً حرجاً بسبب شحّ الإعلانات نتيجة الأزمة الاقتصادية التي ضربت الجزائر واستدعت الحكومة اتباع سياسة التقشف.
مأزق في برامج “الكاميرا الخفية

وتواجه برامج “الكاميرا الخفية” التي تُعرض على القنوات الخاصة مأزقاً خطيراً بسبب عدم وضوح الخطوط الضابطة لدى سلطة السمعي البصري وكانت ذات الهيئة قد منعت بث برامج “الكاميرا الخفية” في العام الماضي بسبب “ترويع المشاهد”، وتعاني هذا العام من انتقادات عديدة.

ويرى الكاتب عبد الكريم قادري في تصريح لـ”العربية.نت” أن “معظم برامج الكاميرات المخفية تتحامل على الضيف والجمهور معا ولا تقدم له أي إبداع في المقلب، ما عدا “التجربة” التي يقدمها أنس تينا الذي كان ذكياً وانتصر من خلال مقالبه موضوعاتيا”.

وقد أحدث برنامجين لغطاً كبيراً لدى المشاهد ويتعلق الأمر ببرنامج “رانا حكمناك” التي تم بثه على قناة النهار الجزائرية وبرنامج “راب نيوز” الذي يبث على قناة الشروق حيث تضمّنا “استهزاء بـعلماء دين”.

يقول الإعلامي عبد العالي مزغيش في حديث مع “العربية.نت” إن “المسؤولية الأخلاقية تتطلب رؤية لا تخرج عن النسق المتفق عليه المبني على احترام الرموز الدينية وشيوخ العلم”.
برامج بلا دراما

وقد افتقرت برامج القنوات الجزائرية في رمضان إلى الأعمال الدرامية ما عدا التلفزيون الحكومي الذي أنتج مسلسلين، الأول “قلوب تحت الرماد” والثاني “أمود”، وتضمن العملان بحسب النقاد جملة أخطاء على مستوى السيناريو والأداء والحوار وحتى بعض التفاصيل التقنية، لم تساهم في الارتقاء بذائقة المشاهد، ويعتبر السيناريست رابح ظريف في حديثه لـ”العربية.نت” أن “برامج القنوات التلفزيونية الجزائرية، سواء كانت عمومية أو خاصة، تميزت بنقلة نوعية في الصورة، لكن التركيز على الجانب التقني جاء للأسف على حساب النصوص التي نجدها ضعيفة في أغلب البرامج “.

ويعتبر ظريف أنه “سواء تعلق الأمر بالأعمال الكوميدية أو الدرامية فإنها تفتقد إلى الجدية والجوهر الذي يمنح قيمة مضافة للمشاهد الجزائري”.
الكوميديا والفكاهة مُخيّبة للآمال

وبرغم أن الكوميديا حازت على مساحة أكبر في برامج القنوات الجزائرية من حيث الإنتاج لكنها تلتقي في نمط واحد تراه الإعلامية آسيا شلابي مخيباً للآمال: “للأسف لقد خيبت آمال المشاهد الجزائري وغردت خارج سرب الواقع وجنحت إلى المبالغة، رغم توجه بعض المنتجين إلى أعمال ارتقت تقنياً وافتقرت في مجملها لسيناريو جيد”.

ويضرب الكاتب عبد الكريم قادري مثالاً عن سلسلة “عائلة هاي تاك” الذي يلعب بطولته الممثل المحلي لخضر بوخرص، الذي أسّس لنفسه عبر السنوات الماضية لشخصية معينة أصبحت مكررة في كل أعماله”.

أخفق البرنامج الفكاهي الساخر “تحت السطح ” في الحفاظ على ذروة المشاهدة في البرايم تايم لهذا الموسم ويعتبر البعض أن الأسباب ترجع إلى حلقاته بدت مبعثرة وموجهة بشكل أضحى فيه للبرنامج هدف سياسي أكثر منه فني، بينما لم تبلغ بعض الأعمال الحد الأدنى من المشاهدة ومنها “بوزيد داي” و”عايلة هاي تك” و B73 وغيرها.

ويعتقد المخرج الجزائري محمد زاوي أن حالة سوق برامج التلفزيون لشهر رمضان التي تبثها القنوات لا تخضع لدفتر شروط سليم بل إن أغلب المنتجين يبحثون عن الربح السهل”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *