بسبب العقوبات الرادعة والقوانين المشددة التي أقرتها مصر مؤخراً، خفت إلى حد ما ظاهرة التحرش وقلت وتيرتها لكنها ظلت موجودة وإن كانت قليلة وعلى استحياء، خاصة مع انتشار أفراد الشرطة السرية في جميع الشوارع والميادين والحدائق العامة لضبط المتحرشين.

https://www.youtube.com/watch?v=u6ZqJMLQPUQ

لكن هذه الظاهرة انتقلت من مرحلة اللمس والشد والجذب والمضايقات والإمساك بأجساد الفتيات لمرحلة أخرى تعتمد على الاعتداء اللفظي والاحتكاك المبرر في الشوارع المزدحمة، لكنها تشتد أكثر في المناطق الشعبية حتى وصلت إلى مرحلة الدعوة للسهرات الخاصة.

وقامت “العربية.نت”، من خلال هذا الفيديو، برصد رحلة معاناة فتاة مصرية مع التحرش منذ خروجها من منزلها في طريقها إلى عملها وحتى عودتها، خلال مسافة زمنية تبلغ 10 ساعات كاملة، تعرضت خلالها لمضايقات لفظية والتهمتها نظرات بعض الشباب بل بعض الرجال كبار السن، إضافة للباعة الجائلين عندما حاولت التسوق من أحدهم، فضلاً عن تحرش سائق تاكسي بها ودعوته لها للذهاب معه لقضاء سهرة خاصة.

بدأت الرحلة الساعة الثانية عشرة ظهراً وانتهت في العاشرة مساء، وكما هو موضح في الفيديو تبدو الفتاة طبيعية مثلها مثل أي فتاة مصرية.. ملابسها عادية, غير لافتة للنظر, تنتظر حافلة تقلها لعملها وتسير في الشوارع من دون تصنع أو تكلف.

سارت في قلب القاهرة ورغم أن العيون كانت ترمقها إلا أن أصحاب هذه العيون كانوا يخشون التحرش بشكل كامل، فاكتفوا بالنظرات وبعض الكلمات مثل “صباحك عسل”، “أنت تايه يا جميل”، “شكلك سرحانة ومش عارفة إنتي رايحة فين”، … وهكذا.

لكن الأمر اللافت للنظر أن بعض السيدات كن ينظرن للفتاة باستغراب شديد، وأحد الأزواج كان يسير مع زوجته حاول اختلاس النظرات لها سريعاً.

وعند عودتها لمنزلها في منطقة بعيدة جنوب القاهرة، تعرضت لمضايقات أخرى كانت أكثر حدة، كما تعرضت لاعتداءات لفظية كانت قاسية. وحاول سائق تاكسي يبدو من لهجته أنه من محافظات الصعيد أن يستوقفها لتستقل سيارته وتقضي معه سهرة خاصة، كما كانت عيون الباعة الجائلين وغالبيتهم من الشباب والصبية تلاحقها أينما كانت وظلت على هذا النحو حتى وصولها لمنزلها.

وفي حديثها لـ”العربية.نت”، قالت الفتاة إنها تتعرض لمثل هذه التحرشات يومياً، وأكدت أنها بالفعل أقل بكثير مما كان يحدث سابقاً، لكنها لم تنتهِ ولن تنتهي خاصة عند محطات المترو ومواقف السيارات الأجرة وأمام المدارس والجامعات.

وأضافت أن الظاهرة تزداد في الأعياد والمناسبات القومية وبعض التظاهرات وأمام دور السينما والحدائق العامة لكنها في الأيام العادية قليلة بسبب التشديدات الأمنية وانتشار الشرطة السرية والعقوبات المغلظة التي أصبحت تلاحق المتحرشين.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *