استنكرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، في بيان لها ما قالت إنه “تجاوزات”، في إشارة إلى حلقة برنامج “لمن يجرؤ فقط” الأخيرة التي بثت ليلة الأحد على قناة “التونسية” المحلية.

واعتبرت النقابة أن مقدم البرنامج “سعى إلى تقديم الإرهابيين في صورة الضحايا” وتبرير الإرهاب، في ما اعتبرته “إساءة بالغة إلى عائلات الشهداء وإلى الشعب التونسي”.

وكان البرنامج قد استضاف والد كمال القضقاضى، المتهم بقتل شكري بلعيد، الذي قتل مؤخرا في مواجهات مع قوات الأمن، وقد دافع الوالد عن ابنه ووصفه بالشهيد مؤكّدا أنه تعرّض لغسيل دماغ.l

وفي ذات الحلقة انتقد المحامي حسن الغضبانى روايات وزارة الداخلية بخصوص عملية “روّاد” التي قتل فيها القضقاضي واعتبر أن القضاء هو الفيصل وهو الجهة الوحيدة الذي يمكن أن تعطي صفة “الإرهابي” لكمال القضقاضى.

وعلّقت نقابة الصحفيين التونسيين على هذه الحلقة قائلةً إنه “لا حياد مع الإرهاب والإرهابيين أعداء تونس وأعداء الحرية والديمقراطية”، داعيةً “إلى الحذر في التعاطي مع ملف الإرهاب”.

كما حذرت النقابة “من خطورة المال السياسي الفاسد في بعض المؤسسات الإعلامية ولهث البعض منها وراء تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة وجلب المستشهرين معتمدين على الإثارة وضاربين عرض الحائط بالضوابط المهنية”.

كما اتهمت النقابة قناة التونسية التي يعرض عليها البرنامج بأنها “تقوم بتبييض الإرهاب والتطبيع معه”.

وفي تصريح لـ”العربية.نت” تساءلت الناشطة السياسية رجاء بوسلامة: “ما معنى استضافة والد إرهابيّ دمويّ يستمتع بذبح البشر في حلقة تلفيزيونية؟”.

وأضافت بوسلامة أن “محتوى البرنامج كله فيه تبرئة للإرهابيين بعد تبرئة غيرهم من المساهمين في البؤس الذي نحن عليه”، مشيرة إلى أنه سيساهم في “بعث البلبلة في نفوس التونسيين بحيث يصبح القاتل المجرم “شهيدا” أيضا”.

كما دعت عدة صفحات على موقع “فيسبوك” الى حملة لمقاطعة برنامج “لمن يجرؤ فقط”. ومن جهته اعتبر الناطق الرسمي باسم الاتحاد الوطني لنقابات الأمن التونسي، عماد بلحاج خليفة، أن “البرنامج مثّل إساءة لأرواح شهداء قوات الأمن في مواجهة الإرهاب”.

من جهته، نشر مقدم البرنامج بلاغا أكد فيه أن “تصريحات الضيوف هم المسؤولون عنها، وهم أحرار في التعبير عن آرائهم وصياغة مواقفهم مهما كانت توجهاتهم.. ولا أتدخل في ذلك ولا أقصي أي رأي من حوار فيه كل الأطراف.. وعندما مجد أحد الضيوف بن لادن واجهته وعارضته”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *