لفت برنامج ساخر في قناة محلية جزائرية الأنظار منذ بداية شهر رمضان بفعل كسره للتابوهات السياسية وتعرضه بالنقد اللاذع للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة عبد المالك سلال والوزراء والمسؤولين ورؤساء الأحزاب والفنانين والشخصيات العامة في الجزائر.
ويعرض برنامج “جرنان القوسطو” ويعني باللغة العربية “جريدة المزاج” في قناة “الجزائرية” التي تبث من فرنسا، ويعتمد بشكل أساسي على الأخبار التي تنشرها الصحف الجزائرية، ويسجل البرنامج ويذاع في نفس اليوم.

ويقوم البرنامج على فكرة تجسيد ساخر وحي لشخصية عامة، يتم استضافتها في الأستوديو، ووضعها قيد النقد الساخر، عبر التعرض لتصريحاتها ونشاطاتها وسلوكاتها العامة.

وتعرض البرنامج إلى مرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفيلقة، وإلى عودته للجزائر، وقدم صورة كاريكاتورية عن إدارة البلاد عن بعد من المستشفى في فرنسا، كما جسد شخصية وزير الصحة عبد العزيز زياري، وقدمه في صورة المسؤول عن عدم توفير مستشفى يليق بالرئيس.j
الوزير الأول لا يحسن سوى النكتة

وسخر “جرنان القوسطو” في حلقة ماضية من الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال بشأن معلومات يتم تداولها بشأن ترشيحه للانتخابات الرئاسية عام 2014، واعتبر أن الوزير الأول لا يحسن سوى النكتة.

وينتقد البرنامج قادة الأحزاب السياسية في الجزائر، وجسد في حلقة الاثنين زعيمة حزب العمال (يساري) لويزة حنون، وانتقد تحول مواقفها من المعارضة إلى دعم سياسات الرئيس بوتفليقة.

ويخصص البرنامج فقرة للأحداث الدولية، وأظهر في إحدى الحلقات ممثلا يتقمص شخصية جندي فرنسي يشارك في التدخل الفرنسي في شمال مالي وكان يقوم بالحفر، ويدخل في حوار مع مبعوث خاص للبرنامج، وينتهي إلى اعتراف الجندي الفرنسي بأنه لا يبحث عن عناصر القاعدة في مالي، ولكنه يبحث عن النفط والثورات، وهي رسالة ذات مضمون سياسي عميق.

ويشمل البرنامج فقرة للأحداث الرياضية، وانتقد البرنامج في إحدى الحلقات مشاركة اللاعب الجزائري أمير سعيود مع ناديه البلغاري في مقابلة ضد نادي حيفا الإسرائيلي، كما انتقد تلاعب رئيس الفدرالية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة.

وخص البرنامج التيارات الدينية بنقد لاذع، وتعرض لرؤساء الأحزاب الإسلامية في الجزائر، وهو ما جعل أطرافاً ترى في البرنامج نوعا من التحلل السياسي والأخلاقي.
محاولة جادة لنقد الواقع السياسي

ويضم البرنامج تسعة ممثلين شبان، تم اكتشافهم من قبل نفس القناة خلال السنة الماضية، وخلال برنامج مسابقة لمواهب تمثيل شبيه ببرنامج ستار أكاديمي.

وقال نجم البرنامج كمال عبدات لـ”العربية نت”، إن “جرنان القوسطو” هو محاولة جادة لنقد الواقع السياسي والاجتماعي في الجزائر، وكسر الطابوهات السياسية التي ظلت تسيطر على البرامج الفكاهية.

وقال نبيل عسلي، وهو ممثل سنمائي محترف والمقدم الرئيسي، “إن البرنامج يستمد مواضيعه من الأحداث المتلاقة في الجزائر والعالم، ونحن نحاول أن نقدم نقدا للواقع في شكل ساخر وجاد، بعيداً عن الابتذال والضحك المبالغ فيه”.

ويعتبر المصمم الفني عبد القادر بن خالد، أن هذا البرنامج يعد من أفضل البرامج الفكاهة في برامج رمضان في القنوات الجزائرية، “اكتشفت البرنامج بعد ستة أيام من رمضان، وجدت أنه الأفضل على الإطلاق، البرنامج ذو مواضيع جيدة، والأكثر من ذلك جريئة جداً، وليس فيه تكلف في الضحك”.

وكتبت الصحف الجزائرية عن البرنامج، وقالت صحيفة “الجزائر نيوز” إن “جرنان القوسطو” يمثل جرعة عالية من الجرأة في النقد السياسي، وتسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية والسياسية.

ويعد البرنامج تطوراً للنقد السياسي الساخر في الجزائر، بعد موجة رسامي الكاركاتير في الصحف الجزائرية خلال العقدين الماضيين، الذين تعرضوا بالنقد الساخر لكل الشخصيات والظواهر السياسية والاجتاماعية في الجزائر.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *