سي ان ان — أوصت لجنة صناعة السينما والتلفزيون في سوريا المنتجين السوريين بتجنب تضمين الأعمال الشامية أي صورة لأول علم رفعته سوريا إبان استقلالها في العام 1946، والذي اعتادت الجهات الرسمية تسميته بـ”علم الانتداب” منذ اندلاع الأزمة في البلاد، وذلك بعد اتخاذ المعارضين من هذا العلم رمزاً للثورة، كما دعت اللجنة إلى تلافي ذكر عبارة “ثوّار الغوطة”، أو أي “ثوار”، في الحوارات التلفزيونية السورية مستقبلاً.

ووردت تلك التوصيات في وثيقة صدرت بتاريخ 22-12-2013، تم تسريبها على موقع “فيسبوك” مؤخراً، ومما جاء فيها: “حرصاً من لجنة صناعة السينما والتلفزيون على عدم تورطكم بشراء نصوص، ودفع ثمنها، ومن ثم عدم الموافقة عليها، أو طلب تعديلها من قبل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، نورد لكم فيما يلي الملاحظات الواردة من وزارة الإعلام في كتابها المقدم للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون برقم 2411 وتاريخ 11/12/2013، بالنسبة لتصوير الأعمال التلفزيونية (البيئة الشامية)، حيث يتعهد المخرج والمنتج بالتأكيد على ما يلي: لا صورة لعلم الانتداب (العلم السوري السابق)، لا ذكر لعبارات (ثوّار الغوطة، أو ثوّار أي مكان آخر)، الشيخ ليس مرجعية بمفرده…)gal.flag.bab.hara.jpg_-1_-1

كما أوصت الوثيقة أيضاً صنّاع تلك الأعمال التي تلقى رواجاً كبيراً في العالم العربي بـ”التركيز على دور المرأة الحضاري، ودور العلم والتعليم والمثقفين، وتظهير الجانب الحضاري، وليس المتخلف لدمشق.”وربما يتفق معظم المثقفين السوريين مع التوصيات الثلاث الأخيرة التي وردت في الوثيقة، باعتبارهم كانوا يتهمون هذا النوع من الأعمال بالترويج لصورة متخلفة عن المجتمع الدمشقي مطلع القرن العشرين، وتحويل يومياته إلى ثرثرة نساء، ومناكفات بين “زعران.”

إلا أن البندين المتعلقين بعدم إظهار علم سوريا السابق في مسلسلات البيئة الشامية التي يتم إنتاجها مستقبلاً، أو عدم تمجيد الثوّار، لايخفي أغراضاً سياسية وراءهما، بررها البعض بـما يمكن تلخيصه بـ”رهاب الثورة”، خاصّة أن هناك من حمّل الأعمال الشامية، ولاسيما “باب الحارة” في بداية “الأزمة السورية” مسؤولية بناء ذهنية معينة لدى شرائح من المجتمع السوري، كان لها – على حد قولهم- تأثيرها السلبي في مجريات مايحدث بالبلاد، حيث أعادت الكثير من المظاهر الاحتجاجية ضد السلطة إنتاج بعض مشاهد هذا المسلسل في مواجهة المحتل الفرنسي.والملفت أن هذا القرار أتى بعد منح موافقة الرقابة السورية على تصوير جزئين جديدين من “باب الحارة” في دمشق، وإعلان صنّاع العمل في وقتٍ لاحق بأن التصوير سيكون بالكامل في سوريا، ما يفتح باب الأسئلة مجدداً حول مقولات أحدث نسخ هذه السلسلة الشاميّة الشهيرة، التي طالما تغنت ببطولات الثوار، في مواجهة جنود الاحتلال، وأعطت لشيخ الحارة مكانة متميزة ومقدّرة بين أبنائها.

كذلك تدور الأسئلة حول مصير عشرات الأعمال التلفزيونية السورية التي تغنت ببطولات الثوّار في مواجهة الانتداب الفرنسي، وأعلَتْ قيمة الاستقلال، وعلمه فوق كل علم، خاصة مع بروز اتجاه مؤخراً بإعادة مونتاج واقتطاع مشاهد مماثلة من مسلسلات سورية سابقة، والتي تعيد قنوات الإعلام الرسمي السوري بثها خلال هذه المرحلة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. رجعت حليمه لعادتها أسوأ مما كانت ،
    طيب العلم ممكن الاستغناء عنه انما كيف بيستغنى عن اسم الثوار باي زمن من الازمان وباي نص سينمائي وان كانت القصه عم تحكي عن الثورة يعني ممكن يقولو لما يزكروهم بالنص ويحطو بدلها تووووووت ويمررو الكلمه الي بعدها عادي وخاصة انه هالكلمه مالها مرادف بوقتنا الحالي الا كلمة مقاوم والاحسن نسف هالمسلسلات من اساسها وبلاها وجعة الراس والعيش على امجاد ماتت وما عادت ترجع

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *