يتزايد الازدحام في محلات بيع الحلويات في شارع محمد الخامس، في قلب العاصمة الرباط، بحثاً عن آخر فرصة للحصول على قالب حلوى الاحتفال برأس السنة الميلادية، فالليلة غير اعتيادية بالنسبة لغالبية الأسر المغربية، من التي تحتفل بالسنة الجديدة بقطع الحلوى ومشاهدة سهرات التلفزيون، وكؤوس الشاي الأخضر أو المشروبات الغازية أو أنواع العصير.

الحطبة
فإلى جانب الذين يختارون الخروج من المنزل للسهر في الملاهي الليلية أو المطاعم، تشير التقديرات غير الرسمية في المغرب إلى أن غالبية الأسر تقضي ليلة رأس السنة الميلادية في المنزل، في أجواء عائلية، خاصة في ظل البرد القارس الذي تعرفه المملكة المغربية.
وتحرص شرائح عريضة في المجتمع المغربي على الاحتفال بليلة رأس السنة الهجرية والميلادية، على الرغم من اختلاف تفاصيل كل احتفال، إلا أن الثقافة المغربية تظل مرحبة بجميع المناسبات التي تدفع للاحتفاء.
في محل “مربع الشوكولاتة السوداء” في العاصمة الرباط، يحكي الحلواني خالد، لـ”العربية.نت”، قصة أسبوع طويل من العمل المتواصل للاستجابة للطلبيات التي أودعها زبائن المحل من الراغبين في الحصول على قالب حلوى ليلة رأس السنة الميلادية، وخاصة حلوى “الحطبة”. ويوضح الحلواني أن الزبائن متشددون في الجودة، ومنهم من يحب قالب حلوى من الشكولاتة، فيما آخرون يحبذون الفواكه الجافة، أما شريحة ثالثة فتبحث عن قالب حلوى من الفواكه الطازجة.
ويقدر الحلواني خالد أنه أعد حوالي 200 قالب حلوى من نوع “الحطبة”، وتتراوح الأسعار بين 8 دولارات و20 دولاراً، وأغلى قالب حلوى هذا العام وصل وزنه إلى 5 كيلوغرامات، بثمن 60 دولاراً أمريكياً، يتكون من الفاكهة الجافة واللوز.
وبالنسبة للحلواني فإن هذه السنة أفضل من الماضية، بالنسبة لحجم الإقبال، وعدد قوالب الحلوى التي أشرف على إنجازها بخبرة مهنية تقارب العقد الكامل من الزمن.
وتمر ساعات المساء الأخير من العام 2012، في استقبال وتلبية طلبات الباحثين عن حلوى “الحطبة”، التي أتت للثقافة المغربية من الفرنسيين الذين استعمروا المغرب خلال النصف الأول من القرن العشرين.
ونجحت “الحطبة” في الانتصار في احتفالات رأس السنة الميلادية على الحلوى التقليدية المغربية، التي حافظت على مكانتها في باقي الاحتفالات خاصة الدينية منها.
والتسمية هي ترجمة لكلمة فرنسية “la buche”، وتحكي الأسطورة أن بابا نويل بحث عن قطعة خشب كبيرة الحجم من أجل ليلة الميلاد، ليستعمل الحلوانيون السياق الثقافي في صناعة حلوى طويلة تشبه في شكلها الخارجي قطعة الخشب أو قطعة الحطب المستعمل في التدفئة، خاصة أن اللون الرمادي يتقاسمه الخشب و الشوكولاتة، قبل أن يتفنن الحلوانيون في إضافة لمسات وأشكال جديدة مع الحفاظ على البنية الخارجية التي تشبه قطعة حطب التدفئة خلال الشتاء.
وفي إجابات قصيرة من مغاربة اقتنوا حلوى “الحطبة”، كان الإجماع على أن “المناسبة احتفال بسنة ميلادية جديدة”، ولـ”جمع العائلة حول مناسبة سنوية تأتي في ليالي الشتاء الباردة”، ما يجعل “تناول قطعة حلوى مع كأس شاي يدفئ القلب والروح ويزرع الفرح بين الأسر” التي تجتمع في مثل هذه المناسبات الجميلة.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *