يستخدم مقاتلو “داعش” استراتيجية إعلامية ناجحة، تقوم على نشر مقاطع الفيديو والصور المدروسة سلفاً، من أجل استقطاب التأييد لهم على المستوى العالمي، ومن أجل استقطاب مزيد من المقاتلين من فئة الشباب، وخاصة من الغرب.

وتبين أن لدى “داعش” خبراء في الحملات الدعائية يقومون بإنتاج أفلام الفيديو القصيرة التي يتم فيها استخدام تقنيات عالية المستوى، ومؤثرات بصرية وصوتية، لا تتوافر إلا في “هوليود”، حيث يتم بواسطتها إنتاج أفخم وأهم أفلام السينما العالمية.
الاستخبارات الأميركية والبريطانية تحاول تحديد هوية قاتل جيمس فولي

ونقلت جريدة “التايمز” البريطانية عن خبراء قولهم إن المؤثرات التي يتم استخدامها من قبل “داعش” في الفيديوهات هي نفس تلك المستخدمة في “هوليود”، وخاصة تلك المستخدمة في سلسلة (Let’s Go) التي تخاطب الشباب الغربيين، وتدعوهم إلى الهجرة من أجل القتال في صفوف “داعش” بسوريا والعراق.
مواد فيلمية سريعة وأناشيد دينية

وبحسب الخبراء فإن سلسلة الأفلام القصيرة التي أنتجها “داعش” وبثها على الإنترنت، وتبلغ مدة كل واحد منها خمس دقائق، يتم فيها استخدام نفس التقنية والأسلوب المستخدمين في إنتاج الأفلام السينمائية في هوليود، وهو أسلوب يقوم على المونتاج السريع والإثارة، مع عرض مقاطع تتضمن عنفاً مرافقة لموسيقى سريعة، تشد المشاهد وتلفت نظره وتوصل الرسالة إليه سريعاً.

ويقول شيراز ماهر، الباحث في المركز الدولي لدراسات التطرف “إن داعش تمكن من إنتاج الفيديوهات الأفضل على الإطلاق، وبصورة متكررة منذ البداية، وليس فقط في الآونة الأخيرة”.
داعش يذبح عنصراً من البيشمركة مهدداً البرزاني

وأضاف: “إنهم يستخدمون مواد فيلمية سريعة، ويترافق معها أناشيد دينية تحفيزية”، وهو الأسلوب الذي يستخدمه منتجو الأفلام في “هوليود”، حيث يتم إنتاج أفلام العنف بأحدث الوسائل والطرق.

وكانت “داعش” قد بثت فيديو مدته خمس دقائق، ويتضمن مقابلة مع شاب كندي تحول إلى الإسلام، وانضم إلى “داعش”، ويبلغ من العمر 24 عاماً، حيث يظهر في الفيديو ترويج للشاب الذي قتل في المعارك بسوريا، في الوقت الذي يتضمن فيه صوراً لحياته اليومية عندما كان في كندا، حيث كان يعيش حياة طبيعية، كتلك التي يعيشها ملايين الشباب في العالم الغربي، في دعوة مباشرة إلى هؤلاء الشباب من أجل اللحاق به والقتال في صفوف “داعش”.

ويقول الشاب ويُدعى أندرو بولين في الفيديو “قبل أن آتي إلى سوريا، كان لدي مال، وكان لدي عائلة، وكان لي أصدقاء جيدون، وزملاء في العمل، وكنت أحصل على راتب شهري قوامه ألفا دولار، في وظيفة جيدة جداً جداً”، إلا أن الفيديو ينتهي بصور يظهر فيها الشاب الكندي وهو يقود إحدى المعارك لصالح “داعش” قبل أن يموت فيها.

ويقول الخبراء في مجال الإعلام إن “داعش” نجح في حربه الإعلامية، حيث تنشر على الإنترنت مواد فيلمية مدروسة، سواء ما يتم استخدامه لاستقطاب مزيد من الشباب والمقاتلين، أو تلك المواد المرعبة التي يتم استخدامها في تخويف الأعداء والخصوم لدفعهم إلى الهروب؛ خوفاً قبل أن يتم قطع رؤوسهم بالسكاكين في حال وصل مقاتلو “داعش” إلى المناطق التي يتواجدون فيها.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *