مدينة Rouen التي اقتحم مسلحان كنيستها، وأحدهما ذبح قسيسها صباح اليوم الثلاثاء، هي التي أبصر فيها الرئيس الفرنسي فرنسوا  أولاند النور قبل 62 سنة، وفق موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، وربما اختارها المنفذان للعملية الإرهابية التي انتهت بمقتلهما برصاص الشرطة فيما بعد، لإحراجه هو بالذات، ولإيصال رسالة دموية الطراز، بأن يد الإرهاب المتأبط شرا بفرنسا يمكنها الوصول حتى إلى مسقط رأسه وعتبة داره.

المدينة الواقعة على ضفة نهر “السين” الشهير، والبعيدة في الشمال الفرنسي 123 كيلومتراً عن باريس، كانت سابقاً العاصمة التاريخية للنورماندي، وهي الآن عاصمة Seine-Maritime أو مقاطعة “مصب السين” التابعة لمنطقة  النورماندي نفسها، وربما في كنيستها Saint-Etienne-du-Rouvray تم تعميد فرنسوا أولاند مسيحياً بعد ولادته في 12 أغسطس 1954 في المدينة البالغ عدد سكانها حالياً 114 ألفاً، من دون ضواحيها.

صورة في روان لفرنسوا أولاند بعمر 4 سنوات، ثم والده المتقاعد ووالدته الراحلة
صورة في روان لفرنسوا أولاند بعمر 4 سنوات، ثم والده المتقاعد ووالدته الراحلة

أيضاً ولد في 1923 بروان والد الرئيس الفرنسي، وهو جورج غوستاف أولاند، الطبيب المختص بأمراض الأنف والفم والحنجرة، وهو لا يزال حياً للآن، متقاعداً في مدينة “كان” بالجنوب الفرنسي، طبقاً لما قرأت “العربية.نت” في خبر واسع عنه نشرته في 2012 صحيفة Le Figaro الفرنسية، وهو خاض الانتخابات البلدية في المدينة مرتين: عام 1959 ضمن لائحة يمينيين متطرفين، وأيضاً بعدها بست سنوات.

في المدينة عاشت أيضاً والدة الرئيس الفرنسي سنوات من حياتها بعد الزواج، وهي نيكول فريدريك مارغريت تريبرت، الراحلة بعمر 81 سنة في 2009 بمدينة “كان” في مقاطعة “الألب- سان تروبيز”. كما في  روان أنجبت أيضاً شقيقه الوحيد والأكبر منه سناً بعامين، وهو الموسيقار فيليب أولاند، لذلك لم يكن اختيار المدينة لعمل #إرهابي عشوائياً كما يبدو، بل متعمد والرسالة منه واضحة.

القسيس الذبيح (إلى اليمين) والكنيسة حيث قتلوه في عملية أسفرت أيضاً عن جرح 3 أشخاص
القسيس الذبيح (إلى اليمين) والكنيسة حيث قتلوه في عملية أسفرت أيضاً عن جرح 3 أشخاص

القسيس الذبيح بعمر 86 سنة وهو يصلي

أما القسيس Jacques Hamel الذبيح اليوم بعمر 86 سنة، فهو منذ 1958 بسلك الكهنوت، ووصفه لوسائل الإعلام قسيس آخر، اسمه فيليب ماهي حين زار الكنيسة بعد انتهاء ما جرى فيها، وأخبر أن القتيل متقدم في السن، وأن العملية بدأت “حين بدأ هو بقدّاس الصباح، في حضور عدد من رعايا الكنيسة، بينهم زوجان” وأضاف القسيس ماهي: “لا نريد رفع أي سلاح إلا الأخوة والمحبة فقط” وفق تعبيره عما حدث في مدينة معروفة للفرنسيين بلقب مدينة “المائة ناقوس” لكثرة الكنائس فيها.

مع القسيس أصيب 3 أشخاص بجراح، أحدهم من سكان البلدة، والآخر حالته خطرة، والثالث رجل شرطة. أما عن المسلحين، فدخلا من الباب الخلفي للكنيسة للبدء بالعملية، وحين كانا يخرجان منها وهما يحملان سكينين، أردتهما الشرطة برصاصها، على حد ما أجمعت عليه مواقع إخبارية فرنسية، نقلاً عن الشرطة نفسها، وأهمها موقع مجلة “لو بوان” الذي زارته “العربية.نت” أيضاً، وسريعاً ظهر رد فعل عاجل من مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا على ما حدث، فصرّحت وقالت: “يقتلون أطفالنا ويغتالون رجال شرطتنا ويذبحون كاهننا، استيقظوا”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *