بعد عشرين عاما من المعاناة النفسية وتأنيب الضمير، قرر المواطن السعودي يحيى الأسمري تسليم نفسه للسلطات لتقتص منه في قضية دهس طفل، إلا أن الله كافأه على حسن عمله بالبراءة؛ حيث اكتشف أن ذلك الطفل لا يزال حيّا.

وبدأت قصة الأسمري في عام 1990، أثناء عمله في منطقة تبوك الشمالية، حين استعار سيارة زميله وتوجه لشراء بعض المستلزمات التجارية، بيد أنه فوجئ بطفلين، لم يتجاوزا الخامسة من عمرهما آنذاك، يحاولان المرور.

وقد تفاجأ الأسمري بوجود الطفلين أمامه مباشرة، ولم يتمكن حينها من السيطرة على السيارة، فاصطدمت بأحدهما، ولم يصب الثاني بأذى، ومن هول الموقف هرب من الموقع في اللحظة التي توقفت سيارة أخرى لإسعاف الطفل.

وبعد الحادث قرر الأسمري ترك عمله والانتقال للمنطقة الشرقية خوفا من انكشاف أمره، إلا أنه منذ ذلك الحين وهو يتنقل بين وظيفة وأخرى.. لم يحظ في يوم من الأيام بالاستقرار أو التوفيق، بينما ظلت الكوابيس تحاصره، والبكاء والشعور بالندم؛ لعدم مواجهته الموقف، وترك الطفل دون مساعدة.

اعتراف وفرحة

وفي ظل هذه المعاناة النفسية لم يتحمل الأسمري (38 عاما) الاستمرار في الهروب؛ فسلم نفسه قبل أيام طواعية إلى فرع الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في المنطقة الشرقية بالمملكة، وأقرّ بارتكابه الحادثة، لكن الله كافأه على حسن عمله؛ حيث تبين أن الطفل (علي أحمد عسيري) الذي تعرض لحادث الدهس حي يرزق.

وبعد نشر قصة اعتراف الأسمري قبل أيام في الصحيفة، فوجئ بقارئ يقول: “أنا علي أحمد عسيري.. أنا من دهسته يا يحيى الأسمري.. أنا حيّ أرزق.. خرجت من ذلك الحادث برضوض.. لدي زوجة وأبناء الآن.. لنتواصل”.

وأعرب الأسمري عن سعادته بهذه المفاجأة، طالبا من عسيري أن يسامحه، وبالفعل استجاب عسيري قائلا: “سامحتك يا يحيى، ولكن أريد مقابلتك لتعرف حجم الرضوض التي في جسدي!”

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫15 تعليق

  1. تأنيب الضمير صعب جدا وخاصة بعد مرور 20 سنة ولكن حسن نيته في تسليم نفسه حتى ولو جاءت متأخرة كانت رحمة من الله لكي يرتاح ضميره ولكي يخرج من المشكلة ببراءة

  2. أين القانون و العدالة في دولة الشريعة؟ الرجل ارتكب جناية لا بد أن يعاقب عليها و إلا فسيسود قانون الغاب. تسليمه لنفسه قد يخفف عنه العقوبة لكن لا يمنحه البراءة كمكافأة.

  3. هل هو على هذه الدرجة من المسكنة والندم والتوبة . أم أنه بدأ البحث عن الموضوع بعد هذه المدة باعتبار سقوط العقوبة عادة بعدها فحدث ذلك اتفاقا” …الخ ,الله العالم

  4. اعتقد بأن البرآءه هي حق صحيح ١٠٠% لهذا الرجل طالما ان المتضرر قد تنازل عن حقه وهو ليس قانون غاب كما قالت السيدة سمية لان الرجل حين سلم نفسه لم يكن يعلم ماهو حال المتضرر ولو كان هذا الطفل قد مات لما ترك هذا الرجل ولكان عليه القبول بحكم المحكمة والرضوخ لولي امر الطفل من تعويض او قصاص, واذا كان القصاص في القتل يسمح بالمسامحة والعفو اذا اراد اهل القتيل ذلك فكيف اذا لم يكن قتلا من الاصل قد حدث. قال تعالى في سورة البقرة فمن عفي له من أخيه شيئ فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمه, صدق الله العظيم . وهذا لكي يبقي الله حبل المودة والمسامحة مفتوح ما بين المسلمين ولا تشيبه الاحقاد. في حين ان اكثرالدول العربية لا تطبق القصاص في القتل نهائيا حتى لو لم يعفوا اهل القتيل وذلك اذا كان الجاني من الشخصيات الهامة ويتم التلاعب بالقانون مثلما يريدون حسب اهوائهم واعتقد قصة هشام طلعت ليست بالبعيدة .. فبارك الله في هذا الرجل وبارك في من سامحه ونسأل الله التوفيق والود ولم الشمل مابين المسلمين .

  5. مراد
    شكرا لك على تحريك ودقة توضيحك حتى يفهم الجميع ممن يجهل القانون في السعودية حقيقة الأمر

  6. اخت هياء انا مش سعودي ولكن والله انه لشرف عظيم ان اكون من بلد الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام, انا بشوف كم من الطلاب السعودين في كندا وامريكا بدرسوا على نفقة الحكومة واخر دلال والله من راتب شهري يقدر ب٢٠٠٠ دولار للشخص بالاضافة لمصاريف الجامعة بالكامل ويقدر عدد الطلاب سنويا ب١٥٠٠٠ طالب, فقط في امريكا الذين يدرسون على حساب الدوله غير الدول الاخرى كما ولاحظت سرعة تجاوب الوزارة في السعودية والقنصلية مع الطلاب بشكل والله مفرح لم اراه في اي جالية اخرى ولكن سبحان الله كيف ان كثيرا من الحاقدين يهتمون بتوافه الامور والزلات الصغيرة لبلد الحجاز ويصرفون انتباههم عن عظائم انجازاتها في الغرب وبالاخص في الانفاق على المساجد ودور الدعوة . ولكن اختي الفاضلة كلا يبحث عما يلائم عقليته ونفسيته . نسأل الله ان يبارك في عمر الملك عبدالله ويتمم عليه بالصحة دائما . والله ما اقولها نفاقا ولكن اقرارا بالحق والله من فوقنا شهيد.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *