من النادر جداً، بل إنه من المستحيل، أن يُظهر القرش الشبح وجهه.. لكن ما سبب ذلك؟

قد يكون السبب هو الشعور بالحرج، فهناك من ناحية غياب الأسنان، ومن ناحية أخرى هناك ذلك الجلد الأزرق الغـث والعيون حليبية اللون الخافتة، وكلها ملامح قد تجعلك تحجم عن الخروج حتى لا يراك الناس، وفقا لموقع ” تايم”.

ومهما كان سبب مراوغته، فالقرش الشبح، المعروف علمياً باسم “هايدرولاغوس”، أي الحوت الشبح المنحني البنية، نادراً ما يلمحه البصر، منذ أن اكتشف لأول مرة عام 2002، حيث كان يسبح بالقرب من أستراليا ونيوزيلندا.

ومع ذلك، فإن فريقاً من معهد الأحياء المائية بحوض خليج “مونتريي” لم يكتف فحسب بمشاهدة القرش الشبح، بل التقط له أول مقطع فيديو من نوعه، وهو يسبح في المياه يربو عمقها على 6700 قدم (2000 متر) قرب هاواي.

ويجيب الفيديو القصير عن بعض الأسئلة، ولكنه يثير عدة أسئلة أخرى، نظراً لما سجلته المركبة “تيبورون”، التي تعمل بالتحكم عن بعد، وتتبع معهد أبحاث الأحياء المائية بخليج “مونتريي”.

قد يكون الفيديو عن القرش الشبح قد جرى تحليله وعرضه، إلا أنه كان لا يزال ينتظر دراسة متأنية منذ أن تم تسجيله في العام 2009، فعندما كان علماء “مونتيريي” يقومون بعمليات مسح جيولوجي في المياه العميقة مستخدمين غواصة تعمل بالتحكم عن بعد، بدرت بعض المفاجآت في الصور القادمة من الروبوت عن الصخور الناتئة المعتادة والطمي والعلامات النادرة للحياة فيما يسمى بمنطقة منتصف الليل في المحيط على عمق 3280 قدما (1000 متر)، التي لا يخترقها إلا القليل من الضوء، إلا أن الصورة بدت حية للغاية، عند ظهور كائن طوله أربع أقدام (1.2متر) يدخل في مجال الرؤية.

حتى إن الباحثين الذين لم يسبق لهم رؤية القرش الشبح، كان من السهل عليهم تخمين شكل ذلك الكائن، فقد كان يتميز بذلك الجلد الشاحب، وكانت العيون الغشائية مناسبة لعالمها الغامض.

وعندما فتح القرش فكه الأسفل بدت تلك الصفائح المسطحة التي تأخذ طبيعة معدنية، وهي كل ما يحتاجه القرش لمضغ غذائه اللين من الديدان والرخويات وبقية كائنات القاع. كما كان واضحاً بسهولة التصميم العجيب للجلد الذي يغطي رأس القرش، والذي يبدو كأنه يتكون من عدة ألواح كبيرة. ويعتقد أن النقاط التي تبطن حواف الصفائح إنما هي جهاز استشعار، رغم ما قد يبدو للعيان أنها مثل المسامير المثبتة للجلد.

وكلها كانت أدلة واضحة على أن ذلك الكائن هو القرش الشبح. ومع ذلك، لم ينتقص هذا من قدرة الباحثين على التحديق في كافة معالمه.

ويعتقد ديف إيبرت، من “مركز أبحاث أسماك القرش في المحيط الهادئ” بمختبرات “موس لاندنغ”، الذي ساعد في إجراء التحليل، أن ذلك القرش “يتسم بقدر من الطابع الكوميدي”، مضيفاً في مقابلة مع “ناشيونال جيوغرافيك”: “إن القرش يظهر ويمد أنفه قبالة العدسة ثم يسبح عائداً بعد دورة حولها”.

إن جينات الأسماك الشبح قد تكون مماثلة لمجموع الناتج الإجمالي من متابعة لمختلف الأنواع من أسماك القرش والأسماك الأخرى. ولا شك أن اختبار الحمض النووي سوف يكون أفضل وسيلة للتعرف على ذوي القربى لهذا الكائن.

ولأن هذه الأنواع من الأسماك الخادعة لم تترك مجالاً لصيدها وإجراء الدراسات عليها، بواسطة علماء الأسماك، وعلى الرغم أنه تم رصدها في اثنين من أكثر المواقع النائية في العالم إلا أن علماء الأسماك مازال متاحاً أمامهم المزيد من الأماكن للبحث عن أسماك القرش الشبح فيها.

وحتى ذلك الحين، فلنترك الباحثين يجوبون أسواق الأسماك الساحلية، فقد يقع في أيديهم قرش شبح سيئ الحظ يمكن أن تكون صادته شبكة بالمصادفة ليعرض للبيع.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *