في تونس، حيث تحاول حركة النهضة الإسلامية فرض توجهاتها على المجتمع، بعد سنتين من ثورة أطاحت بالديكتاتورية، برزت أشكال تعبير حديثة ضد محاولة حركة الشيخ راشد الغنوشي، للسيطرة على الشارع.
ورفع شباب جامعيون وغيرهم في مؤسسات تعليمية شعارات ترفض “أخونة” المجتمع التونسي، حيث ظهرت حملة “خليّك تونسي وسيّب عليك من الأفغان”، وظهرت معها رقصات شبابية تدعم التحرر وترفض الانغلاق.

الأفغان
وفي هذا السياق، شاع في أوساط الشباب التونسي مؤخرا فيديو منسوب لطلبة تخصص الصيدلة في جامعة المنستير، يؤدون فيه رقصة متنوعة ذات طابع تونسي وغربي.
وعلى أنغام راقصة لأغنية بلغة إنكليزية انخرط عشرات الشابات والشباب في رقصة يحملون فيها لافتات تدعو لحب تونس ولرفض الانغلاق.
وبين قاعة دراسة وقاعة أخرى، تنفتح الأبواب على مشاهد مأخوذة من أكثر من بلد وحضارة، في إشارة إلى أن المجتمع التونسي منفتح على كل الثقافات.
وعلى مدى أربع دقائق لا يتوقف الشباب الجامعي في تخصص الصيدلية عن ترديد عبارات تدعو إلى الحرية، كما تظهر أعلام دول الربيع العربي منها تونس وليبيا.
ومن خلال شعار حملة “خلّيك تونسي وسيّب عليك من الأفغان” التي تعني “ابق تونسيا وابتعد عن الأفغان”، يمكن ببساطة قراءة الرسالة التي يحملها هذا الشباب، والتي تقول إنهم يريدون الحفاظ على شخصية المجتمع التونسي المتفتحة، ضد محاولات حركة النهضة أو السلفيين، جعل هذا المجتمع كالمجتمع الأفغاني، على حد التعليقات المنتشرة على صفحة هذه الحملة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وفي تفسيره لظاهرة الرقص في المؤسسات التعليمية تعبيرا على رفض الواقع المعاش، قال عادل اللطيفي، أستاذ في تاريخ العالم العربي المعاصر، إن “تظاهرات الرقص الجماعي لبعض الشباب، ومن بينهم الشباب المتمدرس هي في عمقها تعبير راق عن حب الحياة الحرة في مواجهة ثقافة الموت التي تحكي عذاب القبر وتحكي الجهاد ضد الذات الإنسانية وتحكي السواد والقتامة”.
ويضيف اللطيفي “إنها في فضائها التدريسي والطلابي تعبير عن الوعي بالمصير المظلم الذي آلت إليه مؤسسات تربية النشء في بلادنا.. هذه جبهة الذكاء والإبداع والفعل الرمزي التي يجب أن تواكب الحراك السياسي والاجتماعي وتحتل الفضاء العام”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *