صاروخ روسي باليستي وراء الاجسام المضيئة في سماء الشرق الأوسط‎

أزالت روسيا الغموض حول الجسم الغريب المضيء الذي ظهر، ليل أمس الأول في سماء عدد من دول الشرق الأوسط منها سوريا ولبنان والأردن، والذي أثار تكهنات حول طبيعته، حيث أشارت إلى أنه ناجم عن إجراء تجربة صاروخية.

وشوهد الجسم المضيء في سماء المنطقة الممتدة بين أرمينيا وتركيا وقبرص ولبنان وسوريا وفلسطين والأردن وإيران. وأظهرت لقطات فيديو سجلتها كاميرات هواة جسماً متحركاً في السماء، سرعان ما اتخذ منحى حلزونيا قبل أن يتلاشى شعاعه.

وأثار هذا الحدث تكهنات عديدة، تراوحت بين اعتباره انهمارا نيزكيا ومن ذهب في خياله إلى حد اعتباره مركبة لكائنات فضائية.

لكن وكالة «نوفوستي» نقلت عن العقيد فلاديمير كوفال، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الصاروخية الإستراتيجية الروسية قامت بتجربة ناجحة لصاروخ «توبول» الباليستي العابر للقارات.

وأوضح كوفال أن الصاروخ أطلق من ميدان التجارب «كابوستين يار» في مقاطعة أستراخان في جنوب
روسيا، وقد أصاب هدفه المحدد الواقع في ميدان «ساري شاغان» في جمهورية كازاخستان.

وأكد كوفال أن مهام تجربة الإطلاق تم تنفيذها بالكامل، وتمكنت القوات الصاروخية بفضلها من الحصول على مختلف المعطيات التي ستستخدم في المستقبل لتطوير وسائل فعالة لاختراق الدفاع المضاد للصواريخ، في إشارة إلى الأنظمة التي يستعد الغرب لنصبها في شرق أوروبا وتركيا.

وأوضح كوفال أن أهداف التجربة كانت التأكد من دقة المواصفات التقنية الرئيسية لصواريخ «توبول» في ظروف تمديد فترة استخدامها، وتجربة مختلف أنواع وسائل القياس، وتجهيزها القتالي.

يذكر أن روسيا بدأت العمل على تصميم صاروخ «توبول – أم» في أواخر الثمانينيات. وقد أجري أول اختبار له في كانون الأول العام 1994. ويبلغ عدد الصواريخ من هذا النوع في الجيش الروسي أكثر من 65 صاروخاً (بحسب معطيات تعود إلى العام 2009)، من بينها 50 صاروخاً منصوباً على منصات ثابتة و15 صاروخاً منصوباً على منصات متحركة. ويبلغ مدى إطلاقه 11 ألف كيلومتر. ويتألف الصاروخ من ثلاثة أجزاء. ويبلغ طوله 22.7 متراً.

ورجح الخبير الإسرائيلي إيغال بيتيل، وهو رئيس «المؤسسة الفضائية لأبحاث الفضاء»، أن يكون ما شوهد ليل أمس الأول في سماء المنطقة أجزاء من الصاروخ وبقايا وقوده، حسبما نقلت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت».

يذكر أن النروجيين شاهدوا ظاهرة مماثلة في سماء بلادهم في كانون الأول العام 2009، حيث رأوا جسماً متحركاً يسير في الفــضاء، وسرعان ما اتخذت حركته شكلاً دائرياً، ما أثار هلع كثيرين بعدما تردد أن ما شوهد هو «مركبة لكائنات فضائية»، إلى أن تبيّن أن الجسم الغريب هو تجربة صاروخية روسية أيضاً.

أقرأ أيضا:

جسم غريب يظهر في سماء سوريا ولبنان والأردن وسيناء وفلسطين ويثير الفزع بين الإسرائيليين