الغضب محتدم في لبنان منذ أيام على ملكة الجمال فيه، لظهورها في صورة مع ملكة جمال إسرائيل، مع أن بعض الملكات اللبنانيات اجتمعن مرارا بإسرائيليات في المسابقات الدولية، لكن لا صورة تؤكد أي لقاء إلا واحدة معروف خبرها منذ 1993 لبعض اللبنانيين، وثانية لا يبدو أن أحدا تنبه إليها، واكتشفتها “العربية.نت” صدفة، وتاريخها يعود إلى بداية خمسينات القرن الماضي.
تلك الصورة القديمة، هي نادرة وجمعت ملكة جمال لبنان، وكانت مسلمة اسمها هانيا بيضون، بنظيرتها الإسرائيلية قبل 60 سنة، أثناء المشاركة في 1955 بمسابقة ملكة جمال الكون، وفي زمن لم يكن دم العرب قد جف بعد أول حرب خاضوها في 1948 مع الإسرائيليين، ونزفت فيها دماء اللبنانيين أيضا.
ولنتحدث أولا عن ملكة جمال لبنان الحالية، سالي جريج، التي ظهرت مع نظيرتها الإسرائيلية دورون مطلون، في صورة “سيلفي” تم التقاطها منذ أسبوع، ونشرتها الإسرائيلية بحسابها في “أنستاغرام” وحين وصل صداها الى وسائل إعلام لبنانية، باضت دجاجة الأزمات ضجة متنوعة مستمرة للآن، لأن بعضهم طالب بتجريد سالي جريج من اللقب لتعمدها الظهور مع ممثلة لدولة إسرائيل في مسابقة ملكة جمال الكون التي تتنافس فيها ملكات 86 دولة في حفل موعود الأحد المقبل بمدينة ميامي.
تهديدات بتجريدها من اللقب الجميل
إلا أن مدير أعمال ملكة جمال لبنان، ريشار فرعون، ذكر السبت الماضي أنه “منذ بداية التحضيرات للمسابقة العالمية والتي تحتم الاختلاط بين المتسابقات خلال التدريبات وجلسات التصوير، وملكة جمال إسرائيل تحاول الحديث الى سالي والتقاط الصور معها، فيما سالي تحاول تجاهلها ولا تتجاوب معها” بحسب ما تختصر “العربية.نت” مما ذكره لصحيفة “النهار” اللبنانية.
أما كيف تم التقاط الصورة، فشرح أن سالي “كانت تلتقط الصور مع ملكات أخريات، وفجأة تسللت الملكة الإسرائيلية بمخطط واضح، حيث كانت قد جهزت هاتفها لالتقاط صورة “السلفي” كما يظهر في اللقطة (..) ووجود صورة واحدة فقط يؤكد مخططها لإثارة البلبلة حول سالي والأضرار بها” طبقا لتبريره ظهور سالي جريج البالغ عمرها 24 سنة في الصورة المثيرة للجدل، خصوصا أن مطلون الأصغر منها بثلاثة أعوام، خدمت سابقا بالجيش الإسرائيلي.
لكن صورة “السلفي” تحتاج، ولو الى ثوان قليلة لاعدادها، بحيث تشمل كل الراغبين بالظهور فيها، أي أن “تسلل” ملكة جمال اسرائيل الى المشهد، يتطلب منها وقتا لوضع العدسة بطريقة تظهر فيها ملكتا جمال سلوفانيا واليابان أيضا، وكان بامكان سالي جريج البادية في الصورة بوجه هاديء ومبتسم، وبلا ملامح تدل على الانزعاج، أن تنسحب أو تشيح بوجهها أثناء تحضير الاسرائيلية للقطة، لكنها لم تفعل، وقد يسحبون منها اللقب كما حدث في 1993 مع ملكة جمال لبنان غادة الترك.
هانيا بيضون في موقع عن ملكات الزمن الجميل
والمشكلة مع غادة يونس الترك، كانت أكثر احتداما بعض الشيء، لأنها صافحت ملكة جمال اسرائيل، تامارا بورات، أثناء مسابقة ملكة جمال العالم ذلك العام في جنوب أفريقيا، والتقطت معها أيضا صورة ملونة كأنها من تصوير اليوم، فجردوها من اللقب وتم منعها من دخول لبنان الذي بقيت خارجه طوال عامين.
أما أقدم صورة بين ملكتي جمال، لبنانية واسرائيلية، فكانت بين هانيا بيضون وإيلانا كارمل، المولودة في 1935 بالصين، والمعروفة أيضا باسم Lily Perzhensky للاسرائيليين، طبقا لما طالعت “العربية.نت” عنها في أرشيف ملكات الجمال باسرائيل، والمتضمن أنها شاركت في 1955 بمسابقة ملكة جمال الكون، التي فازت بها السويدية هيلفي رومبان. أما بيضون التي تم انتخابها في 1954 ملكة جمال للبنان، فكانت بعد عام أول من مثله ومثل العرب بمسابقة جمال دولية.
والمكان الوحيد الذي يمكن العثور فيه على الصورة التي تجمع الملكتين عام المسابقة، هو موقع فنزويلي خاص بأرشيفات قديمة عن ملكات الجمال، وزارته “العربية.نت” صدفة، وبالصدفة وجدت صورة هانيا بيضون التي نراها الآن بالفيديو وهي على عربة تجرها في شوارع مدينة “لونغ بيتش” حيث جرت المسابقة بولاية كاليفورنيا الأميركية.
“صارت في ذمة الله”
وأثناء التحضيرات لتلك المسابقة التي شاركت فيها متنافسات من 33 دولة، التقط منظمو “ملكة جمال الكون” صورا عدة للمشاركات، نشر بعضها موقع paraiso de reinas الفنزويلي (فردوس الملكات) وبإضافة اسمي لبنان (بالإسبانية) وإسرائيل، أي libano israel بجانب اسم الموقع، تظهر الصفحة المتضمنة صورة الملكتين التي تنشرها “العربية.نت” أيضا، واضطرت الى تلوينها بالأصفر قليلا لكي تبدو واضحة أكثر.
والمعلومات عن هانيا بيضون معدومة تماما، ومن الصعب العثور “أون لاين” عما يفيد بشأنها، سوى ما قالته عنها ملكة جمال تم انتخابها في 1960 بلبنان، وهي الراحلة في مثل هذا الشهر من العام الماضي، غلاديس جوزف تابت، والتي قرأت “العربية.نت” في مواقع عدة بأنها “أول ملكة جمال عربية شاركت بمسابقة ملكة جمال الكون” علما أن هانيا بيضون سبقتها بخمسة أعوام الى المشاركة بهذه المسابقة.
تحدثت تابت الى مجلة “الشبكة” اللبنانية قبل وفاتها، واعترفت أن أول ملكة جمال عرفها لبنان هي التي تم انتخابها في 1935 جميلة الخليل “التي لحن محمد عبد الوهاب أغنية “الصبا والجمال ملك يديك” من أجلها، لأنها كانت آية في الجمال. كما كانت ملكة قبلي تدعى هانيا بيضون، صارت في ذمة الله”.

https://www.youtube.com/watch?v=uIygaLvQPQY

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *