ضجَّت مواقع التواصل، الاثنين، بحادثة “عنصرية” شهدتها إحدى الباحات في مول تجاري شهير في منطقة #فردان ببيروت.

أما ضحية حادث العنصرية المشين هذا، فعائلة بيروتية كانت مع 4 أطفال مستمتعة في حديقة داخلية للمجمع التجاري الجديد، إلى أن شهدت “ثوران” رجل فاض به الغضب، والكراهية، وراح يتهجم على النساء الأربع المحجبات أمام أعين الأطفال الذين صدموا بهذا العنف غير المبرر.

ونشرت هنا عيتاني، شقيقة إحدى تلك السيدات على فيسبوك تفاصيل الحادثة، قائلة: “قرر إخوتي وبنات عمّي الأحد الذهاب إلى ABC فردان القريب لمنازلنا لمشاهدة فيلم في السينما، وأخذوا معهم الأولاد، حيث إنّ الفيلم من الرّسوم المتحركة. كانوا 5 نساء محجّبات و4 أطفال… بعدها ذهبوا إلى الحديقة الداخلية في المبنى، حيث هناك متّسع ليلعب الأطفال قليلاً في ظل ابتلاع المباني لكل شبر أخضر في بيروت”.

وفي حين راح الأطفال يلعبون في الأماكن المخصصة لهم، جاءتهم طفلة لتلعب معهم.

إلا أنَّ أبا الطفلة لم يعجبه هذا “المنظر” على ما يبدو ، ظاناً منه أنهم لاجئون، فنهى ابنته عن اللعب، ثم راح يتمتم بكلمات غير واضحة، مبدياً امتغاضه، بحسب ما أفادت هنا.

بعدها طلب الرجل الغاضب من السيدات التوقف عن “القرقعة” بالفوشار أو الرحيل.

وعندما لم تعره السيدات أي انتباه، استشاط غضباً، واحتدَّ مطلقاً الشتائم والسباب والتعابير النابية على الملأ، غير مقيم أي اعتبار للأطفال الذين ارتعبوا من المشهد.

كما راح يطلب من السيدات المغادرة.

وبعد أن رفضت إحداهن المغادرة، قائلة إن هذا المكان للجميع، عادت السيدات وهممن بالذهاب، فما كان من الرجل إلا أن “بق البحصة”، قائلًا: “يلا روحو عبلدكن”.

ما استفز أخت هنا التي ردت عليه قائلة: “نحن “عياتنة رأس بيروت تحديدا نحن “جب” فردان.. لعلك يا سيد أخطأت بالعنوان فأنت ضيف عندنا”.

إلى ذلك، ذكرت هنا أن العديد من المتسوقين تجمعوا حولهن، إلا أن أحداً لم يتدخل.
شكوى للمول ومنع دخول

وفي توضيح للعربية.نت، أكدت هنا أنهن قدمن شكوى لإدارة المول، التي أجابت بأنه في حال التعرف على الرجل، من خلال كاميرات المراقبة، سيصار إلى منعه من الدخول إلى المكان مجدداً”.

وأضافت: “أتمنى ألا تتكرر مثل تلك الحوادث معنا أو مع غيرنا”، مردفة “الحق في بلادنا لا يحصل مع الأسف”.

كما تساءلت، كاتبة على صفحتها على فيسبوك: “أين العيب إذا كنا سوريين، بل هو فخر! فلا ذنب لهؤلاء سوى أنّهم هربوا من الوحوش القاتلة في بلادهم ليموتوا كلّ يوم بسبب الذل والإهانة، فماتت الكرامة مع موت الضمير. فعذراً لكم أخواتي وإخواني على عنصريّتنا المتجذّرة فينا، عذرًا!

يذكر أن العديد من الأحداث المشابهة، حصلت في لبنان تجاه اللاجئين، على الرغم من أن البلاد يستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري.

وشكلت أزمة اللاجئين السوريين في لبنان، مؤخراً، مادة جدلية، بين السياسيين، بعد أن طالب عدد منهم وعلى رأسهم وزير الخارجية اللبنانية، بضرورة عودة اللاجئين إلى سوريا.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    تحياتي للجميع..

    ببساطة شديدة جداً.. الإسلام نهى عن المفاخرة بالانساب.. اي نهى عن العنصرية الموجبة.. فضلا عن العنصرية السالبة.. وهكذا نرى عظمة الإسلام فوق اعلى مستوى اخلاقي وصلت له البشرية في هذا المجال.. وهو الذي يسمح بتفضيل عنصر دون الإساءة الى العناصر الأخرى.. الإسلام منع حتى تفضيل عنصر ولو كان الشخص ينتمي إليه.. وهذا مستوى أخلاقي عالي جداً لم تصل إليه البشرية في أوج حضارتها.. ودعنا من عدم تطبيق المسلمين بشكل كامل له.. فالإسلام دين للبشرية وليس فقط لمن يسمون مسلمين!! والإسلام شيء والمسلمون شيء آخر للأسف الشديد!!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *