فرحة تغمر بورسعيد بقناة السويس الجديدة

يعيش أبناء مدينة بورسعيد المصرية حالة من الفرح بافتتاح قناة السويس الجديدة، وهي حالة يمكن لأي زائر للمدينة رصدها من خلال مئات اللافتات وأعلام مصر التي انتشرت في شوارع المدينة الرئيسية والفرعية، بالإضافة إلى أغاني “السمسمية” التي توارثوها عن أجدادهم.

وبكلمات بسيطة ومعبرة وألحان مبهجة على إيقاع آلة السمسمية الشهيرة، افتتح شباب فرقة صحبة الطنبورة ببورسعيد لقائهم الأسبوعي مع رواد مقاهي الشاطئ، ليعبروا عن سعادة أبناء المدينة بالقناة الجديدة.

وقال العضو الرئيسي بفرقة صحبة الطنبورة، كريم، إن “تقديم أغنية للقناة الجديدة هو أقل عمل يمكن أن يقدمه للمشاركة في فرحة مصر”، لافتا إلى أن أغاني السمسمية “كانت دائما مع الناس في أفراحهم وأحزانهم واليوم تشاركهم الفرحة”.

أما محمد العشري، عازف السمسمية ونجل واضع كلمات وألحان الأغنية، فأشار إلى أنهم بهذه الأغنية عن قناة السويس الجديدة “يسجلون لحظة تاريخية مهمة من ناحية ويحافظون علي إرث موسيقى السمسمية للأجيال الشابة من ناحية أخرى”.

ويحظى شباب الفرقة بدعم شيوخ السمسمية البورسعيدية، الذين تروي التجاعيد المحفورة في وجوههم فصول أفراح وأتراح المدينة في العقود السبعة الأخيرة.

ولم يخف أبو جابر الذي تجاوز عمره الثمانين، سعادته بالقناة الجديدة، مسترجعا ذكريات العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وكيف انتظم شباب المدينة في صفوف المقاومة وكيف كانت أغاني السمسمية شريكا للبورسعيدية في فرحتهم بتأميم القناة ومقاومة العدوان ثم في الاحتفال بالنصر بعد جلاء القوات المعتدية.

كما عبرت سيدة من أبناء بورسعيد، لديها ابن يقضي فترة التجنيد الإجباري بمدينة الإسماعيلية، عن سعادتها قائلة: “سيشارك ابني في تأمين حفل افتتاح القناة الجديدة، ولا أخاف عليه من الاستشهاد في سبيل الوطن، إنه الابتلاء الجميل”.

فرحة أبناء بورسعيد بالقناة الجديدة لم تمنعهم من مطالبة الحكومة بمواصلة العمل والنظر لمشاكل المدينة، لكنهم يؤكدون أيضا أن الوضع بات أفضل عن ذي قبل وأنهم يشعرون بالاطمئنان الآن أكثر مما شعروا به في السنوات الأخيرة.