تحول التعلق بـ”نموذج الجندي الروسي” في سوريا، وبُعيد التدخل العسكري الروسي لإنقاذ رئيس النظام، إلى “هَوَس” لدى أنصار رئيس النظام السوري، في الساعات الأخيرة.

ومن خلال لوحة كاريكاتير مبسطة، رسمها فنان سوري، تعبيراً منه على حجم “الإعجاب” بالجندي الروسي الذي يقاتل دفاعاً عن الأسد، يظهر إلى أي درجة أصبح “نموذج الرجل الجندي الروسي” مهيمناً على الذوق العام في الشارع الموالي.

يظهر في لوحة الكاريكاتير، امرأة سورية اسمها “سلمى” تهجر حبيباً سابقاً أو زوجاً أو من جمعتها معه علاقة مودة سابقة، وهي تركض باتجاه رجل روسي مفتول العضلات، أشقر الشعر أصفره، يحمل سلاحاً وينظر إلى “سلمى” ورجُلها الواقف خلفها منادياً عليها: “سلمى! بكير لسة، وين رايحة؟ واللهِ بفجر حالي”. وتعني الكلمات: لازال الوقت مبكراً ياسلمى، إلى أين تذهبين؟ سأفجر نفسي.

هنا، تظهر سلمى، كنموذج للمرأة المنسحرة بنموذج الجندي الروسي مفتول العضلات، الأخيرة التي أدت إلى دفعها لهجر حبيبها السابق، وهي تتراكض باتجاه الرجل الروسي المسلح، قائلة لرجلها السابق: “يعدمني اياك الهي” وتعني دعاء عليه بالموت، ثم تضيف قائلة عن الروسي: “دخيل الروسي دخيلو”.

وتعبير “دخيلو” يستخدم بكثرة في سوريا ولبنان، ويقصد منه التحبب الشديد في الشيء والتعلق به.

وكون الرجل السابق الذي هجرته المرأة، ظاهراً بقنبلة للتفجير ومعصوب الرأس والوجه، فهي لاتعني أنه من “الإرهابيين”، قطعاً. لأنه أولاً خاطبها باسمها، وثانياً هددها بتفجير نفسه “لاغيره” وثالثاً، لأنه أرادها أن تكون معه هو، وهذا يعني التعلق لا أكثر. وبذلك، يكون رجلها السابق معبراً عن نموذج الرجل المحلي، في مقابل نموذج الرجل الجندي الروسي الظاهر في الصورة.

وتعكس الصورة الكاريكاتير، أيضاً، طريقة النظر الذات، من خلال حجم الرجل المحلي الصغير الذي كاد يماثل الأقزام في ضآلته، في مقابل الحجم الكبير المفرط للرجل الجندي الروسي.

وتكاد تعتبر هذه الصورة المرسومة على طريقة الكاريكاتير، هي الأكثر إفصاحاً عن مايعرف بـ “جَلْد الذات” بهذا القدر من “الدونية” مقابل “تعظيم” الآخر.

وتكمن “الفضائحية” في هذا الرسم الكاريكاتوري، أنه يظهر المرأة المحلية، حسب مايرد في الصورة والحوار المكتوب داخلها، أنها تنساق وراء الأقوى، والذي هو الجندي الروسي الواصل حديثاً إلى ديارها، بينما رجلها السابق، القزم المقزم، يهدد بتفجير نفسه لو تركته. أي أنه، أي الرجل السابق، لم يهدد حتى بتفجير الجندي الأجنبي الذي جاء ليخطف منه صاحبته أو امرأته أو حبيبته.

أي أن اللوحة تعكس حجماً من اليأس والضعف وجَلْد الذات، إلى الدرجة التي يمكن أن يقتل فيها الرجل نفسه حزناً على هجر امرأته له، بينما لايفكر للحظة واحدة، برد اعتبار لكبريائه الجريحة، من رجل أجنبي سلب منه تلك المرأة، خصوصا أن الرجل السابق “المهجور” سيموت في الحالتين؟!

إلا أن معلقين آخرين، رأوا أن تلك اللوحة، تعكس، في الأصل، حال النظام السوري نفسه، الذي يتنقل مابين “الأنظمة لحمايته والدفاع عنه” والذي يتراكض باتجاه الرجل الروسي المدجج بالسلاح، مهملا “جنوده أنفسهم والعائلات التي فقد أغلبها بسببه للدفاع عنه” ومع ذلك، يتراكض تعلقاً “بالرجل الأجنبي” تاركاً أنصاره مابين اليأس والموت.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫7 تعليقات

  1. صورة معبرة عن نظام بشارون وشبيحته اللي عم يهتفوا للمحتل الروسي
    بس ليش سميتوها سلمى كنتوا خلوها اسما على اسم بعلة بشارون لأنه هالكاريكاتير بينطبق عليه بالضبط
    …وكنتوا حطوا قبل الروسي واحد معمم حامل راية لبيك يا حسين بالأول خليها تروح لعنده وبعدين الروسي بعد ما ثبت فشل المجوسي …هيك بتظبط اكتر !

  2. الداعشي يتمنى الشهاده والجنه لملاقاة الحور العين. وهذا ما فعله بوتين لهم حقق لهم أمنيتهم واحضر لهم حور العين .
    ولكن السؤال هنا هل الداعشي المسلم يدخل الجنه اذا قتلته امرأة!

  3. اشكر الظروف اللي خلتى اعرف معنى كلمة “دخيلووو”
    انا كنت فاكرة ان معناها يا خرابى او يا خراشى

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *