نادت ريم على أختها غادة، وودعتها، قبل أن تصوب المسدس الحربي نحو بطنها وتفرغ بها طلقة واحدة كانت كافية للقضاء على حياتها.
ريم لن تتمكن من الاحتفال بعيد ميلادها الخامس عشر الذي يصادف خلال الأسبوع الجاري، فهي أصلاً لم تكن تتوقع قالباً من الحلوى ولا شموعاً متقدة، ولا حتى هدايا. وبالتأكيد، لا تتوفر لديها ثياب تليق بمناسبة شبيهة، ليس لأنها ماتت، بل كون حياتها أصلاً خالية من أبسط مظاهر العيش في حياة مستقرة.
هي ابنة عائلة فقيرة، فقيرة جداً… أخبرت قريباتها بما نوت الإقدام عليه. فقد رغبت ريم بتمضية أيام عدة في المستشفى، يتم خلالها الاعتناء بها، فتتناول ثلاث وجبات من الطعام وتشاهد التلفاز وتنام على سرير نظيف، معتقدة أن رصاصة في البطن لن تضع حدّاً لحياتها.
ورثت الفتاة الموت القاهر تماماً كما ورثت الفقر. فقد قضت عمتها في نهر جارف، كما أطلق عمها النار على رأسه بسبب القهر والظلم… فيما توفيت عمّتاها الاثنتان بسبب المرض الذي تمكن منهما بعد حياة مريرة قاسية.
لعنة الفقر هي السبب الأساس في لعنة الموت التي ظللت حياة العائلة، والفقر أيضاً هو السبب في ارتباط الأب بمادة «الحشيش»، قبل أن يشي به أحدهم فيرمى في السجن لمدة خمس سنوات. ما اضطر ريم وشقيقاتها الثلاث وأخاها الأكبر، إلى ترك المدرسة باكراً، لتمضي سنوات العائلة بعيداً عن المقاعد الدراسية.
وكانت ريم تبادر دوماً إلى زيارة والدها في سجن مدينة بعلبك في لبنان، بعدما نقل إليه من سجن رومية. وهناك، كانت تكفي ابتسامة صغيرة من هذه الطفلة البريئة ليعطف عليها السجّان ويسمح لها بزيارة والدها الذي أفشت له مرة سرا حين قالت له: «ليتني استطيع العيش معك هنا، إذ يبدو أن حياتك أسهل من الحياة التي نعيشها خارج السجن».
أمس، شيّعت ريم إلى مثواها الأخير، بموكب مهيب احتضنته إحدى القرى التي تقع في الطرف الغربي لقضاء بعلبك. خيّم الحزن على جميع أبناء البلدة. الثلج الأبيض الذي غطى تلال القرية، صار أسود قاتماً بنظر الجميع، بعدما قطف الفقر فتاة في ريعان شبابها، وقدمها لقمة سائغة للموت.

نبيه عواضة – السفير

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫15 تعليق

  1. لا حول ولا قوة الا بالله. هل اعتقدت ان بانتحارها قد انتهت معاناتها؟؟؟

  2. مسكينة, بس كل المصايب موجودة بعائلة أبوها تحديداً,
    بس القصة عبرة في واجب الزكاة والصدقات للميسورين لأنقاذ حالات
    من هالنوع

  3. من أين أتت بالمسدس …… كيف لعائلة فقيرة تمتلك شئ يقدر بثروة هائلة

    أظن هناك غموض بالحادثه ..
    وهل القتل بالمسدس وراثه بالعائلة أو هواية

    على العموم أشعر إن كاتب القصة أو الحادثه ..جعلها في صورة دراميه سوداء جدا
    فهل يمكن أن تكون تلك المعاناة … بسبب تجارة الأب بالحشيش …ولذلك العائلة تعيش من حرام

    أخيراً … لاننسى شئ هام ….. وهو إن الله عالم بكل أحوال البشر
    وهو أرحم وأحن منا جميعا …ولايمكن أن تكون حياتهم قاتمه بهالشكل

    وكما قلت هناك أسرار وغموض بالقصه …… ولكن ندعوا لها بالرحمة وأن يغفر الله لها أنتحارها
    ولاتكون الأخره جحيم مثل دنياها ….. والله أرحم الراحمين

  4. بجد جميله اوى القصه دى
    عينى عليك يا ريم
    ليه متى وسبتى الحياه
    ربنا مبينساش حد

  5. لا حول ولا قوه الا بالله
    لايحس بالجمره الا التي كانت في يده
    فعلا الفقر صعب

  6. rabi yerhamhaaaaaa ya rab mahadihi al 9issa
    hiya fi nass lihadihi a daraja mouche la9yine abssat al hokok
    rabina yerhamha we yegfirlaha
    ++++++++++++++++++++++++++++++++
    sahih hiya gabitttt el mossadasss minin?????????

  7. hiya manta7aritch wi makanitchi nawya tinti7ir bas kanit 3ayza tidkhol ilmostachfa 3achan tirta7 chiwaya wahi rta7it khalis.maskina

  8. ريم يلي مش لاقية كسرة خبز للاكل,,, من وين جابت الخرطوش؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    لو القصة حقيقية ….الله يرحمها…انتقلت للدي لا يظلم عنده احد.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *