طالب برلماني مصري بمحاكمة الأديب الراحل، نجيب محفوظ، بسبب رواياته معتبراً أنها تخدش الحياء العام، وتهدر الفضيلة والآداب، ورد عليه المثقفون والأدباء المصريون بقوة، مطالبين في بيان رسمي بتقديمه للمحاكمة بتهمة الإساءة لرموز مصرية وازدرائها.

ورد النائب قائلاً إن البعض صنع من نجيب محفوظ إلهاً، لا يجب التعرض له أو انتقاده، مؤكداً أنه رغم التصريح الذي أطلقه تعلم من محفوظ الكثير، وأن رواياته أثّرت في وجدانه.

التفاصيل تقول إن أبو المعاطي مصطفى، البرلماني في مجلس النواب المصري عن دائرة كفر سعد محافظة دمياط، هاجم الأديب الراحل نجيب محفوظ، وطالب بمحاكمته خلال جلسة للجنة التشريعية بالمجلس لمناقشة قانونين خاصين بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات رقم 58 لسنة 37، والمتعلق بقضايا النشر الخاصة بخدش الحياء العام، وهو ما أثار عليه زملاؤه النواب، الذين طالبوه بالتوقف عن الإساءة لنجيب محفوظ.

البرلماني تحدث لـ”العربية.نت” وقال إنه لم يطالب بمحاكمة نجيب محفوظ، ولم يقل ذلك، بل طالب بمحاكمة مخرجي أفلام رواياته، خاصة بين “القصرين” و”السكرية” و”قصر الشوق” لما تحتوي عليه من مشاهد مخلة ولقطات خادشة للحياء العام لا يجوز أن تدخل المنازل وتطلع عليها الأسر والعائلات، متسائلاً ما الجدوى من تصوير مشاهد فاضحة في عمل سينمائي دون أن يكون موجوداً في الرواية الأصلية؟ وما الهدف من الزج بلقطات وأفعال منافية للآداب في الأعمال السينمائية إلا إذا كان الهدف تدمير الأخلاق وإشاعة الفاحشة ونشر الرذيلة في المجتمع.

وأكد أنه قال في جلسة البرلمان إن روايات نجيب محفوظ خادشة للحياء، ولكنه لا يقصد الروايات في حد ذاتها، ولكن يقصد الأفلام التي جسدت الروايات فهي مليئة بكل ما يسيء للمجتمع والأخلاق، ولذلك طالب بتشريع عقوبة الحبس والسجن لمدة كبيرة لكل من يرتكب جريمة خدش الحياء العام وينشر الرذيلة ويدعو للفاحشة وارتكاب الموبقات في الدراما والأعمال السينمائية ووسائل الإعلام المختلفة، مستنكراً الحملة التي يشنها عليه من وصفهم بالرافضين لمطلبه بحجة التضييق على الحريات العامة.

وأضاف: ما علاقة مشاهد العري والجنس بالإبداع الفني وحرية التعبير؟ وأين حرية الإبداع في مشاهد غرف النوم؟ ثم أين هي حماية الآداب العامة وبعض الأفلام السينمائية تقدم كل ما يمكن أن يسيء لأخلاقنا وقيمنا وآدابنا وعاداتنا وسلوكياتنا؟ مشيراً إلى أن الحرية المطلقة مفسدة مطلقة، والحرية تستلزم بالضرورة أن تكون هناك مسؤولية اجتماعية وتشريعية تحمي المجتمع من أي انحراف سلوكي وأخلاقي يمارس تحت لافتة الحريات.

وقال البرلماني المصري إنه سيبذل كل جهده لإقناع زملائه النواب بتشريع عقوبة الحبس لكل من تسول له نفسه خدش حياء المجتمع ونشر الرذيلة والعري، وتدمير قيم وأخلاق المجتمع، مؤكداً أن كافة الجرائم التي تحدث في المجتمع سببها انهيار الأخلاق وغياب الفضيلة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. تعجبني روايات نجيب محفوظ و أراه أديبا عالميا يستحق جائزة نوبل للآداب.. يعجبني كيفية فضحه للنفاق في مجتمعاتنا و خاصة شخصية سي السيد التي كانت شخصية منافقة بامتياز، في الصباح و في البيت مع أولاده و زوجته هو ذلك المتدين الخاشع الذي يتقي الله و يعامل زوجته و أبنائه بحزم و شدة و في الليل يتحول لرجل آخر شارب الخمر يلهو مع الرقاصات و يتزوج إحداهن خفية !!

    لدينا الكثير من شخصية سي السيد في مجتمعاتنا ألسنتهم لا تغفل عن ذكر الله و لكن أعمالهم يستحي منها حتى الشيطان!! الدين سلوك و معاملة أولا و ليس مظهر و واجهة فقط.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *