تحب بان ابنة الخمسة عشر ربيعا فرقة موسيقية أميركية غرائبية وأفلام “الغسق” التي تدور عن مصاصي الدماء وتقوم بتزيين ثوبها الطويل وغطاء رأسها بحلى منحوتة وتطلي أظافرها باللون الأسود.

تسكن بان في المدينة الشيعية المقدسة النجف، حيث تغطي النساء أجسادهن ووجوههن بجلابيب وأغطية رأس سوداء. لكن بان ترتدي ملابس معاكسة لهذا النمط السائد.

فهي تحب ارتداء القفازات السوداء الممزقة والقمصان الفضية الشبيهة بالفراشات مع زهر أبيض معلق بسلسلة. وهي تطلي أظافر اصابع يديها باللون الأسود مع تضخيم الظلال السوداء حول عينيها.

تنتمي بان بحسب تقرير لصحيفة شيكاغو تريبيون من بغداد، إلى ثقافة هامشية انتشرت في شتى أنحاء العالم لكن بالتأكيد ليس في النجف ويسمى هذا النمط من الثقافة بـ “ايمو”. وهي تميل إلى تغريب ملامحها (التي تعرف بالغوثيك). وهي تفسر كلمة “ايمو” بأنها تعني “ازدواجية تجمع ما بين البهجة والملل من الحياة”. ومثل أي مراهقة في هذا السن فهي تضحك وتقهقه حين تذكر فرقتها الموسيقية المفضلة.

في بغداد تسمي نفسها بافتخار بأنها أول ايمو نجفية في حين تتكلم مع صديقاتها في المدرسة عن كونها تقود تمردا محجبا: فهي ترسم الجمجمة التي ترتديها على فردة من حذائها وفي الأخرى ترسم صورة ملاك.

تقول بان التي طلبت عدم الكشف عن اسمها العائلي: “أنا بنت من بغداد، وهنا يتطلعون إليّ عاليا”.

تتناسب قصة بان مع نموذج البنت الجديدة في المدينة عدا عن أنها جاءت خارج خلفية حرب أهلية. وهي تكشف عن التنافس القائم ما بين التأثيرين الديني والغربي اللذين يسودان العراق منذ إسقاط القوات الاميركية لنظام صدام حسين قبل أكثر من 7 سنوات حين كانت بان مجرد طفلة.

وحسب صحيفة شيكاغو تريبيون، فالنسبة لبان كان كل شيء في بغداد مثاليا قبل قيام الحرب الأهلية. كان لعائلتها انترنت وتلفزيون يلتقط محطات فضائية وكانت تستطيع أن تفعل ما تحب لكن عائلتها كانت تعيش في منطقة الدورة ذات الاغلبية السنية وفي أوائل عام 2007 وصل تأثير ما كان يدور حول الأسرة إليها. فقد أصيب والدها بجرح حين أطلق مسلح النار على سيارته. وبعد فترة قصيرة حذر الجيران والديها بأنهما ضمن قائمة الأشخاص الذين سيقتلون. عند ذلك هربت العائلة إلى النجف حيث الأمان فالأب يعمل طبيبا ويمكنه أن يجد عملا.

لكن النجف مدينة محافظة والجيران لا يحيون بان ولا أختها دينا بالطريقة التي اعتادا عليها في بغداد. كما تفتقد البنتان صديقاتهن في بغداد.

كذلك شعرت الفتاتان بأنهما أقرب إلى الموت في النجف، فكلما مات صديق أو قريب جلب جثمانه ليدفن في مقبرة المدينة الواسعة. وقالت بان إن امها لا تحب اللون الأسود لأن الكثير من الناس قد ماتوا.

في المدرسة أجبرت المدرسات بان على ارتداء غطاء الرأس وفي السنة الثانية تدهورت الأمور أكثر فأكثر، إذ أمرتها المدرسة بأن تلبس عباءة سوداء. كذلك كان كل شيء “حرام” لا طلاء للأظافر، لا مكياج. “كل شيء لا، لا ، لا” مثلما تقول آيات الله في النجف.

تقول الصحيفة إنّ بان تعرفت عبر الانترنت على تقاليد الـ “إيمو” وعند زيارتها لبغداد سألت أحد أبناء عمها إن كان “إيمو” مقبولا فكان جوابه بالإيجاب. كذلك زارت بان صديقة تحب ارتداء الجينز وأسوار الجلد الأسود وما شابهها. واتضح أنها “ايمو” أيضا.

بعد عودتها للنجف وبدء ارتداء ما يجعلها تبدو غريبة مثل “إيمو” واجهتها زميلاتها بالسخرية لكنهن تدريجيا بدأن يقلدنها بارتداء قفازات ممزقة وتعليق جماجم ومسامير حادة كانت البنات قد تعلمنها عبر الانترنت.

سمحت بان لاختها دينا أن تشرف على الألوان التي يجب أن ترتديها، وأطلقت بان عليها اسم “نقطة تفتيش الأزياء” واختها تحب الحجاب الأرجواني.

تمكنت بان أن تكسب 9 بنات من مدرستها كي يصبحن “إيموات” أو “ملائكة” وهو التعبير الذي تستخدمه لأولئك اللواتي يحببن طراز “ايمو” ولكنهن لا يرتدين دائما الثياب السوداء.

هناك بنات أخريات سخرن من القلائد التي تحمل منحوتات جماجم والتي ترتديها فتيات الـ “ايمو” قالت ذلك وهي تكركر مطلقة عليهن تسمية “الحكيمات” وهي إشارة إلى أسرة الحكيم الدينية المشهورة في النجف.

في الفترة الأخيرة استدعت مديرة المدرسة بان وصديقاتها إلى مكتبها للتحقيق مما نقلته لها إحدى المدرسات التي شاهدت وجود عبارات على مقاعدهن تقول “ايمو” و”ملائكة” وظنت أنها شفرة تشير إلى علاقة عاطفية ما. وسئلت كل بنت من مجموعة بان: “من هو الرجل الملاك الذي تحبيه”.

قالت بان إن والديها دافعا عنها حين ذكّرتها المدرسة هي واختها بما يجب ارتداؤه.

مع ذلك، فإن هناك حدودا لسلطتهن فقد منعنها من ثقب اذنها ثقبين وقالت بان إنها بدأت تقلل من مكياجها لأنها لا تريد أن تسبب قلقا لوالديها.

وهي تأمل اليوم بأن تتمكن عائلتها من العودة إلى بغداد لكنها تعرف أن ذلك لا يزال خطيرا جدا. قالت بان: “نحن نريد فقط طريقة لتفريغ ما في انفسنا والتعبير عنها وأن نكون أحرارا من الضغوط التي تفرض على حياتنا. اعرف أن عمري هو 15 سنة فقط لكن هناك الكثير يطلب مني”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫15 تعليق

  1. ظاهرة الايمو ظاهرة انا شخصيا استغربت منها كثرت في مجتماعتنا خاصة المراهقات وهي خطر يهدد كل شبابنا
    وايضا كثرة تصاميم الايمو خاصة في المنتديات
    الكثير منا يضع صورة ايمو في صورته الرمزية بدون ان يفهم معناها
    ربي يهدي

  2. كلمة إيمو أتت من مصطلح “” emotional” أي عاطفي او حساس ..!!
    وهي ثقافة منتشرة بين المراهقين وربما كانت تُعبر عن الحالة النفسية للمراهق ،، فعندما يكون حزيناً وكئيباً يكون ” إيمو ” وملابسهم تكون سوداء ضيقة جداً أو واسعة جداً ..
    وغالباً ما يترك المراهقون هذه الثقافة عند تقدمهم في العمر …!!

  3. هذا خبر مفبرك على بنات العراق وندين جريدة نورت على نشر الاكاذيب والافترأات التي تشوه سمعة مجتمع وليس فتاة فقط ومن يصدق ان هذه الفتاة هي عراقية اصلا……؟

  4. حرية شخصية لكل فرد أن يقوم بهذه الاعمال التي لا تمس أحد بأي أذى او مضرة أي أنها أفضل وأشرف وأنزك وأحسن
    من أناس يأتون بأحزمة ناسفة حول أجسادهم النتنة والوصخة يقودون سيارات مفخخة ويفجرون نفسهم في الناس ونسوا القرأن ويعتبرون نفسهم مسلمون

  5. العراقيات في احتمال اي يفعلون ذلك واكثر اذا كان عايشين في الخارج ومعجبيبن في الغرب ……. في كثير يحب يخرج من جلده

    …………. لكن انا اقول في العراق والنجف شغله واقفة …

    واغلبية سكان النجف عشائر اسلام شيعى …. والبنت هذه ملابسها ؟؟؟؟؟؟؟

  6. انا اضم صوتي لصوت الاخ هيثم
    ان هذا الخبر كاذب وخالي من الصحه ….
    وانهم لم يجدو غير النجف الاشرف لينسبوا هذه الفتاة المختله له..
    ان الفتيات في النجف الاشرف خاصة يكونون ملتزمين جدا … ولا اعتقد يوجد شي كهذا في العراق كله خاصة مع الظروف التي يعيشها العراق ..
    رجاءا اتركو العراق وشانه فان الذي يجري على اهله يكفي لهم

  7. يعني انتوا تركتوا العالم كله وجيتوا على العراق لتشويه سمعته
    لك يابه عوفوا العراق بحاله ويمصايبه فوك مادخلتو عليه الامريكان جاين هسه اتشوهون بسمعته

    ومنو قال هاي عراقيه تأكدو من الخبر يله انشرو هيج شغلات تدمر سمعه مجتمع بحاله يا ………..

  8. الخائفين على سمعة البلد هدوا من روعكم فالعراق كنا نتمنى ان تكثر فية هذه الموديلات وغيرها فهي على الاقل افضل من الموت والقتل والتعذيب والخطف والفساد بكل اشكاله فابكو واصرخوا على ما حل بالعراق من مصائب ولا تستوقفكم هذه الحالة التي لايراد منها تشويه صوره البنت او تصرفات مراهقة 00 ولكن يراد منها ايهامكم بان العهراق بخير وحتى النجف فيها ايمو المدينة الاكثر تحجبا 00وهذا بفضل الاحتلال00 ولا تنسوا المجتمع يحتوى كل شيء وقد يكون شاذا ، لكنه شاذ وهذا يعني انه يشمل قلة ضئيله بين الاكثرية الساحقة 00 0 ونقطة اخرى لاتتصوروا بان الاخلاق الاجتماعية والتصرفات تقاس بهذا الشكل فالذى عاشه العراقي رجلا او امراءة من كبت وخوف وحرمان سابق وحصار اكثرمن عشرة سنين عجاف 0 فلا يستبعد ان يظهر فيه كل اشكال الشذوذ00 0 مما عاصر خلال ثمان سنوات من عمر الاحتلال000 والحبل على الجرار

  9. ياريت لو يطلع هذا الموديل بلعراق علمود العالم شوية تتغير تشوف الدنيا شلون ماشية مو كل يوم جنازة وكتل وانفجار وماعرف شنو خلو العراقيين يتنفسون شوية والله يمكم صاير حتى النفس ممقبول خلو المراهقين والمراهقات يعيشون حياتهم التغير حلو شلون مجان احلى فترة بحياة الانسان هي المراهقة لتستغربون اذا طلعت عراقية هيجي خلو العالم تستمتع بوقتهة

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *