وصلت المنحوتة المنتظرة للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان وهي عبارة عن نسخة ذهبية (18 قيراطاً) عاملة من مرحاض “كولر”، في تمثيل فاحش للثروة- إلى متحف “سولومون ر. جاجنهايم” بولاية نيويورك الأميركية بنهاية الأسبوع الماضي، ورُكِّبَت في دوره المياه المتواضعة في الطابق الخامس من المتحف.

ومن المنتظر أن يُفتتح استخدامها الجمعة ، بعد ان كان من المفترض أن تصل المنحوتة قبل شهور، إلا أن صب ولحم هذا القدر من الذهب معاً كان أصعب مما توقع الجميع، بحسب تقرير نشرته صحيفةنيويورك تايمزالأميركية، الخميس .

وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة والمعقدة التي شهدتها عملية صناعة المنحوتة في إحدى المسابك في فلورنسا، إلا أن تركيبها لم يختلف عن تركيب أي مرحاض في أي دورة مياه في العالم.

وقال مايكل زال، مدير عمليات المرافق للمتحف، إن تركيبها جرى على يد سباك موثوق، مضيفاً “إن كان سباكاً عادياً من قبل، فهو لم يعد كذلك”.

تواجد الفنان كاتيلان (55 عاماً)، الذي يقطن في ميلان غالباً، يوم الثلاثاء أثناء اختبار المنحوتة، وظهر بقميص بلون الزعفران، متحمساً، ومتوتراً بعض الشيء.

يُعرَف كاتيلان بأنه أحد ألمع الفنانين في دعاباته، وهو أحد أغلى الفنانين في المزادات العلنية، لكنه قال إنه يأمل ألا ينظر الناس إلى منحوتة المرحاض كدعابة.

ويضيف كاتيلان: “في الوقت ذاته فإنها تمثل تهكماً غريباً على عدم المساواة (كما تشير إلى الثروة في عالم الفن)، كما إنها نوع من الهدية لمرتادي المتحف، وفرصة نادرة لقضاء وقت خاص مع شيء شديد الجمال لدرجة تجعل من الصعب التصديق بأنه حقيقي”.

كما أن عنوانه “أميركا” يحمل دلالة ثقيلة ربما أثقل من وزن المرحاض ذاته.

ولم تُعلن كلفة المنحوتة التي تحمّلها متبرعون سريون، وستبقى المنحوتة في مكانها، مُستَخْدَمَة إلى أجل غير مسمى.

ويروي كاتب التقرير لقاءه مع كاتيلان وتجربته لهذا المرحاض الثمين قائلاً: “دعاني لتجربته، وهو ما فعلته لأنني احتجت ورغبت في ذلك، وأغلقت الباب ورائي”.

“تعاملت مع بعض الأعمال الفنية عبر أعوام من الكتابة عنها، جُرحت من لوحة ألكساندر كالدر السلكية، كما أراد كالدر، حين جعل معالم الوجه متحركة، ومشيت على أعمال كارل أندريه الأرضية، كما أمسكت باليد الثقيلة لإحدى التماثيل اليونانية البرونزية ذات مرة. لكنني لم أتبول من قبل (إذا كان عليك معرفة ذلك) على أحد الأعمال الفنية، وهو ما دفعني للتوقف والتفكير”.

ويضيف: “في الحقيقة تبدو المنحوتة في أفضل أوضاعها حين تُستخدم، إذ تبدو شديدة اللمعان للدرجة التي تجعلك غير قادر على النظر إليها من شدة توهجها. خاصة خلال تدفق المياه. وضعت المقعد الثقيل وغسلت يدي وعدت لكاتيلان مرة أخرى”.

ويكمل حديثه “سألت كاتيلان إن كان يحبها بعدما رُكِّبت في مكانها، فأجابني أنا سعيد لأنها ليست على قاعدة تمثال ولا في معرض”، كما أضاف “إنها في غرفة صغيرة، منتظر من يريد استخدامها. حين رأيتها في الداخل للمرة الأولى، بكيت، أو أوشكت على البكاء”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *