في أحد شوارع الجيزة (جنوب القاهرة) الضيقة، ومع أذان الفجر وبرودة الجو تخرج “أم محمد” في كل صباح متوجهه إلى عملها في إحدى رياض الأطفال كـ”عاملة نظافة” ولسانها يردد “لا حول ولا قوة الا بالله” سائلة الله أن يرزقها قوت أسرتها، وأن يكفيها شر السؤال.

أم محمد التي ذاقت مرارة الفقر لسنوات طويلة، بعد أن أصيب زوجها بمرض خطير في القلب جعله طريح الفراش لم تستسلم لهذا الوضع، بل أصرت على أن تقوم بدور الزوج المريض لتوفر متطلبات ابنيهاm.

وتروي “أم محمد” مشوارها فتقول: “لم يكن في يدي مهنة أستطيع أن أتكسب منها نفقات أسرتي، ومضت شهور طويلة ونحن نعتمد على مساعدات تأتينا من الجيران وأهل الخير، ولكن من يستطيع أن ينفق علينا طول العمر، وهو ما دفعني للتفكير في ضرورة البحث عن عمل”.

لكن زوجها رفض في البداية بدعوى أنه من عائلة كبيرة في صعيد مصر، ولا يليق أن تعمل في مهنة تسيئ إلى هذه العائلة، غير أنها أدركت أن عراقة الأسرة لن تطعم أطفالها ولن تجلب الدواء لزوجها، فطلبت من إحدى جاراتها أن تساعدها في البحث عن عمل.

مشوار صعب

ومضت “أم محمد” في سرد قصتها بالقول: “أنا غير متعلمة، بالطبع لم يكن سهلا أن أجد مهنة، حتى قرأت لي جارتي إعلانا مكتوبا بجانب إحدى العمارات عن حاجة إحدى رياض الأطفال لعاملة نظافة”.

وبالفعل التقت “أم محمد” بالمسؤولة فشرحت لها المهام المطلوبة منها وهي تنظيف المكان، ورعاية الأطفال، وإحضار مستلزمات الحضانة من السوق، بدأً من الساعة السادسة صباحًا حتى الثالثة عصرًا مقابل 5 جنية (دولار واحد تقريبا” يوميًّا.

وأوضحت أم محمد أن جارتها طلبت منها رفض هذا العرض، نظرًا لضعف المرتب مقابل احتياجات الأسرة الكثيرة، لكنها قبلت العمل أملا في العثور على فرصة أخرى لاحقا.

معاملة سيئة

مرت شهور طويلة وأم محمد التي لم تتجاوز الـ 45 عامًا تعمل في الروضة نهارا، ثم تعود لتستكمل مهامها المنزلية من إعداد الطعام لولديها ورعاية زوجها المريض.

ورغم قسوة صاحبة العمل على أم محمد، فإنها لم تبال بذلك، مؤكدة أن هذا العناء يزول عندما تجلس تتخيل أنها استطاعت أن تقف جانب ولديها حتى أتما تعليمهما.

ولتحقيق هذا الحلم لم تكتف بالعمل في الروضة، بل سعت لزيادة دخلها بالعمل كخادمة عند سيدة عجوز، تحن عليها من وقت لآخر بالأطعمة والهدايا في الأعياد والمناسبات.

وتؤكد أم محمد أنه بالرغم من المجهود الكبير الذي تبذله، فإنها ستظل تساعد زوجها في العلاج حتى آخر يوم في حياتها، ولن تتذمر أو تتضايق.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. rabna y2awiha 3ala fikra fi ktir nissa2 mitlha fi al 3alam al 3arabi fal nohayi kol hatihi annisa2 alawati yatahadayna kol asi3ab min adjl kasb lokmat 3aychihim bil halal tahyat idjlal wa takdir likol mar2a 3arabya sharifa mitla hadihi el modjahida

  2. طبعا قلوبنا معها في محنتها ، اعانها الله على ما بلاها ،،، لكن حالتها ليست الحالة الأولي ولا الأخيرة ،،، هناك اسر تُعاني اكثر مما تعاني هي ولكن ساترين على انفسهم وساتر الله عليهم ولا يطلبون الاحسان كما تطلبه هي حتى وصل طلبها للاحسان الى صفحات الجرائد ،،، هؤلاء المتعففين تظنهم اغنياء بتعففهم ، ولا يعلم احد الا الله ما يعانونة من شظف العيش … هؤلاء من يستحق الاعانة ، قدرنا الله على مساعدة امثالهم ….

  3. كم احترم هكذا نساء لانها تقف بجانب زوجها المريض وتعمل لتربية اولادها بالرزق الحلال…بارك الله فيك واعانك على حمل المسؤلية الملقاة على عاتقك…مع دعائي بالشفاء لزوجك…والله يحفظ لك اولادك

  4. بارك الله فيكي يارب والله يوفقك على كل ماتعملين من عمل خير ويشفي زوجك يارب .. ويحفظ اولادك يارب

    لازم مثل هاذي الحالات نوقف ونساعدهم

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *