دخلت قضية الخادمة الأندويسية سومياتي المتعرضة لمعاملة قاسية من قبل كفيلها في منطقة المدينة المنورة (غرب السعودية)، منحى جديد بعد مطالبه جمعيات حقوقية اندويسية وزير العمل الاندوينسي بمنع تصدير العاملات المنزليات الي السعودية وبعض الدول العربية، فيما طالب ناشط حقوقي سعودي بسن قوانين رادعة بحق من يسيء للعمالة المنزلية، معتبرا أن ما حدث للخادمتين الأندونيسيتين “حوادث شاذة” لا تصل إلى مستوى الظاهرة.

وكانت تقارير أمنية سعودية عن مقتل خادمة أندويسية أخرى يشتبه بأنها قضت على يد من كانت تعمل لديهم، وطالبت جاكرتا السلطات السعودية بإجراء تحقيق بشأن تقارير تحدثت عن مقتل كيكيم كومالاساري التي عثر على جثتها في مكبٍّ للنفايات في مدينة أبها (جنوب السعودية) وتم العثور على آثار تعذيب واضحة على جثتها، بما في ذلك جروح بليغة في منطقة الرقبة وأنحاء مختلفة من جسمها.

واحتج أكثر من 200 أندونيسي على مدى 3 أيام أمام السفارة السعودية في جاكرتا على خلفية قضية الخادمة التي تعرضت لتعذيب بالحرق والضرب أدى إلى تشوهها في مواقع مختلفة من جسدها، وخاصة في الرقبة واليد اليسرى إضافة إلى الشفة العليا.
وقال وزير القوى العاملة الاندونيسي مهيمن اسكندر لوكالة انباء محلية إن فريقا من سفارة بلاده في السعودية توجه إلى مدينة أبها في منطقة عسير للتأكد من المزاعم التي تحدثت عن مقتل العاملة الاندونيسية كيكيم كومالاساري على يد من كانت تعمل لديهم في السعودية.

وأكد سفير الرياض لدى جاكرتا عبدالرحم أمين خياط في مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة السعودية ردا على المظاهرات الغاضية أن حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في الجهات المختصة ستقوم بالدور اللازم في حماية العمالة المنزلية وتضمن لهم جميع الحقوق المتفق عليها. وشدد على أن التحقيقات في موضوع العاملة المذكورة سارية وسيتم اتخاذ جميع الإجراءات ومعاقبة المعتدي.

إلى ذلك أكد مصدر مسؤل داخل شرطة جدة أن ابن السيدة السعودية المتهمة بالاعتداء على العاملة المنزلية اقر بأن أمه هي التي عذبت العاملة، بعد أن حاولت والدته في بادىء الأمر تفسير الأمر بكونه نتيجة محاولة انتحار العاملة بإلقاء نفسها من البناية.

وأحالت هيئة التحقيق والادعاء العام في المدينة المنورة السيدة السعودية، وهي أرملة تبلغ من العمر 54 عاما، إلى شعبة السجن العام، بعدما أفضى التحقيق إلى اتهامها بتعذيب عاملتها، في الوقت الذي لا تزال فيه الخادمة ترقد في مستشفى الملك فهد العام وسط رعاية طبية.
مطلوب قوانين صارمة
من جانبه، وصف الناشط الحقوقي الدكتور محمد آل زلفة ماحدث في أبها والمدينة المنورة بالجرائم الشاذة التي لا يرتكبها الا أناس غير أسوياء، وقال لـ”العربية.نت” : “هذه الحالات شاذة ولا يمكن تعميمها.. فهي فردية وصغيرة ولاتصل إلى حد الظاهرة”، ويتابع :” للأسف من قام بهذا العمل أناس شاذين جهلة وأتصور أن حادثتي ابها والمدينة اللتين حدثتا في أسبوع واحد لا تصدرا إلا من أناس غير أسويا.. هذا اجرام لا يمكن الصمت حياله”.

وطالب عضو مجلس الشورى السابق الدولة بإصدار قوانين رادعة لمن يقسو على عمالته، قائلا:”للأسف بات المجتمع مهووس بالسحر وضعف الدين ويتهمون الخادمات بذلك ويقررون معاقبتها على هذه التهمة”، مضيفا:” نريد رفع وعي الإنسان بكرامة الإنسان، واصدار قوانين رداعة لكن يفكر في إرتكاب مثل هذه الجرائم البشعة التي تسي في نهاية المطاف لسمعة السعوديين وتعطي صورة سيئة وغير صحيحة عن المسلمين”.

وأخذت قضية الخادمة الأندويسية ابعاد سياسية بعد أن قرر الرئيس الأندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو ارسال وفدا وزاريا رسميا الي المدينة المنورة لمتابعة حالة الخادمة وسير التحقيقات.وهو أمر قد لاتسمح به القوانين السعودية.

وشدد الرئيس الاندونيسي على ضرورة تحقيق العدالة في قضية “التعذيب غير الطبيعي” للخادمة، وقال للإعلاميين بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة في بلادة “اصدرت تعليمات لوزارة الخارجية للتعامل مع الامر بجدية، لقد تعرضت سومياتي لتعذيب غير عادي وأود ان ارى العدالة تتحقق”.

واستدعت الحكومة الاندونيسية السفير السعودي في جاكرتا للتعبير عن استيائها من الحادث والمطالبة باتخاذ الاجراءات اللازمة، كما ينتظر أن تصدر وزيرة المرأة وحماية الطفل التي زارت الخادمة في المستشفى أمس الأول قرارات جديدة قد تعلق بموجبها ارسال الخادمات الأندويسيات الي السعودية لحين وضع أنظمة جديدة تحمي الخادمات حسب ماذكرته لصحف أندويسية اليوم.
من جهتها حثت منظمة هيومان رايتس واتش المعنية بحقوق الإنسان عددا من دول الشرق الأوسط على حماية عاملات المنازل وذلك بعد أن روت خادمات أسيويات قصص تعرضهن للتعذيب على يد أرباب العمل.

وقالت المنظمة إن الاتهامات التي وجهتها ثلاث خادمات سيريلانكيات بتعرضهن للتعذيب وابتلاع المسامير ألقت الضوء على ظاهرة تعرض كثير من الخادمات في المنطقة لسوء المعاملة والتعذيب.

وقالت نيشا فاريا الباحثة في المنظمة في شؤون حقوق المرأة إن ” التقارير التي ظهرت عن تعرض الخادمات للاعتداء الجسدي والجنسي إضافة إلى عدم دفع أجورهن ليس بشيء جديد”، وأضافت ” على الحكومات المعنية التعامل مع هذه التقارير بجدية وإيجاد وسيلة للخادمات للإبلاغ عن هذه الانتهاكات بأسرع وقت ممكن”.

وكانت خادمة سيريلانكية اتهمت في أغسطس الماضي كفيلها السعودي بالتعاون مع زوجته في تعذيبها بـ “دق 24 مسمارا في يديها وساقيها وجبينها”.. وهو مانفته جهات رسمية سعودية واعتبرته محاولة للحصول على أموال تعويض.

وفي الإطار ذاته قام الأطباء في أحد المستشفيات بسيريلانكا بانتزاع مسامير من جسد خادمة أخرى كانت تعمل في الكويت واتهمت مخدومها بدق 14 “مسمارا” في جسدها عندما طالبت براتبها.

وتجري السلطات السيرلانكية تحقيقا بشأن الاتهامات التي وجهتها خادمة ثالثة كانت تعمل في الأردن لمخدومها بإجبارها على ابتلاع 6 مسامير لأنها طالبت بالراتب، وأفاد مكتب العمالة الخارجية في سيريلانكا بأنه في انتظار صدور تقرير طبي رسمي حول حالة الخادمة الثالثة لاتخاذ الاجراء المناسب.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. كلها ردات فعل لن تُفيد ولن تحل المشكلة … المشكلة الاساسية هي في تربية من يُحضر مساعدين له الى البيت للقيام بمساعدة اهل بيته ، وهنا يظن انه اشتراهم ببضع دراهم يدفعها لهن كل شهر ويتعامل معهن هو وعائلته على اساس انهن عبيد واماء !!!!! يجب اعطاء مساعدين المنازل راتبا جيدا لا يقدر عليه الا من كان يملك المقدرة المالية وليس كل ( تافه ) ، ويجب اعطائهن اجازات اسبوعية يوما في الاسبوع ، وان لا يعملن اكثر من ثماني ساعات او عشرة على اكبر تقدير يوميا ….. هنا يشعر من احضر الخادمة انها ذات قيمة فيتعامل معها كانسانة ( عاملة ) وليس كعبدة تم شراؤها والعياذ بالله …..

  2. من المعروف لكل من هو على اطلاع على التاريخ أن نظام العبودية لم يبدأ
    في السعودية،وإنما كان موجودا قبلها بأزمان مديدة،وهذا أمر معروف لا يحتاج
    إلى بحث كثير…وعندما جاء الإسلام تعامل معه كأمر واقع ،لكن مع التأكيد
    على أن الإسلام عمل على تجفيف منابع العبودية والرق؛كجعل تحرير الرقاب
    كفارة للخطايا ،وأوجد نظام المكاتبة الذي يساعد على تحرير العبيد…انشر لو
    سمحت.

  3. اقترح ان كل خادمة يحضرها شخص ان يكتب كتابه عليها عشان الحلال والحرام…..
    عندها سوف تتشطر النساء وتنشط , وتقوم كل واحدة كسولة فيهم بخدمة بيتها واهل بيتها بنفسها.

  4. يجب سن القوانين الصارمة بحق السعودين الذين يحضرون خادمات من سيريلانكا او من دول اخرى ..
    مثلا راتب الخادمة يستقطع اوتوماتيكيا من راتب الزوج او الزوجة عن طريق مكاتب احضار الخادمات وهذه المكاتب تسلم الراتب للخادمة ..
    تكون هناك مراقبة على اوقات دوام الخادمات بحيث لايكون اكثر من 8 ساعات باليوم .. واذا زاد عن الوقت المحدد تحصل على اجرة اضافية ..
    تكون هناك استطلاع من قبل مكاتب احضار الخادمات على وضعية ومراعاة اهل البيت السعودي للخادمة ..
    ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ..
    هؤلاء بشر لولا الحاجة والعوز ما كان تركوا عوائلهم واولادهم وسافروا للحصول على لقمة العيش لاولادهم وعوائلهم ..

  5. السعودية تتعامل مع العماله وكأنهم حيوانات … اعتقد ان الحكومة متساهلة مع موضوع العنصريه مع العماله … المحزن ان هذا الاستعباد يحدث في ارض الحرمين … استغفر الله !

  6. بنت لندن انتوا الاوربين عندكم قوانين صارمه تعلوا ولا يعلي عليها كل الدول تقوم علي ثلاث سلطات تنفيذيه وتشريعيه وقضائيه وهي الأهم بالوطن العربي الثلاث سلطات بيد واحد وعندما ينعدم القانون يحدث ما هو اسوي من هذا
    ادعي لنا يا بنت لندن نكون ذو سياده قانونيه مثلكم ت ت ت

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *