مخطئ مجازاً من يظن أن بريطانيا منقسمة هذه الأيام حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي فقط، بل أيضاً حول فيديو ظهر فيه سائق فولكسفاغن وهو يصدم بسيارته ماشياً في شارع بمدينة Abingdon البعيدة بإنجلترا 73 كيلومتراً عن لندن، حيث الانقسام لا يزال منحصراً منذ أكثر من عامين بسؤال عمن المخطئ في الحادث: الماشي أم السائق الذي صدمه؟

https://www.youtube.com/watch?v=DeA1L3RabPg

من البديهي قبل التسرع بالجواب، فحص كل لقطة بالفيديو الذي صورته كاميرا مثبتة في قبعة سائق دراجة نراه في بداية الشريط واقفاً وخلفه سيارة لا تتحرك أيضاً، مما يؤكد أن إشارة ضوئية كانت حمراء، وتلزم السائقين على التوقف لثوان معدودات، يعبر المارة أثناءها الشارع، وهما الماشي برفقة صديق وكلبه.

الصديق لاحظ أن فولكسفاغن مقبلة بسرعة، فتمهل وتوقف، فيما فضل صديقه المضي بعبور الشارع لأنه كان أقرب إلى الجهة الثانية، وظن بأن سائق الفولكس قد يتوقف أو يتابع طريقه من خلفه، في وقت ظن السائق أن العابر هو الذي قد يتمهل ليدعه يمر، بل ساعده على ذلك وانعطف أكثر نحو اليسار، وبانعطافه دهس الشاب المعاند على العبور، وفق ما نراه بالفيديو، وفيه نجده يصدمه ويدحرجه كدجاجة مذبوحة انطردت من الألم بالهواء، ثم سقط المدهوس مغمياً عليه في الجانب الآخر من الشارع، واختفى السائق.

مراحل الحادث، العابر أسرع حين رأى السيارة مقبلة، ظنا بأن سائقها سيمرّ من خلفه، لكنه مرّ عليه
مراحل الحادث، العابر أسرع حين رأى السيارة مقبلة، ظنا بأن سائقها سيمرّ من خلفه، لكنه مرّ عليه

هل تعطلت مكابح السيارة أم كان السائق مخموراً؟

فيديو الحادث الذي جرى في 2013 وجد طريقه بعد عام إلى “يوتيوب” الشهير، بعد أن تسلمته شرطة “أبينغدون” من سائق الدراجة، وأرادت من إفراجها عن الشريط طلب المساعدة ممن يعرف الداهس، مع أن المدهوس تعافى تماماً، وغايتها كانت استجواب السائق المختفي، وبدلاً من أن يساعدها السكان، تعرضوا هم بأنفسهم لما طلبوا المساعدة لحله، بعد أن عجزوا عن تحديد المخطئ الحقيقي بالحادث الذي شمل خبره البلاد.

حيارى بالمئات في أيهم المخطئ، حاولوا إيجاد حل، منهم من ذكر أن الفولكسفاغن تعرضت لعطل ما في مكابحها، ولم يتمكن سائقها من إيقافها، والدليل أنه صدم ضحيته ولم يتوقف، ولا قلل سرعته أيضاً، بل تابع بالسرعة نفسها، وآخرون قالوا إنه تعمد دهس العابر، فعارضهم من قال بعدم وجود سبب ليفعل ذلك، فيما ذكرت قلة أن السائق كان مخموراً، وأقل منها ذكروا أن الفيديو “مفبرك” بلا أساس، علماً بأنه شرعي وأصيل.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *