بعد ساعات قليلة من انتشار قصتها التي هزت ملايين المصريين على مواقع التواصل، توصلت “العربية.نت” للسيدة سعاد، “عروس” الإسكندرية المسنة التي ألقت قوات الأمن القبض عليها، لإقامتها حفل زفاف تمثيلياً من أجل تحقيق أمنيتها في ارتداء الفستان الأبيض.

المسنة تقيم بمفردها في شقة متهالكة في حي الجمرك بالإسكندرية، ولا تمتلك هاتفاً وتم التوصل إليها عن طريق أحد الصحافيين مقيم بالقرب منها، حيث قال الصحافي ماهر إبراهيم لـ”العربية.نت” إنها تجاوزت الستين من العمر وتعيش في الشقة بمفردها بعد وفاة والديها.

السيدة قالت إنها كانت تحلم بارتداء فستان الزفاف الأبيض بعد أن فاتها قطار الزواج وكان حلمها الأكبر تكوين أسرة وإنجاب أبناء يؤنسون وحدتها في لحظات عجزها، مضيفة أنها فكرت في تحقيق حلمها ولو بصورة بسيطة، لذا ذهبت لأحد المحلات التي تبيع فساتين الزفاف واشترت فستاناً ثم ذهبت للكوافير وطلبت منه تزيينها وسدت 1500 جنيه للفستان و350 للكوافير وسارت في الشارع بحثاً عن عريس.

وأضافت أنها عثرت على شاب وافق على القيام بدور العريس معها ورافقته وذهبت معه لإحدى قاعات الأفراح، وسدت قيمة تأجير القاعة وهو 2500 جنيه، ولكنها لم تجد مدعوين وعقب دقائق قليلة من بدء الحفل هرب العريس وغادر مسرعاً لتعود لمنزلها وهي سعيدة أنها حققت حلمها في الزواج وارتداء الفستان الأبيض لكنها فوجئت بالقبض عليها ومحاولة إيداعها داراً لرعاية المسنين.

وقالت السيدة سعاد إنها حزينة لهروب العريس وعدم اكتمال الحفل، مطالبة بمساعدتها في الحصول على قيمة تأجير القاعة، خاصة أن أهلها وبخوها على فعلتها مشيرة إلى أنها قضت ليلة بدار المسنين في الرأس السوداء بالإسكندرية بعد القبض عليها.

ما زالت سعاد تحلم بالعريس والفرح والزفاف، وتقول سأبحث من جديد عن عريس آخر والزواج منه “فما دمت على قيد الحياة، لن أتنازل عن تحقيق حلمي”، مؤكدة أنها لا تريد شيئاً من أحد ورغبتها الوحيدة أن يتركوها تعيش حياتها كيفما تشاء طالما لا تضر أحداً.

وكانت نيابة الجمرك بالإسكندرية برئاسة المستشار عمرو عبد العزيز، قد قرر مغادرة سعاد لدار للمسنين بالرأس السوداء، وتسليمها لشقيقتها الكبرى لتتولى رعايتها، بعد تعهدها بالحفاظ عليها.

يذكر أن مغردين على مواقع التواصل بالإسكندرية، قد تداولوا صوراً لسيدة مسنة، ترتدي فستان زفاف وتسير بمفردها في الشارع بمنطقة محطة الرمل وسط المدينة، وعندما سألها المارة عن عريسها أجابتهم أنه لا يوجد عريس لها.

وبادر أحد الشباب من المارة، والذي تعاطف مع حالتها بتمثيل دور العريس لتذهب معه لقاعة أفراح، وتتم إقامة حفل زفاف تمثيلي وتعلن بعدها أنها سعيدة بتحقيق حلمها وتغادر لمنزلها وسط حماية الأهالي.

من جانبه، قال الشاب الذي قام بدور العريس، ويدعى الجوهري لـ”العربية.نت” إنه كان يقف مع أصدقائه بشارع محمد أحمد عندما شاهد بعض الأهالي يزفون السيدة المسنة، وهي ترتدي فستان الزفاف الأبيض وشارك معهم في الزفة والاحتفال حتى وجد العروس تدخل قاعة مسرح الإسكندرية وتجلس في الكوشة بمفردها، فسأل صاحب القاعة عن العريس فأجاب أنه لا يوجد لها عريس، وأنها حجزت القاعة منذ أسبوعين لكي تجلس في الكوشة بمفردها .

وأضاف الجوهري: “لقد تعاطفت معها ومع حالتها وذهبت إليها في الكوشة وجلست بجوارها، وسألتني عن هويتي فأجبتها أنني أنا العريس وسعدت بذلك واستمر الحفل لنحو نصف ساعة وغنينا لها وأسعدناها وقمنا بتوصيلها لمنزلها بعد انتهاء الحفل وتأكدنا من أنها كانت سعيدة جداً، وهو ما كنا نرغب فيه ولم نعلم بما حدث لها إلا في صباح اليوم التالي من اعتقالها وحجزها بدار للمسنين .

وقال إن السيدة عاشت لحظات سعيدة بعد أن حققت حلمها متسائلاً: “هل يمكن أن نحرمها من حقها حتى في أن تحلم؟”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. المبلغ التي صرفته على الفستان والكوافير وعلى تأجير قاعة الافراح كان الاجدر بها أن تصرفه على حالها وعلى متطلبات منزلها خاصة وعلى حد قولكم انها فقيرة تعيش في شقة متهالكة ولا تملك حتى هاتفا …! الله يكون في عونها

  2. حتى الحلم ممنوع من حكومة الزعيم السياسي ( المُحنك ) السيسي حفظه الله لمصر قدوتاً ولمزيد من العطاء المُبهر .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *