في كل موسم درامي، تتبوأ أعمال البيئة الشامية مركز الصدارة وتحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة لتدر على المنتجين أموالاً طائلة باعتبارها تجارة رابحة ومضمونة.
وقد أثار هذا النوع من الدراما الكثير من الجدل في ما يتعلق بمحتوى القصص التي تسرد وتتناول أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ.
اعتبر البعض أنّ هذه الأعمال تشوّه تاريخ دمشق الحقيقي والغني فكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً في حين كان الصراع الأبرز على دور المرأة وكيفية تصويرها. واتُّهمت هذه الدراما بتشويه صورة المرأة الدمشقية عبر إظهارها مجرد “ثرثارة” وحياتها مُكرّسة للأحاديث الفارغة، بالإضافة إلى خدمة زوجها.. بينما أظهرها التاريخ بأنها عنصر فاعل في المجتمع بعدما كانت ناشطة سياسياً وفكرياً واجتماعياً.
وأطلت هذه الدراما لموسم 2012 بأربعة أعمال تمثلت في “زمن البرغوت”، “طاحون الشر”، الأمّيمي”، حارة الطنابر”، “لعنة قسم”.
أما موسم 2013، فسيكون غنياً وربما يشهد عودة “باب الحارة” بجزئه السادس، بينما يستعد المخرجون لتصوير جزء ثان للأعمال الخمسة المذكورة سابقاً، بالإضافة إلى “ياسمين عتيق” و”خاتون” و”طوق الياسمين”.

ممنوع من التوثيق

المخرج علاء الدين كوكش قال “ليس كل ما قُدّم صحيحاً ولا يعكس بالضرورة واقع البيئة في هذا المجتمع وهذه المدينة، بل هناك ابتعاد عن ذلك”.
لكنه يرى أنّ “هناك أعمالاً قدمت بعض الوقائع الصحيحة والحقيقية من عمق الحياة في دمشق، ومثال على ذلك ما جاء في مسلسلي “أهل الراية” و”زمن البرغوت””.
وأشار مخرج “أهل الراية” إلى أنّ “شركات الإنتاج هي التي تفرض هذا النوع من الأعمال وتمنع التوثيق في أعمال البيئة الشامية، مبررة ذلك بأنها تريد مسلسلاً يتوجه إلى أدنى طبقات الشعب، باعتبار أن فئة “غير المثقفين” تسيطر في الوطن العربي، أي أنّها تريد مسلسلاً يتوجه إلى عامة الناس وليس إلى طبقة محددة منه”.
ويؤكد في هذا السياق أنّ “شركات الإنتاج العربية والمحطات الفضائية هي التي تفرض صورة وأحداث هذه الأعمال رغم ابتعادها في المجمل عن الواقع، فالمجتمع الشامي لم يكن متخلفاً ومتزمتاً إلى الحد الذي تظهره هذه الأعمال”.

قصص مفترضة
بدوره، أكد الكاتب والسيناريست مروان قاووق على “وجود تكرار في البيئة الشامية، وابتعاد عن توثيق الفترة التي يمر بها العمل، أكانت الفترة العثمانية التركية، أو فترة الاحتلال الفرنسي، أو حتى فترة الاستقلال”.
ويوضح كاتب “باب الحارة” أنّ “المجتمع الشامي لم يكن كما نتابعه.. بل هو مجتمع متحضر جداً وأكثر الشعوب العربية ثقافة، وكان مغايراً تماماً لما قدم في الأعمال الشامية”.
وتابع “كان لباس أهل الشام غير اللباس الذي يظهر في الأعمال وكذلك تعاملهم، لكنّ شركات الإنتاج والمخرجين وصنّاع الدراما أحبوا اللون الجديد الذي ظهر على الشاشة العربية، خصوصاً بعد محبة الناس لذلك. أصبح بعض الممثلين يزيدون من استعمال الكلمات البيئية العامية القريبة جداً إلى الناس البسطاء الميالين إلى الشرّ أكثر من ميلهم إلى الخير”.
وأكد قاووق على “وجود تشويه للبيئة الشامية والمجتمع الشامي المثقف والمنفتح على الخارج، لا سيما أنّ دمشق كانت تحوي أكثر من 220 جريدة تصدر في العام، وهناك المطابع والأشخاص الذين يسافرون للدراسة والعلم في أوروبا، كما كانت هناك المثقفات والسياسيات”.
وبيّن قاووق أن “المجتمع الشامي ظُلم في هذه الدراما وكذلك المرأة الدمشقية، فالكم الأكبر من النساء الدمشقيات متعلمات ومثقفات، والظلم الذي حلّ بالمرأة في هذه الدراما جاء من خلال إعطاء صورة بأنّها جاهلة وثرثارة وزوجها متسلط عليها”.
وفيما يشير قاووق إلى أنّ “الأعمال التي قدمها كانت ضمن قصص مفترضة غير موثقة تناولت شريحة صغيرة جداً من المجتمع، ولم تظهر فيها طبقة المثقفين والسياسيين، يبرّر ذلك بأنه ابتعد عن التوثيق لصالح تقديم “حدوتة” شامية شعبية يحبها الناس والقصد منها المتابعة وإيصال رسائل خيّرة إلى الناس من خلال تلاحم المجتمع وتكاتفه وتعاضده”.
ويعترف قاووق بأنه “لم يقدم البيئة الشامية الصحيحة، فهناك محطات هامة في تاريخ المدينة لم تعرض من خلال هذه الدراما، وهذه المحطات غيّرت مجرى التاريخ الذي مرّ على هذه المدينة، ويبرر هذا الأمر بأن تلك المحطات كانت سياسية، وذكرت بإيجاز بعيداً عن تناولها بشكل مفصّل.

الرجولة الحقيقية
أما الممثلة غادة بشور فدافعت عن تكرار أعمال البيئة الشامية في كل عام، من باب أنّه “لإظهار حياتنا وكيف كانت روح المحبة منتشرة في ذلك الوقت”.
وترى داية “بيت جدي” أنّ الأعمال الشامية تظهر الرجولة بمعناها المتعارف عليه، وتؤكد على ضرورة وجود عملين أو ثلاثة في كل عام تنتمي إلى هذه البيئة.
أما بالنسبة إلى الحديث عن تشويه التاريخ، فتضيف “لستُ كاتبة حتى أعرف إن كان العمل يشوه التاريخ أم لا. إضافة إلى مشاركتي في مسلسل “حارة الطنابر” الكوميدي، شاركت أيضاً في مسلسل “زمن البرغوت”. العملان ينتميان إلى البيئة الشامية لكنهما مختلفان كلياً، فـ”زمن البرغوت” قدم شيئاً من التاريخ الصحيح من دمشق. أما “باب الحارة”، فقد كان الوقت التاريخي موثقاً رغم افتراضية المكان”.
وتشير إلى أن “الحديث عن إظهار الأعمال للمرأة بأنها ثرثارة أمر غير منطقي”. وتتساءل “ألا يوجد في زمننا الآن نساء ثرثارات؟”.
وتتابع “إن الحديث عن المثقفات والطبيبات والسياسيات هو أمر يجب أن يعيدنا إلى توثيق التاريخ وبالتالي إلى الكتّاب الذين لم يتحدثوا عن هذه الطبقة من السيدات. وفي العموم، كانت المرأة الدمشقية ربة منزل ممتازة، واشتهرت “الدايات” بشخصيتهن القوية”.
وختمت “لا يمكن إنكار دور المرأة في الحياة الدمشقية، خصوصاً المتعلمات والطبيبات… لكن لماذا لا نراهنّ في هذه الأعمال؟ هذا الأمر عائد إلى الكتّاب والمخرجين”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. اصلا مسلسلات البيئة الشامية قصصها مفترضة وليس لها اى علاقة تذكر بالواقع …………….الجزائر

  2. لأ لم تشوهها بل قدمتها بواقعية وأظهرت الإيجابيات والسلبيات وهيه أجمل مليون مرة من المسلسلات عن الواقع الحالي

  3. طبعا شوهت صورة المراة في دراماتنا العربية عامة.
    لان المواضيع المتداولة دائما تحوم حول علاقتها بالرجل سواء علاقة طيبة او سيئة فهي أما زوجة مطيعة تفعل ما يأمرها زوجها من غير مناقشة، او زوجة مظلومة خانها زوجها او طلقها او ترملت من بعده و ما عندها حيل و لا قوة .
    يعني بمفهوم آخر لازلت لم أرى مسلسل يتداول المراة كامرأة لها ذاتها و كينونتها و حريتها الفكرية بعيدة عن ثاثير الرجل من قريب او من بعيد و الدليل على كلامي دائماً تختمون المسلسلات بانها حققت حلمها فاحبت و تزوجت و انجبت و اغتنت بفلوس زوجها .
    و هذا سبب عزوفي على الدرامات العربية.

    1. فعلا صور واقعية لكن القصص متشابهة في الواقع و في الثمتيل لا ضرر في شوية خيال لعل هذا يغير شوية من الواقع المرير لي تعيشه

  4. بل على العكس الدراما الشاميه شوهت صورة الرجل وليس المراءه .. كان الرجل على ايامهم حمش .. والمراءه مجرد ان تسمعه دخل البيت وهو يتنحنح حتى ترتعب وتروح شمال ويمين ويمين وشمال وكاءن على راءسها الطير .. فلا تعرف هل تجلب الطشت ليضع رجله بالماء او تجلب له غيار الملابس ليستحم او تعمل له كوب شاي !! اما اليوم ياحسره فالرجال يدخل على بيته يجد زوجته تجلس على الكنبه وتضع رجل على رجل وهي تشاهد التلفاز وتؤشر له على خدها (( اي تعال بوسني )) وهو ينحني وينفذ اوامرها .. اخس على الرجال !! انا لو مكانه ابوس يدها ايضا !!

    1. ياليتني على ايامهم كنت اشخط وانطر على كيفي .. ولا اخشى عن اللوم خاشيا .. وان قلت لها مابكي يا امراءه مع عين حمره وغضب ؟؟ ترتجف وتقول انا حردانه .. فاءقول لها وين المشكله اتغطي بالبطانيه وخلاص .. فتقول لا حردانه وليست بردانه وبدي احرد عند اهلي .. ومجرد ان تتخطى عتبة تكون الزوجه الثانيه حلت بالمنزل .. علي سيرة الزعل .. احد الاصدقاء ظل سهران معنا الى ساعه متاءخره قبل فتره وعندما قلنا لم لا تنقلع الى زوجتك وبيتك .. قال لا انا زعلان خلوني انام عندكم !! كانت المراءه تترك البيت وتذهب الى بيت اهلها .. اصبحنا ناءخذ اغراضنا ونذهب الى امهاتنا والدموع فوق مئاقينا ..

      1. ههههههههههههههههه سااااهر كمل لنا قصة الاسد و ابو الغزالة؟؟؟ سمعت إنه حيعمل عملية صح؟؟..

        1. الاسد يعمل عمليه ؟؟؟ عملية بواسير ؟؟ من قالك الاسد يعمل عمليه .. انتي قريتي الجزء الثاني من القصه ؟؟

  5. اييه رز الله على أيام باب الحارة كان يمشي الواحد فينا مثل الديك صدره قدامو متر وشواربو مثل كوبري ٧ اكتوبر وهل عصاية دبسي بإيدو والسكين على جنبو الامر الناهي بالبيت كلمة وحدي بتفوت مرتو بالحيط ،
    من وين طلعولنا بمسلسل صبايا نكدو علينا الله ينكد عليهم قادر يا كريم كشفت شعر راسي ودعت عليكم
     

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *