شهدت مدرسة عباد بن بشر المتوسطة بمكة المكرمة واقعة طريفة، حيث أدى حارس إحدى مدارس البنات الاختبارات النهائية لهذا العام بجوار ابنه الذي يؤدي الاختبارات نفسها عقب انتسابه إلى المدرسة لإكمال تعليمه في مراحل متقدمة، بحسب عكاظ.

وأبدى حارس المدينة ويدعى مري الزهراني (50 عاماً) سعادته بتأديته الاختبارات هذا العام وعدم شعوره بالحرج بجلوسه بجوار ابنه في نفس اللجنة، لافتا إلى أن طموحه هو من قاده لاستكمال تعليمه والحصول على شهادات أعلى
الأب مري سليمان الزهراني الذي يعمل حارساً لإحدى #مدارس البنات بمنطقة #مكة_المكرمة بعد أن تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة له مع ابنه في إحدى قاعات #الاختبارات للمرحلة المتوسطة بمنطقة مكة المكرمة.

وكشف الزهراني عن تفاصيل حياته وكفاحه وإصراره على #التعليم رغم قسوة الحياة ومعاناته مؤخرا بعد أن تعرض ابنه الكبير فيصل لحادث مروري دخل على إثره العناية المركزة وفقد الذاكرة، إلا أن عزيمته لم تمنعه من الجلوس في قاعات الاختبارات، فكانت الصدفة في أن تكون قاعته هي ذاتها القاعة التي يقدم فيها ولده الاختبارات.

وعن سر رغبته في استكمال تعليمه، قال الزهراني: “إن لم تملك العلم فأنت ستظل في حياتك ناقصاً، كنت أتمنى مواصلة تعليمي منذ الصغر، ولكن ظروف الحياة لم تساعدني على ذلك، ولكن ها أنا الآن أكمل مسيرتي التي سأسعى جاهدا أن أقف صامدا في ظل الظروف لمواصلة تعليمي”.

وعن الاختبارات ومرحلته الدراسية، أجاب: “أنا الآن أدرس بالصف الثاني متوسط، وإن شاء الله سأنتقل لمرحلة الكفاءة، ومتبقي اختبارين أسأل الله التوفيق”.

وعن ابنه الذي كان معه في نفس قاعة الاختبار، أوضح: “أدرس حالياً عن طريق الانتساب بنفس مدارس أبنائي فيصل ومحمد وعمار، وللأمانة كان وجود ابني بنفس القاعة هو بالصدفة، وكنت جالسا بآخر الفصل وهو بالأمام، ووجوده معي كان يشعرني بالتحدي والرغبة في تحقيق النجاح حتى أكون قدوة حسنة لهم”.

وفي سؤاله حول تواجده مما قد يؤثر على ابنه قال: “بالعكس وجودي لم يؤثر عليه، بل كان دافعا له لتحقيق مبتغاه، ووضح عليه ذلك بعد الامتحان وفرحته بتواجدي معه”.

مدير المدرسة: رغم كبر سنه إلا أنه متفوق

وأوضح قائد المدرسة الأستاذ حمادي اللهيبي لـ”العربية.نت” عن أبوفيصل وأبنائه، أنه رغم كبر سن أبوفيصل وظروفه القاسية إلا أنه طالب متفوق وصبور ومكافح في طلب العلم، ورغبته في رفع مكانته العلمية والعملية أحد الدوافع لديه لإكمال تعليمه.

وأضاف: “أبوفيصل نتمنى أن يحذو كل ولي أمر حذوه، فهو حريص على أبنائه أن يكونوا من المتفوقين، وهو مثال نفتخر ونعتز به، وأصر على دخول الامتحانات رغم ظروف ابنه الذي يرقد بالمستشفى، وكان مدير التعليم قد زارنا وشاهد أبوفيصل وابنه فأثنى عليهما، وشد من أزر أبوفيصل وإكماله للتعليم، ورغم تجاوز عمره الخمسين إلا أنني أتمنى أن يتم تكريمه ليس على مستوى المدرسة فحسب بل على مستوى تعليم منطقة مكة المكرمة”.

وحول تدخل إدارة #المدرسة لجمع الأب والابن في القاعة ذاتها، أكد أنه لا يمكن أن يتم ذلك، بسبب طريقة الاختيار الآلية عبر برنامج نور.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *