ناشد والد توأم سيامي في الجزائر، أمراء دول خليجية لمساعدته في التكفل صحيا، وفصل رأسي ابنتيه عن بعضهما بعضا، خصوصا أن دول الخليج تشتهر بعلاج مثل هذه الحالات النادرة.
وفي التفاصيل، نشر موقع صحيفة “الشروق” الجزئرية، نداء للوالد أمقران عيسى، موجها لكل من الملك عبدالله، عاهل المملكة العربية السعودية، ورئيس الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التكفّل بالعملية الجراحية التي ستُجريها ابنتاه (التوأم السيامي) زكاة وسلسبيل البالغتان 6 سنوات والملتصقتان على مستوى الرأس، في مستشفى بريطاني لفصلهما.
وأفاد السيد أمقران أنه راسل وزير الصحة السعودي الأسبق عبدالله الربيعة سنة 2011، وتلقى منه ردا جاء فيه أن العملية الجراحية ليست ممكنة في الوقت الحالي لصغر سن التوأم، وأنها ستكون متاحة بعد سنوات قليلة، وطلب الوزير السعودي من الوالد البقاء على اتصال به.
موافقة من فريق طبي بريطاني
وقال السيد أمقران في رسائله إلى عاهل السعودية وأمير قطر ورئيس الإمارات وحاكم دبي، إنه يحوز على موافقة فريق طبي بريطاني كبير لإجراء عملية فصل التوأم زكاة وسلسبيل، حيث نجح هذا الفريق في إجراء عمليات مشابهة وتمكّن من فصل توائم سيامية مطابقة لحالة زكاة وسلسبيل.
وأوضح صاحب الرسالة، الذي يقيم في بلدية وادي العثمانية التابعة لولاية ميلة، أنه تلقى تقريرا ماليا مفصلا حول تكاليف العملية مرسل من مستشفى الأطفال التخصصي “ڨريت أورموند ستيرت” Gret Ormond Street Hospital for Children قدّر تكلفة العملية بـ892.500 جنيه إسترليني، ما يعادل 17 مليار سنتيم.
وأكد السيد أمقران أنه في اتصال دائم مع الفريق البريطاني منذ سنة 2011، ومنذ ذلك الوقت والجهود متواصلة من أجل تدبير المبلغ المالي لإجراء العملية، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل.
وأفاد فاعل الخير الذي يتابع قضية التوأم، أنه طلب من المستشفى البريطاني إجراء فحص مسبق للتأكد من حظوظ نجاح عملية الفصل، وقد وافق المستشفى، وأوضح أن هذا الفحص يكلّف ما بين 600 مليون سنتيم و800 مليون سنتيم.
وذكر الوالد أن زكاة وسلسبيل تتحركان بشكل طبيعي، حيث بإمكانهما الوقوف والاستدارة والجلوس واللعب، غير أنهما تعانيان صعوبة في النطق، وأكد أن حالة ابنتيه هي الوحيدة من نوعها على مستوى الجزائر والمغرب العربي (ملتصقان على مستوى الرأس)، حيث توجد توائم سيامية ملتصقة لكن ليس على مستوى الرأس.
وتوجه فاعل الخير والسيد أمقران بالشكر لوالي ولاية ميلة، السيد عبدالرحمان كاديد، الذي لم يبخل بتدخلاته لدى السلطات، وقدّم يد المساعدة بكل ما أوتي من قوة، كما يسهر على تقديم يد العون لغيرهما من المرضى من ماله الخاص في أحيان كثيرة.
معاناة إنسانية منذ 2009
جدير الذكر أن رحلة معاناة والدة التوأم السيامي وفاعلي الخير الذين رافقوه بدأت منذ العام 2009، وقال فاعل خير رفض الكشف عن اسمه، إنه أوصل ملف زكاة وسلسبيل إلى كل من الوزير الأول عبدالمالك سلال في الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، ووزير العمل والضمان الاجتماعي السابق الطيب لوح، ووزير الأشغال العمومية السابق عمار غول، ووزير الصحة الأسبق جمال ولد عباس.
وتلقى التوأم وعودا كثيرة من جمال ولد عباس في 2011، لكنه أخلفها، يضيف محدثنا.
كما راسل والد التوأم وزارة الصحة في 14 سبتمبر الماضي، ووزارة العمل يوم 15 من الشهر نفسه دون أن يتلقى ردا.
وأوضح فاعل الخير أن كل الوزراء الذين وصلتهم رسائل زكاة وسلسبيل وعدوا بالتكفل بالقضية، إلا أن تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح.
وعود وحجج من صندوق الضمان
كما تلقى التوأم السيامي وعودا من صندوق الضمان الاجتماعي بالتكفل بحالتهما ماديا وتغطية مصاريف العملية، وكان آخر موعد في 10 أكتوبر 2012، حيث طلب المسؤولون في الصندوق أشعة للتوأم للمرة الثانية، وبالفعل تسلم الصندوق الأشعة، ورد على طلب التكفل بالقول إن العملية الجراحية “لن تنجح”، وفقا لتقرير أطباء مستشفى “نيكر” للأطفال بباريس.
كما تحجّج الصندوق – يقول محدثنا- بعدم وجود اتفاقيات تربطه بالمستشفيات البريطانية، وأن الاتفاقيات الموجودة تربطه بالمستشفيات الفرنسية والبلجيكية فقط، وعليه يتعذّر على الصندوق التكفل بحالة سلسبيل وزكاة، على حد قوله.
وتساءل محدثنا “ماذا لو تعلّق الأمر بأبناء مسوؤلين في الدولة، هل كان الصندوق سيخلف وعده؟”.
وقال والد التوأم، السيد أمقران، إن مستشفى قسنطينة رفض التكفل بالتوأم لحظة ولادتهما، وبرأيه فإن المستشفى لم يبذل أي جهد لمعالجة هذه القضية ولو بإجراء اتصالات قد تفضي إلى معالجة هذه الحالة في أيامها الأولى.
وإلى اللحظة لايزال الوالدان ينتظران الفرج في هذه القضية التي حولت حياتهما إلى جحيم، وهما يريان فلذتي كبديهما تكبران أمامهما ولم تجف دموعهما منذ ولادتهما إلى اليوم.
ويؤكد الوالد أنه وزوجته لم يقنطا من رحمة الله، وأنهما بانتظار كرم الملك عبدالله، عاهل المملكة العربية والسعودية، ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد، وسمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫5 تعليقات

  1. يارب يسمعو طلب الاغاثة ولو اني لم اكمل قراءة الخبر
    الملك عبد الله داما سباق لهكذا امور

  2. الدولة الجزائرية عندها من المال ما يكفي لمصاريف العملية لازم الاتصال بوزارة الصحة وعمل المستحيل من اجل مساعدة هدول الطفلين اللهم يسر

  3. كان الأولى أن تراسل بوتفليقة وسلال لأ أعتقد انهما يعرفان شيأ عن قضيتك التى ستحرج الدولة بالتأكيد عموما أتمنى لبنتيك صاحبتى الأسمين الجميلين كل الخير ………………………………..الجزائر

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *