مكتظ ومزدحم، هكذا وصفت صحف لندن عام 1863 مترو الأنفاق “أندرغراوند” الأول في العالم الذي انطلق في المدينة، ولا يزال الوضع على حاله في هذه المنشأة التي أتمت أمس سنتها الخمسين بعد المئة.
وكانت صحيفة “الغارديان” كتبت عن افتتاح المترو في عددها الصادر في 10 يناير/كانون الثاني 1863 أن “صيحة” لا مكان خالياً لدى وصول القطارات بدا لها مفعول محبط بين المجتمعين”. وكان خط المترو هذا يشغل 120 قطاراً يومياً لنقل 40 ألف شخص. وهو اليوم شبكة متطورة تنقل مليوناً ومئتي ألف راكب يومياً.
ومع أن سكان لندن يشتكون أحياناً من بعض الخلل في عمل الشبكة، فإن المترو والقطارات التابعة له بالغة الفعالية في نقل الناس من العاصمة وإليها، وهي تقوم بنحو ثلاثة ملايين ونصف مليون رحلة يومياً. وتميز عملها بدقة شديدة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الأخيرة في لندن 2012، على رغم القلق من بعض الخلل نتيجة الضغط الاستثنائي.

Royal Mail new stamps
وأفاد المؤرخ في فنون الهندسة ديفيد لورنس أن التوسيع السريع للشبكة كان له أثر كبير على هندسة المدينة، إذ ساهمت الشبكة في نشر السكان خارج وسط العاصمة حيث شيدت منازل قرب محطات للمترو، وكان لها طراز معماري خاص.
وعام 1919 صارت شركة المترو معنية بتطوير المنطقة المحيطة بمراكزها، وكانت لها مناشير دعائية تظهر فيها منازل بشرفات واسعة تدعو الناس إلى الانتقال إليها، باعتبارها تقع في أطراف المدينة وهي بعيدة من مراكز التلوث.
وبدأ تشارلز بيرسون ترويج الخط عام 1850 باعتباره وسيلة للإصلاح الاجتماعي تمكن الفقراء من العيش في مناخات وأجواء أفضل، وإن يكن على أطراف المدينة. وهو بذل جهوداً لإقناع سلطات لندن بالاستثمار في الخط.
وفي إطار الاحتفالات بمرور مئة وخمسين سنة على افتتاح الخط، سيعاود العمل بالقطارات العامة على البخار، نهار الأحد فقط، بحسب ما أوردت الأسوشيتد برس، لئلا تتعطل حركة الركاب في أيام العمل.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. بنتها بسواعد الهنود عندما كانت الهند مستعمره من قبل بريطنيا

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *