رويترز- اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس، بالإدلاء بتصريحات “مظلمة وزائفة” بوصفه الصهيونية بأنها “جريمة ضد الإنسانية”، في تعليقات ستضر على الأرجح بالجهود المبذولة لإصلاح العلاقات بين الحليفين السابقين.
كما أدان رئيس تجمع الحاخامين في أوروبا تصريح رئيس الوزراء التركي، الذي ألقاه في اجتماع للأمم المتحدة في فيينا في اليوم السابق، الأربعاء، ووصفه بأنه “هجوم مفعم بالكراهية” على اليهود.
ومؤتمر الحاخامين الأوروبيين جماعة شاملة تضم 700 زعيم ديني في أوروبا. ويقدر أن 1.7 مليون يهودي يعيشون هناك. ويقطن حوالي 17 ألف يهودي في تركيا التي يبلغ عدد سكانها 76 مليون نسمة.
وطبقاً لما ذكرته وسائل الإعلام التركية، قال أردوغان، أمام منتدى تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، “كما هي الحال مع الصهيونية ومعاداة السامية والفاشية، أصبح من المستحيل ألا نعتبر الخوف المرضي من الإسلام (الإسلاموفوبيا) جريمة ضد الإنسانية”.
وتعاني العلاقات بين إسرائيل وتركيا من الجمود منذ عام 2010، عندما قتل كوماندوز إسرائيليون 9 أتراك إثر اقتحام سفينتهم التي كانت تنقل مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
وترددت خلال الأسابيع القليلة الماضية تقارير في الصحف التركية والإسرائيلية بشأن جهود تبذل لإصلاح العلاقات بما في ذلك عقد اجتماع دبلوماسي على مستوى عال في وقت سابق هذا الشهر في روما. ولم تؤكد أي من حكومتي البلدين هذه التقارير.
ولم يتسن على الفور الاتصال بأحد في وزارة الخارجية التركية للتعليق على الانتقاد الجديد من مجمع الحاخامين أو من جانب نتنياهو.
وقال بيان من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه “يندد بقوة بتصريح (أردوغان) بشأن الصهيونية وتشبيهها بالنازية”. ونقل عن نتنياهو قوله “هذا إعلان مظلم وزائف على غرار ما كنا نعتقد أنه أصبح شيئا من التاريخ”.
وذكر بنحاس جولدشميت، كبير حاخامين موسكو ورئيس مؤتمر الحاخامين الأوروبيين، أن انتقاد أردوغان للصهيونية يرقى لأن يكون معاداة للسامية.
وذكر أن “التهكم في هذه التعليقات لن يغيب عن عائلات من ذبحوا أثناء المذبحة الأرمنية، وهي جريمة ما زالت لم تعترف بها الحكومة التركية”.
ويتهم الأرمن الأتراك العثمانيين بارتكاب حملة مذابح منظمة ضد الأرمن المسيحيين أثناء الحرب العالمية الأولى.
وأدان البيت الأبيض أيضا تصريحات أردوغان. وقال تومي فيتور، المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان: “نرفض وصف رئيس الوزراء للصهيونية بأنها جريمة في حق الإنسانية وهو مهين وخطأ”.
وتنفي تركيا، التي تأسست كجمهورية بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، أن أعمال القتل هذه كانت عملية إبادة. وتقول إن كلا الجانبين فقدا أرواحا في قتال مميت أثناء فوضى الحرب.