يرى الأميركيون واللبنانيون الناشطون في العاصمة الأميركية أن هناك خطوط خلاف قديمة تصبح الآن خطوط صراع جديد على الساحة اللبنانية.
يبدأ الصراع بين الجناحين الكبيرين في لبنان من موقف حزب الله من الدولة اللبنانية ومن سوريا وصراعات المنطقة وعلاقتها بإيران، أما قوى 14 آذار فتريد قيام الدولة اللبنانية بسيادة كاملة، وترى أن نظام الأسد ارتكب جرائم في لبنان، من الاغتيالات إلى التصفيات السياسية إلى تدمير المدن، ويعتبر تيار 14 آذار أن النظام السوري لم يعمل في أي وقت من الأوقات على التصالح مع اللبنانيين الذين قهرهم وأن حالة العداء ما زالت قائمة.
ترجم اللبنانيون مواقفهم خلال الأزمة السورية بأن دعم كل فريق فريقاً في سوريا، لكن الأميركيين يعتبرون أن ثقل حزب الله يفوق مئات المرات ثقل تيار 14 آذار والآن بدأ اللبنانيون يشعرون بثقل الخلاف حول القضية السورية على أرضهم.
يريد اللبنانيون في واشنطن خصوصاً القريبين من 14 آذار أن يأخذ الأميركيون خطوات راجحة في سوريا، ويعتبرون أن الموقف الأميركي يجب أن يوصل إلى هدفين معاً الأوّل هو خروج نظام الأسد من السلطة والثاني هو عدم وصول عناصر متطرفة إلى استلام السلطة في دمشق أو حتى السيطرة على مناطق بما يتسبب بمشكلة دائمة تصل تباعاً إلى لبنان.
تسليح الجيش اللبناني
علمت “العربية.نت” أن الحكومة اللبنانية تعمل مع وزارة الدفاع الأميركية على وضع خطط جديدة لمنع تدهور الأوضاع في لبنان وتبدأ نظرية اللبنانيين من أن سلاح الجيش اللبناني هو من صنع أميركي وغالبية تدريبه وتجهيزه أميركية أيضاً وبدون الأميركيين لن يكون هناك جيش في لبنان وبالتالي فإن الأميركيين هم الأكثر أهلية لتقديم مساعدات عاجلة للجيش اللبناني، يُضاف إلى ذلك أن الأميركيين مهتمون بمنع انهيار الأوضاع في هذا البلد.
على غير عادتهم يبدو الأميركيون هذه المرّة متحمّسين لمساعدة اللبنانيين وهم خففوا شروطهم حول “المستعمل الأخير” للسلاح، فأعضاء الكونغرس الذين كانوا يضعون شروطاً كثيرة على شحن أي سلاح إلى لبنان بحجة أن هذا السلاح ربما يصل إلى حزب الله، يخففون الآن من شروطهم، فقد أثبت لهم الجيش اللبناني من قبل أنه لا يخسر تجهيزاته ولا تقع الأسلحة الأميركية في يد حزب الله، كما أن أعضاء الكونغرس يشعرون بخطورة الوضع في لبنان ويريدون تدارك المشكلة.
علمت “العربية.نت” أيضاً أن هناك توجهاً لوضع رزمة متكاملة من المساعدات الأميركية للجيش اللبناني وتبدأ من تجهيزات وتدريبات بقيمة مليار و500 مليون دولار وتشمل عتادا لمراقبة الحدود اللبنانية السورية بحسب القرار 1701.
هذا الجزء من التسليح كان مرتبطاً بحرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله وغايته منع إيران وسوريا من تسريب السلاح لحزب الله، والآن تأتي قضية مراقبة الحدود من الباب ذاته مضافا إليها تسريب السلاح إلى سوريا عن طريق لبنان، وأيضاً منع وصول المقاتلين من داعمي الطرفين.
“وسطيّون”
يجد الأميركيون أيضاً في بعض الزعامات اللبنانية حلفاء أو شركاء جيّدين لتحقيق سياسات جديدة، بدءاً من الرئيس اللبناني ميشيل سليمان الذي تحوّل مع الوقت من شخصية قريبة إلى سوريا وحزب الله إلى شخصية مستقلة تعلن مواقف ثابتة من تدخّل حزب الله في سوريا، وأيضاً نجيب ميقاتي الذي لم يرض الأميركيون بترؤسه الحكومة اللبنانية بدلاً من سعد الدين الحريري لكنه اتخذ مواقف جريئة مثل تمويل المحكمة الدولية وكان مهندس نظرية “النأي بالنفس” وصولاً إلى وليد جنبلاط ونبيه برّي فمع انفلات المشاعر يحتاج اللبنانيون والأميركيون إلى الوسطيين ومن يتعاون معهم.