يتحدثون منذ يومين في بلاد فلاديمير بوتين وخارجها، عن روسي مسكين لجأ إلى عيادة حكومية في مدينة “بيلغورود” القريبة بجنوب الغرب الروسي من الحدود مع أوكرانيا، آملاً أن يفحصه أحد الأطباء ويصف له دواء يشفيه من طارئ صحي داهمه، وبدلاً من الخروج مزوداً بوصفة تريحه، أخرجوه مقتولاً من لكمة طبيب سددها إليه يتيمة في صدغ رأسه، وأرداه جثة على مرأى من الممرضات، ومن كاميرا صوّرت تفاصيل ما عبر خبره الحدود إلى وسائل إعلام عالمية.
https://www.youtube.com/watch?v=mjmjc9lUFzQ
كل شيء حدث قبل يومين من ليلة رأس السنة، أي في العاشرة والنصف تقريباً من مساء 29 ديسمبر الماضي، إلا أن سلطات Belgorod الشهيرة بجامعاتها ومعاهدها العليا، أفرجت عن الفيديو، يوم الجمعة الماضي فقط، وسريعاً وجد طريقه كطبق شهي إلى صحافة الغرب، مرفقاً بمعلومات ملخصها أن “الطبيب الملاكم” قتل المريض بدلاً من أن يحييه، لذلك طلبت وزيرة الصحة الروسية فيرونيكا سكفورتسوفا بإجراء تحقيق عاجل وسريع.
لم يتمالك أعصابه حين رآه، فانقضّ عليه
من التحقيق الأولي اتضح أن المريض يفغني بختين، البالغ 56 سنة، مع أنه لا يبدو كذلك، تحرش ملامسة بممرضة، غضبت ومضت إلى الطبيب المناوب تلك الليلة وشكته أمرها، في وقت أكملت زميلتها فحصه بالسماعة الطبية من ظهره، وفق ما نراه ببداية الفيديو المعروض، إلى أن يظهر “الطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل” واسمه إليا زيليندينوف، داخلاً إلى غرفة الفحوصات ومعه الممرضة الشاكية، فدلته عليه.
ولم يتمالك زيليندينوف أعصابه حين رآه، فانقضّ عليه وجرّه إلى غرفة مجاورة وهو يصرخ به: “لماذا لمستها.. لماذا”؟ وسمع الجلبة صديق للمريض كان ينتظره خارج الغرفة، فأقبل للدفاع، لكنه أكل نصيبه من لكمات سريعة من الطبيب الذي سدد في الوقت نفسه لكمة واحدة فقط إلى يفغني، أسقطته مغمياً عليه، ثم تابع يمعن في ضرب الصديق بقبضتيه ويركله بقدميه حتى كاد يجهز عليه، وبعدها تذكر الجميع المرمي أرضاً، فهرعوا ليروا حاله.
تفحصه الطبيب ووجده لا يلفظ نفساً، فحاول إنقاذه بإعادة النبض إلى قلبه، لكن يفغني كان قد فارق الحياة، وبتشريح سريع اتضح أن موته ليس من علة فيه، بل من قوة اللكمة التي سددها إليه زيليندوف المطرود الآن من عمله والمتهم بالإهمال، وعقوبته السجن سنتين فقط في بلاد شهيرة بسلبيات كثيرة تأتي من أطبائها نحو مرضاهم، إلى درجة أن اثنين من الروس قاما العام الماضي، كل على انفراد، بقتل عدد من أطباء أحد مستشفيات موسكو بالرصاص، انتقاماً من ارتكاب خطأ طبي بحق كل منهما، والاثنان قتلا نفسيهما انتحاراً في المستشفى نفسه.