رغم اعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الامريكية فإن معارضيه ما زال لديهم أمل، ولو ضعيف، في الاطاحة به قبل تسلمه السلطة فعليا في 20 يناير المقبل.

القصة ببساطة تكمن في أن هيلاري هي الفائز شعبيا بانتخابات 8 نوفمبر الرئاسية، فالفرز النهائي لصناديق الاقتراع أوضح يوم أمس السبت أنها حصلت على 47.7% من الأصوات مقابل 47.1 % لترمب، وبالأرقام انتخبها 60 مليونا و470 ألفا من الأميركيين، هم أكثر بنصف مليون تقريبا ممن انتخبو ترامب.

أن “المجمع الانتخابي” المكون من 538 مندوبا، يمثلون 50 ولاية، ويقرّون انتخاب من يحصل على أصوات 270 منهم، أعطى لترمب 306 ولهيلاري 232 صوتا، فكان هو الفائز دستوريا، وهي الرابحة شعبيا.

الأصوات موزعة في المجمع على الولايات، طبقا لعدد سكان كل ولاية وقوتها الاقتصادية، وهو لا يصوّت مباشرة لأي مرشح، بل تتحول أصوات مندوبيه للمرشحين طبقا لفوزهم بالولايات، فحين يفوز أحدهم بأصوات سكان ولاية نيويورك مثلا، تصبح أصوات المجمع الانتخابي الممثلة نيويورك من نصيبه، حتى لو فاز بفارق صوت شعبي واحد فقط. إلا أن على ممثلي نيويورك في “المجمع الانتخابي” أن يقرّوا هذه الحالة، عبر تصويت آخر يقومون به شخصيا بعد 40 يوما، وهو تصويت نهائي يقرّ به المندوبون النتيجة نفسها عادة، كي لا يعاكسون رغبات سكان الولاية التي يمثلونها، لكن من يدري؟ فربما ينقلب السحر على الساحر حقيقة في أميركا، بقوة الضغط الشعبي.

الغاضبون من فوز ترمب تكاتفوا في اليومين الماضيين وبدأوا بحملة غايتها حمل المندوبين في “المجمع الانتخابي” على تغيير أصواتهم التي انتقلت تلقائيا إلى ترمب من الولايات التي فاز بها، وعدد مندوبيها هو أكبر من عدد مندوبي الولايات التي فازت بها هيلاري، لذلك فاز بالتحول التلقائي لأصوات أولئك المندوبين إليه، لا بتصويتهم له مباشرة، إلا أن عليهم أن يدلوا بأصواتهم شخصيا ومباشرة يوم19 ديسمبر، حيث يمكن لبعضهم أن يعاكس رغبة ولايته ويغير صوته ليصبح لصالح هيلاري، فإذا قام 38 منهم فقط بنقل أصواتهم من ترمب إليها، يصبح مجموعها 270 صوتا، فيما تقل حصة ترمب من 306 حصل عليها تلقائيا يوم الانتخابات لتصبح 268 صوتا، فيصبح “الرئيس المنتخب” خاسرا للانتخابات.

والغريب أن ترمب الذي فاز بأصوات “المجمع الانتخابي، لا شعبيا، كان حتى آخر لحظة من يوم الانتخاب نفسه، أكبر معاد لدستورية المجمع نفسه ومنحه حق انتخاب الرئيس، ونجد أعلاه تغريدة “تويترية” أطلقها في حسابه يوم 6 نوفمبر 2012 يصفه فيها بأنه “كارثة على الديمقراطية” وأعاد تغريدها أكثر من 122 ألفا من “التويتريين” وحوالي 84 ألفا أبدوا إعجابهم بها.. ترمب، نسبة لأنصار كلينتون، كان محقا، فالمجمع كارثة على الديمقراطية فعلا، وأكبر دليل أنه جاء به رئيسا.

المصدر: العربية

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *