اكد محللون إسرائيليون أن الحصار الذي بدأته إسرائيل على قطاع غزة قبل ثلاثة أعوام، قد باء بالفشل، ولم يسفر عن أية نتيجة ملموسة في ما يتعلق بالغرض الأساسي الذي اتخذ من أجله، وهو إضعاف حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

وتقول كريستيان ساينس مونيتور إنه وبعد ثلاثة أعوام من فرض الحصار تم احتجاز كلا الجانبين ( حماس وإسرائيل ) داخل طريق مسدود، لا يبحث أي منهما عن انتصار نهائي، وإنما يعيشان بدلا من ذلك في حالة من الردع المتبادل. وهو الأمر الذي رأت الصحيفة أنه أثار نقاشا جديدا  في إسرائيل بين أولئك الأشخاص الذين يقولون إن الحصار فشل في إسقاط المتشددين الإسلاميين، وبين الذين يؤكدون على أهميته كوسيلة، حتى لو كانت غير جذابة، لاحتواء مجموعة يخاف البعض من أن تعمل بمثابة الوكيل لإيران في حالة نشوب حرب إقليمية أوسع في النطاق.

وتمضي الصحيفة الأميركية لتنقل في هذا السياق عن يوسي ألفر، المستشار السابق لرئيس الوزراء ايهود باراك وأحد رؤساء تحرير المنتدى الأسبوعي للحوار الفلسطيني- الإسرائيلي، مجلة بيتر ليمون الأسبوعية، قوله :” لقد فشلت الاستراتيجيات التي انتهجتها إسرائيل للتعامل مع القطاع منذ حزيران / يونيو عام 2007 عندما تولت حماس دفة القيادة هناك”. ورغم اعتراف ألفر بأن الإغلاق شبه المحكم على التبادل التجاري يتسبب في حدوث حالة من الاضطراب الاقتصادي، إلا أنه مضى ليؤكد على أن ذلك لم يُضعِف إمساك حماس بزمام الأمور ولم يشجعها لأن تكون أكثر انفتاحا بشأن مساعي التوصل إلى تسوية. وأضاف :” وبدلا من ذلك، أدى هذا الإغلاق إلى تقويض ثقلا موازنا  محتملا  لحماس، وهو قطاع الأعمال والمهنيين في غزة”.

وواصل ألفر حديثه في نفس السياق بقوله :” لم تخضع حماس للإشراف. وقد تسبب الحصار في إفقار الطبقة المتوسطة، التي تعتاد على المتاجرة معنا ( نحن إسرائيل )، وأتاح الفرصة لتمكين حماس وهؤلاء الذين يقومون بحفر الأنفاق”.

في غضون ذلك، أشار عوزي ديان، الجنرال السابق وعضو حزب الليكود الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إن الحكومة الإسرائيلية غير مقتنعة بوجهة النظر التي تقول إن الحصار – الذي يدور الحديث عن لعب مصر دوراً مشتركا فيه – يرتد الآن. ومع هذا، فإن هناك اعترافاً بين الإسرائيليين بأن الخيارات المطروحة أمامهم الآن عبارة عن خيارات منقوصة وغير جذابة.

وتنقل الصحيفة الأميركية في هذا الجانب عن دبلوماسي غربي يتحدث كثيرا مع مسؤولي الأمن في إسرائيل، قوله :” إن أكثر الأشياء التي أسمعها هو عدم وجود خيارات جيدة في ما يتعلق بالتعامل مع قطاع غزة، وما يتوافر الآن من خيارات ليست إلا ظلال مختلفة لخيارات سيئة”. ثم تلفت الصحيفة من جانبها إلى أن تغيير النظام في قطاع غزة اضعف خطر وقوع إصابات بين الإسرائيليين واستمرار تحمل إسرائيل لمسؤولية إدارة القطاع الساحلي الفقير الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني.

وترى الصحيفة أيضاً أن التواصل مع حماس سياسيا  قبل أن تقبل بحق إسرائيل في الوجود وتعترف باتفاقات السلام الماضية، سيكون بمثابة القيام بتسليم نصر سياسي وإستراتيجي للحركة الإسلامية، التي تعتبرها إسرائيل جماعة إرهابية. كما ستعمل تلك الخطوة – بحسب الصحيفة – على تقويض السلطة الفلسطينية المدعومة من قِبل الغرب في رام الله. وهنا، تعاود الصحيفة لتنقل عن الجنرال ديان الذي يرى ضرورة لفرض قدر أكبر من العزلة على قطاع غزة بغية وقف تدفق الأسلحة إلى هناك، قوله :” لا أعتقد أن الحصار ألحق هذا القدر الكبير من الضرر بحماس. صحيح أنه أعاق النمو والتنمية، لكن على المدى البعيد، سيؤدي الفقر والتخلف إلى نشوب الإرهاب. ومع هذا، فنحن لا نقبل أن نكون لعبة في أيدي الإرهابيين”.

وتنقل الصحيفة في الختام عن هاني المصري، محلل سياسي فلسطيني، قوله :” إن الواقع الذي تعيشه حماس صعب، فهي محاصرة، ولا توجد مقاومة، وتتخذ مصر موقفا ً عدائيا ً، ولا يوجد تبادل للأسرى، ولا تحظى باعتراف عربي دولي”. بينما قال غيدي غرينشتاين، رئيس معهد رويت البحثي في تل أبيب :” ستستغرق عملية ترويض حماس وقتاً طويلا ً للغاية، ولن أطلق على تلك العملية لفظة إستراتيجية .. يمكنك أن تطلق عليها ذلك، لكني لا أعتقد أنها معلنة. وليس بوسعنا تنفيذها بصورة مختلفة للغاية”.
أشرف أبو جلالة

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. الحصار الاسرائيلي لم يسقط وحده ..

    بل سقط معه قناع حكام العرب , وعربان الحكام .

  2. عزيزي الاتجاه ..
    احبك في الله ، واحب ان تكون اتجاه حب لكل الاتجاهات ، وليس لاتجاه علا حساب اتجاه .

  3. الله يحميهم وانشالله منصورة يارب
    وياريت يسمعهو هالخبر اهل مصر العظيمة

  4. أكيد لازم يفشل، “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” صدق الله العظيم.
    أن شاء الله النصر لفلسطين.

  5. الى السيده ساميه الجزائرية …… تقول
    قولوا الكلام ده للسيد حسني ….. ( لعنة الله عليه وعلى اعوانه وحاشيته المضللين ) واشكرك كثيرا

    ولكن ودي أيضا أوجه الشكر للسيد الرئيس بوتفليقه لقيامه بإرسال جنود مدربه بطائرات عسكريه وأسلحه بيضاء الى أستاد ام تل أبيب
    لمحاربة جيش المحتل ورفع المعناه عن اهل غزة

    وكان النصر المبين بالتحرير ….. وكده هو عمل اللي عليه
    ومانريد منه شئ تاني لغزه ويجلس في بيته يرتاح من هالمجهود الكبير
    للوصول للمونديال في القدس

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *